د. وليد ناصر الماس

العثمانيون والإخوان المسلمين..

هناك اليوم من يخلط بين العثمانيين والإخوان المسلمين معتقدا إن الاثنين يمثلان مفهوما واحدا، بينما الفرق شاسع بينهما.
الإخوان المسلمين كحركة إسلامية ظهرت في بداية القرن العشرين في ظل وجود الاستعمار الأنجليزي، بينما العثمانيين كخلافة إسلامية ظهرت قبل أربعة قرون، وللعثمانيين دور بارز في توحيد الأمة الإسلامية والذود عنها، وصد الهجمات الصليبية.
يعود الفضل للعثمانيين في حماية البلاد الإسلامية طيلة قرون عدة، والتاريخ العثماني هو تاريخ فخر وشرف لجميع المسلمين.

إما تركيا الإخوانية اليوم فهي تبتعد كثيرا عن نهج العثمانيين ومشروعهم القومي. إذ تحمل تركيا مشروع توسعي، وتستخدم الإخوان في الأقطار العربية كأدوات لتنفيذ مشروعها ليس إلا، مع العلم ان هناك فرق واضح بين إخوان تركيا زعيمة التنظيم الإخواني وإخوان المنطقة العربية عندما يتعلق الأمر بالمجال الفكري، ففكر إخوان تركيا أقرب للفكر العلماني، بينما إخوان المنطقة العربية يحملون فكر متطرف أقرب للفكر التكفيري، وهنا يجب عليهم مراجعة فكرهم هذا وتشذيبه حتى يغدو فكرا مقبولا لعوام المجتمع.

مقالات الكاتب