غلاء الأسعار يهدم بيوت البسطاء والجوع ينخر أجسادهم فمن المسؤول ومن المتسول
في ظل إرتفاع الأسعار بشكل غير مسبوق وبصورة جنونية لم تكن في الحسبان يوماً أصبح المواطن لايجد قوت يومه ولايقوى الإحتمال فلا يكاد ينتهي ذلك اليوم إلا وقد خارت قواه وهو يبحث في زحام الغلاء وركام الحروب عن لقمة يسد بها رمقه ويشد بها عضده ليكافح وتستمر رحلة المعاناة في محاولة يائسة منه ليعيل أسرته فمايلبث إلا وقد حُصر في زاوية حكم عليه أن يتلقى فيها كل تلك الضربات ضربةً تلو الأخرى فكم سيحتمل في مشهد يواجه فيه المواطن خصوم خفية وقد حكم عليه آنفاً بالموت البطيء .
معاناة وألم شديد ومرارة يتجرعها أغلب أبناء مجتمعنا يوماً بعد يوم دون رحمة بل عقاب جماعي يمارس ويفرض نتيجة الصراعات السياسية وحاله من سيئ إلى أسوأ فأصبح المواطن لا حول له ولا قوة. ظلم وتعذيب وفقر وجوع وحصار في المعيشة وحرمان من أدنى حقوقه المشروعة.
لاسيما أن هناك من توقفت رواتبهم لأكثر من تسعة أشهر وهناك من لا راتب له فألى أين يؤول حالهم وقد تم وضعهم بين فكي الكماشة فلا هم من راتب يعيلوا أسرهم ولاهم من حكومة تفرج كربتهم وتفتح رواتبهم التي حتى وإن صرفت فلن تلبي أقل مايمكن تلبيته.
فهل سيتغير ذلك السيناريو ويظهر من يقف بجانب الطرف الضعيف ويقلب موازين هذا الإحتدام في دولة أصبح اغلبية شعبها متسول
أكان ذلك بصورة مباشرة في الشوارع والأزقة أو غير مباشرة عبر المنظمات والجمعيات الخيرية التي تعتبر أحد أسباب الإتكال والتواكل فأصبح يعتمد على ماتقدمه له من فتات ويرضخ للذل والأهانات على شباك الإنتظار في سبيل الحصول على ما يسد رمقه
ودور الدولة مغيب عن حال المواطن فإلى أين نتجه وإلى نهوي وهل هناك تغير مسار لهذا الحال المزري..