معين الصبيحي
مرتبات الجيش والأمن الجنوبي في سبات عميق
منذ ان تم نقل البنك المركزي من العاصمة المحتلة صنعاء الى العاصمة الجنوبية عدن منتصف عام 2016م وحتى اللحظة ومرتبات الجيش والأمن الجنوبي لم ينتظم صرفها .. بل تم قطع مرتبات أشهر كثيرة نهائيا" من كل سنة .. ولم يقف هذا الأمر هنا فقط بل اصبح اكثر سوء.. حيث يتم صرف مرتب شهر كل شهرين أو ثلاثة أشهر، ..
هذا الأمر اصبح مشكلة تطير النوم من العين للحد الذي جعلنا نتساءل من هو المسؤول عن ضياع حقوق منتسبي الجيش والأمن الجنوبي ؟..
أهي الدائرة المالية بوزارتي الدفاع والداخلية ام رئاسة الوزراء ام قيادة البلاد ؟..
هناك التزامات اسرية وواجبات لمنتسبي الجيش والأمن الجنوبي ، وهذا الاستخفاف بمستحقاتهم المالية سبب لهم معاناة ومشاكل لا تحتمل بل ، تعجز القدرة البشرية والإنسانية المحدودة عن تحملها ..
هذا ما جعل البعض منهم يلجأ لسد احتياجاته هو واسرته بمزاولة اعمال شاقة و عضلية ، والبعض الآخر ذهب لافتتاح بسطات بيع خضروات وفواكه ، وبيض وبطاط وهم يحملون شهادات علياء محلية وخارجية في مختلف التخصصات العلمية والعملية وهناك من وصل بهم الحال إلى الإنتحار بسبب عجزهم وضعفهم عن أداء واجبهم تجاة أسرهم الكريمة ومن يعولون من النساء والأطفال
وقد عبر منتسبو الجيش والأمن الجنوبي عن غضبهم حيال هذا الأمر من خلال اعتصامات مفتوحة ووقفات احتجاجية نظموها امام مقر الامم المتحدة والتحالف في عدن .. وقاموا باقتحام قصر معاشيق معقل السلطة الشرعية أكثر من مرة .. وايضاً ذهبوا لمقابلة رئيس الوزراء الأسبق بن دغر والحالي معين عبد الملك .. وكل هذا كان دون جدوى فكل ما حصلوا عليه هي وعود عرقوبية لم تنفذ . وحتى المجلس الانتقالي الجنوبي تدخل في قضيتهم ولم يحلها بل منعهم من التصعيد
وبعد كل محاولات منتسبي الأمن والجيش الجنوبي في استرداد حقوقهم تم توقيفهم بشكل تام عن العمل دون تأمين صحي لهم ، وتجنيد مليشيات بدلا" عنهم بمرتبات عالية وامكانيات متنوعة ، تصرف من جهات خارجية وليس من الدولة اليمنية
هذا ما دفع الجيش القديم الى الالتحاق بالمليشيات بكل مسماياتها المنتشرة في ربوع الوطن و التابعة لأطراف وطنية كثيرة ومتباينة برتبة جندي وهم يحملون الماجستير والبكالوريس في تخصصات كثيرة سبب ما توصلوا اليه من فقر وجوع..
.. وفي نهاية المطاف ما آلت اليه الأوضاع الان هو وضع مؤسسي عسكري وأمني جنوبي كارثي ملغم بتعقيدات ومتاهات لا مخرج منها ، حتى إذا أراد اليمنيون قيام دولة نظام وقانون . كيف سيتم الخروج من متاهات الواقع الوطني المرعب و. الى اين ستذهب هذه المليشيات؟ وما مصير الجيش القديم ؟. ومن هو الجيش والأمن التي ستعتمد علية الدولة في حماية الوطن وحفظ الأمن والاستقرار وهل ستتوحد كل هذة المليشيات على قلب رجل واحد ويكون همهم بنا ء الوطن وتا هيل الشعب في ظل أن الواقع يؤكد استحالة هذا الأمر وينذر بكوارث حقيقية واللة يجيب العواقب سليمة