الحوثي ابتلع الشمال وعينه على الجنوب ما هو المطلوب!
الحوثي اقترب من مدينة مأرب، وهذا يعني دخول الشمال بالكامل في الظلام لسنوات طويلة، وما حدث مؤسف للغاية، وطالما حذرنا من الوصول إلى هذه المرحلة، وقلنا لكم الأدوات الفاشلة لا يمكن إن تصنع نصر على الإطلاق، والكذب والوهم الذي عيشكم به إعلام الإخوان لن يصنع نصر، والقائمين على هذا الإعلام هدفهم الكسب المادي وتأمين حياتهم في الخارج، واليمن آخر همهم .
بكل تأكيد لن يكتفي الحوثي بالشمال وستكون عينه على الجنوب، بل هي على الجنوب منذ وقت مبكر، لذلك على الجنوبيين الاستعداد لمرحلة فاصلة إما نور وخلاص وإما ظلام وجهل وتخلف واستبداد جديد ..
اكبروا على صغائركم ووحدوا كلمتكم ..
ولمن يقول دولة اتحادية أو يمن كبير مع من تتوحد ومع من يكون اليمن الكبير؟ هذه الاسطوانة التي طالما استخدمتموها لصالحكم الشخصي لكسب الأموال والمناصب، يجب إن تتوقف، ويكفي ما حققتموه من مكاسب شخصية على حساب أهلكم في الجنوب.
ولأدوات الإصلاح من أبناء الجنوب نقول لهم، تجربتكم فشلت في مأرب وفي شبوة ووادي حضرموت، وقبلها فشلتوا في كل الفرص التي توفرت لكم طوال الثلاثين سنة الماضية، وأدخلتوا البلاد في توهان وضياع بسبب انتهازيتكم القاتلة، واليوم لم يعد إمامكم المزيد من الخيارات، خياركم الوحيد الابتعاد عن المشهد في الجنوب، وتركه لأبنائه فهم أهل للدفاع عليه، ابتعدوا عن أرباك الوضع الميداني والعسكري فقط .
لقد حذركم الكثير من الشرفاء والمخلصين، من حرف مسار الحرب، واستغلال أدوات الشرعية لصالحكم، ولكنكم كابرتوا وأحرفتوا الحرب عن مسارها، حولتوا الصديق إلى عدو، ومن قاتل الحوثي وانتصر عليه إلى خصم، وفجرتوا في الخصومة، وكان صوب أعينكم الكرسي والوصول إليه بأي ثمن وان كان بالخيانة، وبسبب انتهازيتكم دفعتوا الثمن في 2015 وستدفعونه اليوم، وكأنكم لا تتعلمون من أخطائكم وتتعضون منها.
وللتحالف العربي تجربة 7 سنوات كانت كفيلة لإظهار من الصادق ومن الكاذب، من تجرع الجوع والقهر، والألم، وحتى الخيانة، وظل صامد على كلمته وشريك معكم بالسر والعلن وبالحلوة والمرة، ومن باع الجمل بما حمل من اجل تحقيق مكاسب سياسية ليس لليمن ولا الأمن القومي العربي دخل بها.
انتم قدمتم تضحيات كبيرة وجليلة من اجل الخلاص من مليشيا الحوثي وتأمين منطقتكم، وتدركون ان الحوثي لن يكتفي بالجنوب، وستكون عينه على الرياض وابوظبي وغيرها من العواصم الخليجية والعربية، لأنه مجرد أداة تضرب بها إيران حيث تريد.
عليكم الصمود في هذه المعركة مع الصادقين من أبناء الجنوب والشمال، وستتجدد الانتصارات مثلما حدثت عام 2015-2016 .
وللأخوة في الشمال وخاصة الصادقين والمعارضين للحوثي، يجب ان تدركوا ان الحوثي الى زوال ولا يمكن ان يستمر بطشه وجبروته الى الأبد، لا تقفوا معه ضد ابناء الجنوب، وكونوا إلى جوار أبناء الجنوب وسيكون الجنوب بكل ثقله معكم حتى تستعيدوا حريتكم، وهذا ليس ببعيد تجارب التاريخ واضحة للعيان.
نعلم إنكم خُذلتوا وكنتوا ضحية انتهازية عفاش في البداية، ومن ثم انتهازية الإخوان، وهذا لا يعني النهاية، بل ثقوا إن النصر قريب ولكن ضعوا أرجلكم في الطريق الصحيح ومدوا أيديكم إلى من يساعدكم لا من يخذلكم ويقتلكم لتحقيق مصالحه الشخصية.