يحيى احمد
الرابع عشر من أكتوبر ..دلالات وعبر!!.
يحتفل شعبنا الجنوبي اليوم بمرور 59 عاماً على انطلاق ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة"، تلك الثورة التي استلهم منها شعبنا ومقاومينا أسمى معاني الفداء والتضحية والثبات والصبر، في أحلك الظروف ومختلف المنعطفات التاريخية التي مرَّ بها البلد الجنوبي.
احتفالنا هذا العام يأخذ طابعا فريدا ومميزا، إذ يتزامن مع انتصارات تحققت على الأرض (ميدانيا وسياسيا)، فعلى الميدان سطرت قواتنا المسلحة إنجازات عملية تمثلت في استعادة محافظة شبوة الاستراتيجية شرق البلاد من قبضة تنظيم الإخوان، وتطهير أجزاء واسعة من محافظة ابين من دنس الجماعات الإرهابية، والتصدي لمحاولات التسلل الحوثية على مختلف الجبهات على طول الحدود الجنوبية، وعلى سياق متصل تحقق إنجاز سياسي لافت، إذ حقق الحوار الجنوبي الجنوبي تقدما ملموسا، وحدث تقارب واضح بين مختلف الكتل الجنوبية بعد جهود طويلة ومضنية من العمل الجاد والداؤوب.
ذكرى الـ 14 من أكتوبر المجيدة تعيد إلى أذهاننا تلك التضحيات الجسام التي اجترحها الآباء والأجداد، للتصدي لآلة البطش والتنكيل لأعتى مستعمر عالمي، وها هو التاريخ يعيد نفسه وتتكرر أحداثه وفصوله، إذ يخوض شعبنا اليوم حرب التحرير المقدسة لتحرير كامل ترابه الوطني من الاحتلال اليمني الهمجي، وتُبذل التضحيات بالأرواح والأموال في سبيل تحقيق النصر المرجو المتوج بعودة الدولة الجنوبية كاملة السيادة.
لدينا يقين تام بحتمية انتصار شعبنا، وقدرته على الخروج من براثن الاستعمار اليمني القذر.
لقد قطعنا شوطا كبيرا على مسار التحرر والخلاص، وبنينا جيشا قويا مؤمنا بقضية بلده العادلة، ومتأهبا لتقديم كل أشكال الفداء والتضحية في سبيل انعتاقه.
الذكرى المجيدة المتجددة للرابع عشر من أكتوبر، ليست مناسبة عابرة، نشعل في ليلها القناديل ونردد بضحاها الأغاني الحماسية، بل مناسبة عظيمة لها بالغ الأثر في نفوس ووجدان كل أبناء الجنوب الأحرار، نتذكر فيها تلك المآسي التي عاشها أجدادنا إبان الوجود البريطاني، ونؤكد من خلالها عزمنا على المضي قدما باصرار على طريق الآباء بالتضحية والاستبسال، حتى تحقيق كامل أهداف الثورة الاكتوبرية الثانية، بتحرير كامل التراب الجنوبي، وبناء دولة جنوبية مؤسسية تسود فيها المساواة وتتحقق من خلالها أشكال التنمية.