محمد الدليمي

تناقضات السياسة الخارجية الإسبانية نحو المغرب

وكالة أنباء حضرموت

ربما لا أحد في الحكومة الإسبانية يوافق تصريحات وزيرة العمل الإسبانية يولندا دياز ضد المملكة المغربية خلال استقبالها لممثل حركة البوليساريو الانفصالية لان السياسة الخارجية لأي بلد في العالم يعبر عنها وزير الخارجية ورئيس الوزراء ولكن كونها عضو في حكومة ينبغي لها أن تتقيد بالخطوط الأساسية والمواقف الرسمية لبلادها إزاء علاقاتها بدول العالم الاخرى.

ان تقاطع نهج السياسة الخارجية لرئيس الوزراء الإسباني بيدور سانشيز والذي انتهج مواقف إيجابية لتصحيح مسار العلاقات بين البلدين مع سلوك وزيرة العمل الحاقدة على المغرب ونظامه السياسي.

ان هذه التقاطعات في السياسة الاسبانية إزاء قضية الصحراء المغربية والتي تعتبر قدس الاقداس للمغرب وترتبط بسيادتها ووحدتها الترابية تثير عدد من الأسئلة عن ماهية المواقف الاسبانية ومدى قدرة حكومة سانشيز على ضبط إيقاع حكومته ولجم هذه الوزيرة المراهقة والتي كأنها بدت تنفذ أجندات جهات خارجية لا تكن الود للمغرب البلد الذي طور نظامه السياسي انطلاقا من الخصوصية المغربية المرتبطة بتاريخه وقيمه الدينية التي تضع جلالة الملك بمثابة رمزا مقدرا يجمع بين السلطة الروحية والزمنية.

حقيقة لا غروا بها ان نجاحات المغرب تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس في الموائمة بين عصرنة المغرب وعدم انقطاعه عن تاريخه المجيد باتت تشكل عقدة ليس لبعض السياسيين الاسبان فحسب وإنما حتى في الفضاء الاوربي وبرزت خلال الفترة الماضية مواقف سيئة تدل على ذلك.

ان المغرب اليوم أصبح انموذجا في التنمية المستدامة في افريقيا وقطع اشواطا في التغلب على تحديات التحديث والتنمية وتمتاز سياسته الخارجية ومواقفه بقدر كبير من الحصافة والرزانة التي اكسبت المغرب انتصارات دبلوماسية مهمة في الساحة الدولية ليس اقلها ازدياد عدد الدول التي غيرت مواقفها من قضية الصحراء وقامت بافتتاح عشرات القنصليات لها في مدن الصحراء المغربية كاعتراف وتقدير لنهج السياسة الخارجية المغربية التي رسمها الملك محمد السادس ويسهر على تنفيذها باحترافية وحنكة وزير الخارجية السيد ناصر بوريطة.

ان تصرف وزيرة العمل الاسبانية الطفولي مستهجن ولا يمثل توجهات السياسة الخارجية لحكومة رئيس الوزراء سانشيز ومع ذلك يجب ادانة واستنكار هذه الفقاعات المليئة بالحقد والتوتر.

إذا كانت السياسة الخارجية لأي بلد في العالم ليس لها عائد في الداخل يجب مراجعتها كما يقول كتاب السياسة والمغرب مثلت سياسته الخارجية انعكاسا ايجابيا على الداخل نتج عنها استقرار مميز وديموقراطية وحريات وتنمية وتحديث.

هذا النجاح المغربي هو ما يغيض نفر من سياسي الاتحاد الاوربي وتجلى ذلك عند بروز المنتخب المغربي لكرة القدم في المونديال كنجم عربي بزغ في سماء العالم الكروي بصورة مشرفة ومبهرة.

سلاما على المغرب العزيز على قلوب العرب وكل محبيه من دول العالم. ولتخرس هذه الاصوات النشاز.

مقالات الكاتب