عبدالله طزح
الجنوب والشمال في مواجة الاستحقاقات الوطنية الايجابية...!
التفكير المنطقي بموضوعية يجب أن يكون سائدا" أوساط النخب السياسية في معترك النضال الوطني كأساس لبناء أرضية صلبة تأخذ تشابك الأحداث وتعقيدات المشهد على الساحة اليمنية والأقليمية والدولية واستحضار العقل في كل جزئية لرسم ملامح المستقبل بعيدا" عن الإتكاء على الشعارات البراقة والبقاء في دائرة ضيق الأفق وفلسفة الدفاع عن مشروع أنتج الحروب والصراعات كمشروع( الوحدة اليمنية)والتي خلقت انقساما" حادا" وجدران من الكراهية ولم تكن كفكرة خاطئة بمفهومها الأنساني ولكن أفسدت وأجهضت ذلك المشروع سياسات النظام الحاكم وأدواته والعودة لتلك التجربة بات مستحيلا" بناء على برجماتية الواقع ومن هنا ينبقي التفكير في تجارب أخرى للحيولة دون الحاجة لمزيد من سفك الدماء ،وأنتجت النخب السياسية بدائل للتجربة كمشاريع ( الأقاليم -الفيدرالية الثنائية -استعادة الدولتين) ،وعند التفكير بعمق وتحكيم المصلحة الوطنية للشعبين في الشمال والحنوب لابد من استحضار العقل لاختيار أنسب المشاريع وانطلاقا" من واقعية سياسية ومرتكزات انسانية وبقراءة لتجارب الشعوب نرجح أن فكرة (أستعادة الدولتين) هو المشروع القابل للحياة لو أستثمر بعقلانية ووقفت النخب السياسية وذوي الفكر والثقافة الحقيقية وحدث تجانس فكري يراعي مصلحة الشعوب في الجنوب بعيدا" عن مصالح النخب وأجندات المصالح الآنية للأقليم والعالم وهنا لابد من توضيح الأتي:
أن الاستثمار لمشروع استعادة الدولتين يجب أن لايكون بتفكير منفصل بين أقطاب المشروع بل يراعى التداخل الجغرافي والعلاقات الاجتماعية وانسياب المصالح وألاخذ بحتمية المصير المشترك للجميع في أطار الدولتين (الجنوب-والشمال)
مشروع الدولتين وفق تفكير برجماتي كما" وديمقراطي مضمونا" بالأضافة إلى حشر ايجابية تجارب شعوب المعمورة في البناء سينعكس حتما" نحو خلق نموذج حيوي في شبة الجزيرة العربية ويخلق أمنا" للعالم أجمع يسودة علاقة التعايش الانساني وحتما" سيقود إلى اتحاد يمني قوي ومتماسك مستقبلا" وفق أسس لاتكرر تجربة الدمار التي خلفتها الوحدة اليمنية.
أن فكرة بناء دولة في قطب دون الأخر لن تزدهر مهما كانت مقومات الحياة فيها لان الاضطراب في القطب الاخر سيمتد تأثيره ويتأثر به وبماأن الجنوب بناء على الموقع الجيوسياسي والمساحة والسكان والثقافة ربما يكون حافزا" لبناء دولة عصرية حديثة لكن التفكير بذلك دون التفكير بعمق للشمال فكرة لن تحقق النجاح للوصول إلى مصاف الاستقرار والتنمية المستدامة وهنا قد يتسأل البعض هل سنقف في عند الفكرة في حالة تصادم التفكير مع النخب الشمال ،وفي هذه الجزئية أشير إلى استمرار الجنوب في بناء الدولة الجنوبية مع الدفع بعجلة التفكير للنخب الشمالية ومساعدتها حتى نخلق بيئة لنجاح الفكرة ونضوجها لخلق توازن في المنطقة لايتأثر بالتغيرات العالمية المستقبلية ويتأثر قطبي الدولتين باطماع القوى العالمية.
ان طرح مشروع الأقليمين في الجنوب قرار غير عقلاني فقد طرح بذلك الشكل من قبل النخب السياسية متأثرا" بمراعة مصالح الأقليم ولم يراعي المتغيرات المستقبلية لان مشروع الأقليمين سيجلب صراعا" مستقبلي في أطار الدولة وهو الثغرة التي وضعتها الاطماع الاقليمية والدولية للنفاذ منها في حالة تقاطع المصالح وهنا ننتقد النخب الجنوبية ورضوخها لمصالح الخارج دون مراعاة مصالح شعب الجنوب المستقبلية وكان يجب على النخب الجنوبية التوافق على نظام الولايات في الجنوب ومنح كل ولاية خصوصية معينة لبناء الدولة فهو النموذج الأمثل لمواجهة المتغيرات الدولية مستقبلا" وهناك متسع من الوقت للحوار والتوافق الجنوبي -الجنوبي
هناك خلل في الجنوب في عملية البناء ينبقي تداركها والتفكير بجدية في التغير نحو الأفضل فيجب الاحتكام للكفاءة في شغل الوظيفة العامة والابتعاد عن المحسوبية والولاء والحزبية والشللية احتكاما" للعقل ومراعاة للوطن والشعب ومغادرة الحروب والصراعات للبناء والتنمية والعدل كسائر شعوب الأرض.
الأشقاء في الشمال ندعوكم للاحتكام للعقل والتفكير بموضوعية والاحتكام للواقع والعودة إلى جادة الصواب والانطلاق صوب بناء الدولة في الشمال والعمل مستقبلا" على خلق نموذج جاذب للاتحاد الانساني والوطني، فلتتوقف دعوات التحشيد وأراقة الدماء والانطلاق صوب البناء والتنمية والتفكير المشترك لبناء أوطان تعيش الأمن والاستقرار والعيش الكريم والعدالة.