يحيى احمد
هذا الداء !فماهو علاجه؟
ليس مجرد سؤال فقط.. لا أدري إذا كانت هذه المفاوضات ليست سوى تسويات ناعمة أو خشنة، يقتسم فيها المتفاوضون تلك الكراسي الدامية!
ثم يدورون كيفما شاء لهم في حلقات مفرغة، وإطالة واعطاء مزيداً من الحصانات للإرهابيين ، وتسهيل سبل قديمة للإفلات من العقوبات، وتقنين نهب الثروات لشعب يتضور جوعاً، والتغاضي عما يجري في سيئون ووادي حضرموت من قتل وبطش وارهاب للمواطنين، وما يحدث من نهب للثروات، وتمكين المتمكن، إفقار الفقراء بحرب اقتصادية ممنهجة في الجنوب ، وبيع ما لم يبع.. اذا كان هناك ما هو بتلك الصفة. وأخيراً وليس بالاخير، ماتناولته وسائل الإعلام من الاجرام والفساد الرسمي الذي مارسته وتمارسىه السلطات الشرعية في مختلف مؤسساتها ودرجاتها الوظيفية والتي لايقتصر اثرها على نهب الموارد، ولكن أيضًا وهو الأخطر تدمير القيم والمبادئ والاخلاقيات واشاعة هذا الفساد وتحويله إلى ثقافة وسلوك يومي وبيئة حاضنة لمختلف اشكال الجريمة المنظمة التي ما فتات تنخر في كل مكونات وعناصر بنية المجتمع ومصادر قوته ونهوضة (التاريخية والمادية والروحية والاخلاقية والنفسية والصحية والعقلية)
#خلاصة_القول
يختزل بعض رجال السياسة والاعلام والدعاية المظللة قضايا الوطن المصيرية وحاضره ومستقبله في مفهوم لعبة الكراسي ..وفي المقابل من ذلك لايتوانى هؤلاء في تغليف وتزييف جرائم القتل والارهاب اليومية وحماية القتلة والارهابيين والفاسدين وتجار المخدرات وتحويلهم إلى مناضلين وابطال وطنيين ،لمحاولة إبعاد الشبهة عن كل ما ارتكبوه من جرائم ظاهرة للعيان كظهور الشمس في وضح النهار واضعة أمام الرأي العام وكل بسطاء الشعب تلك التساؤلات القديمة المتجددة :من اين نبدأ ؟.. وكيف نبدأ.. ومتى نبدأ؟ التغيير الحقيقي و الاصلاح الجذري للاوضاع يبدأ بإصلاح قمة الهرم السياسي السلطوي أو في قاعدته الاجتماعية.
المثل يقول إذا الوجع في الرأس لاعافية في البدن ، فما بالنا ومازلنا نكرره في افعالنا تجريب المجرب ،وننتظر النتيجة بعيدة المنال، فلا يمكن أن يعالج العفن واعراضه ومظاهره ونحمي مصادره ومعامل انتاجه .وكلنا نعرف اين تقع هذه المصادر .
في حكمة تقول :في السياسة كما في الطب لا تعالج اعراض المرض ،بل عالج اسبابه ومصادره…..
رحم الله شهدائنا الابرار السابقون واللاحقون.