كريم فرمان

سورية نجم قمة جدة

وكالة أنباء حضرموت

لا ابالغ في القول اذا ما قلت ان حضور الرئيس السوري بشار الأسد مؤتمر القمة العربية في مدينة جدة السعودية بعد تغييب لأكثر من عقد  هو الحدث الابرز في العالم العربي لطالما شكل غياب سورية عن مقعدها العربي في جامعة الدول العربية غصة في قلب كل مواطن عربي قومي ينظر إلى الأمة العربية كسائر الجسد الواحد.
صحيح ان قرار استعادة  موقع سوريا في مجلس جامعة الدول العربية كان قرارا صائبا وثمرة لجهود ومبادرات سياسية واعية اقدمت عليها اولا دولة الامارات العربية المتحدة ثم تفهمتها دول اخرى إلا أن المهم في الأمر أن القيادة السورية لم تكن بعيدة عن كل أشكال الممارسات العربية والتفاعل الايجابي بدبلوماسية ذكبة رسمها الرئيس الاسد والذي اثبت انه يتمتع بحنكة ورؤية سياسية ثاقبة للوضع العربي اتسمت بالصبر والايمان الراسخ بان سوريا جزء فاعل ومؤثر  في اليات العمل العربي المشترك ولو خارج الاطر البيروقراطية  لجامعة الدول العربية. 
استراتيجية عربية نشطة وضعها الرئيس السوري ونفذها وزير الخارجية الدبلوماسي البارع د. فيصل المقداد جعلت من عودة العرب الى عاصمة الامويين امر لا  مفر منه. 
ان طموحات وشعارات قمة جدة كبيرة وهو مطلب عربي فمن يسميها قمة المصالحات أو قمة التغيير والخ من الاوصاف ولكن المبالغة يجب أن لا تقودنا الى القفز فوق الواقع العربي المؤلم ومن دون انتهاج خطوات حقيقية وتوفر ارادة عربية بعيدة عن الاستقطابات الدولية فان لا جديد سيتحقق. 
السودان اخر البلدان العربية النازفة وحتى تاريخه فان قدرة العرب على وقف نزاع بين جنرالين في البلد ضعيفة وليبيا كما اعلن المبعوث الدولي على طريق التفتت ولبنان يغوص في وحل انهيار الدولة والاقتصاد والخلاف المغربي الجزائري بات مستعصيا على الحل والملف اليمني لا يعلم سوى الله كيف سينتهي والعراق يعاني من انقسامات فئوية وفلسطين جرح نازف واجزاء من ارض  سورية  وثرواتها الطبيعية تخضع جزء  لاحتلالات اجنبية ومصر الكنانة والعراق العظيم يعانيان من العطش وتيبس المزروعات بسبب حجز المياه عنهما من بلدان غير عربية تسيطر على منابع انهارهما. 
كما ان القمة العربية تاتي وسط بيئة دولية مليئة بالصراعات والحروب وشلل في النظام الدولي الذي يتجسد في الأمم المتحدة والذي بات امينها العام يشبه ناشط مدني .
انه  من دون اصلاح بنيوي لهيكل الجامعة العربية التي باتت عبارة عن جسد يحتضر  فلا نتوقع الكثير او تتمنى المعجزات فالواقع قاس وقدراتنا من غير مراجعة وتصالح  سييبق القديم على قدمه ولن نحصل سوى بيانات مكررة. 
تطلع العرب نحو المستقبل وتشخيص العلل هو اسلوب للعلاج. 
عاد العرب الى الشام التي منحت التلريخ العربي ابهى عصوره وحضرت سورية الى القمة بثقلها وسياستها الواقعية سيكون عامل تحفيز وتفكير بترتيب اولوياتنا العربية وفي مقدمتها ان تتقدم الدول العربية بمبادرات داعمة وحقيقية لاستعادة الاقتصاد السوري فعاليته واعمار ما دمره الزلزال ومن قبله الارهاب وعندما تتعافى الشام فان الامة العربية ستكون في حالة صحية افضل.

مقالات الكاتب