محمد ناصر العولقي
4 مايو: التفويض والمسيرة
لم يكن تفويض جماهير الجنوب للقائد عيدروس الزبيدي في مليونية يوم 4 مايو 2017 م فورة غضب آنية ردا على القرار الأحمق بإقالته من منصب محافظ لعدن بل كان التفويض القرار الشعبي الجنوبي التاريخي الذي جاء في لحظة تاريخية فارقة ليؤسس عملا نضاليا جديدا مبنيا على أسس مؤسسية ثابتة تعبّر عن الإرادة الحقيقية للشعب الجنوبي في استعادة دولته الجنوبية ويلم صفوف الحركة الشعبية الاحتجاجية من خلال تأسيس حامل نضالي إداري وسياسي للقضية الجنوبية مختلف عن التجارب السابقة في مسيرة الحراك الجنوبي.
كانت الجماهير الجنوبية متعطشة لقائد يحظى بالثقة تتوحد خلفه وتسير معه بأمان نحو غايتها فوجدته وفوضته وارتصت الى جانبه بثبات وصلابة.
خمس سنوات مرت منذ ذلك اليوم المجيد وفي كل يوم مر من تلك السنوات يتأكد الشارع الجنوبي وتتأكد الإرادة الشعبية الجنوبية أنها كانت محقة في تفويضها وأن الرائد لم يكذب أهله ولم يخذل اختيارهم.
وفي هذا اليوم 4 مايو الذكرى الخامسة للإعلان عن تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي وتفويض الجماهير الجنوبية القائد عيدروس الزبيدي باختيار قيادته يكفي أن نقول إنه لولا تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي لظل الجنوبيون حتى اليوم بلا رأس ولا قيادة ولا تنظيم مؤسسي يعبّر عن إرادتهم ولظلت القوى المحلية بمختلف مسمياتها داخل السلطة وخارجها تتقاسم مكونات الحراك الجنوبي، وتزيّف إرادة الجنوبيين وتقوم بتفريخ المكونات الجنوبية مع طلوع شمس كل يوم جديد، ولظلت القوى والمؤسسات الإقليمية والدولية تكرر خطابها بدعوة الجنوبيين الى تنظيم أنفسهم وتوحيد مطالبهم.
هذا الإنجاز يكفي لوحده لكي ندرك كجنوبيين أهمية التفويض الجماهيري للرئيس عيدروس الزبيدي ووجود المجلس الانتقالي الجنوبي ، ولكي نتضافر معه ونلتف حوله وندعم مسيرته لإيجاد حل جذري للقضية الجنوبية واستعادة دولة الجنوب .
قد يأتي من يضع علامة استفهام أو تعجب هنا أو هناك حول بعض طرق الأداء وتفاصيل مختلفة من مسيرة الخمسة أعوام الماضية من العمل والتشكيل ، وهذا أمر طبيعي ، وقد قلنا مرارا أن الرئيس عيدروس ومن في المجلس وقيادته ليسوا ملائكة ولا أنبياء معصومين من الأخطاء والهفوات والاخفاقات ففي كل عمل إنساني ثمة نواقص وأخطاء غير أن ما يعطي الأمل ويعزز الثقة في الرئيس الزبيدي والمجلس وقيادته أن الأمور الكبرى والعناوين الرئيسة لمسيرة 5 أعوام من التفويض ونشاط المجلس الانتقالي الجنوبي جيدة وتتحسن باستمرار وتبعث على الاطمئنان ، وأن المشروع الجنوبي خلال هذه الفترة قد كسب كثيرا بتشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي ونشاطه ، وسيكسب كثيرا إن شاء الله في قادم الأيام.
وعلى الجنوبيين... علينا كلنا أن نحسن الظن، وننظر بواقعية الى حالنا، ونتأمل وضعنا قبل التفويض وتشكيل المجلس وبعد تشكيله لنكتشف الحقيقة، ونشعر بالفارق، وننصف الرئيس الزبيدي والمجلس الانتقالي الجنوبي وقيادته.
خذوا هذا الرأي من رجل لا تربطه بالمجلس الانتقالي صلة عضوية ولا صلة مصالح ولا حاجة شخصية له يريد منهم قضاءها.