محمد ناصر العولقي
هوية الاسم أو الاسم الهوية
عندما تسمع اسم جعبل تقول على الفور : هذا من لودر أو مكيراس ، وعندما تسمع اسم عبود ( بضم حرفي العين والباء ) أو اسم عائلة أمامه اللازمة ( با ) مثل ( باحسن أو باعمر أو باسالم ) فأنك تقول بكل ثقة : هذا حضرمي بدون أي نقاش ، أما مثنى وثابت وغالب ومسعد وراجح فهؤلاء لابد أن يكونوا من الضالع أو ردفان أو يافع وكذلك ، في الغالب ، غرامة وحسن ( بضم الحاء ) وحمامة وعسكر وجبران وحنش وراوية ومزنة !!!
ولو ذهبت حتى الى المريخ وصدفت هناك رجلا اسمه مجلبع أو امسحم أو دهول فإنك ستبصم بالعشر من دون أدنى تردد أنك أمام رجل شبواني شحما ولحما !!
إنها خصوصية التسمية في كل مجتمع محلي جنوبي يلاحظها بوضوح من له دراية بأسماء الأشخاص المتداولة في كل منطقة في الجنوب وأقصد تلك الأسماء التي تختص بها منطقة دون غيرها أو لصقت وتوارثت فيها حتى أصبحت علامة دالة على الشخص وانتمائه المناطقي أيضا .
فعلى سبيل المثال أتحدّى أي شخص يخبرني عن واحد عدني أبا عن جد اسمه نعيمون أو عشال أو مطلوب أو لشرف ... واتحدى أي واحد يذكر لي حضرميا أصل وفصل اسمه شكيب أو عطروش أو عوبل أو عبدالنبي أو شمسان أو حتى يسلم .. أما أن تجد لحجيا على سن ورمح واسمه محيفران أو مهريا اسمه خلدون أو سقطريا اسمه سند فإن ذلك من رابع المستحيلات .
إن اسم الشخص يكون أحيانا مثل اللهجة والملبس علامة وهوية تشير الى الفرد والى انتمائه المناطقي وكأنه جزء من العادات والتقاليد ، بل من المؤكد إنه جزء من العادات والتقاليد التي تختلف من منطقة الى أخرى .
وبذلك يصبح اسمك هو عنوانك الذي يشير الى انتمائك المناطقي مثلما تشير بعض الأسماء الى عناوين أصحابها المذهبية .