«ديمقراطية معطلة».. استطلاع يكشف رؤية الغرب للسياسات الانتخابية

وكالة أنباء حضرموت

"خيبة أمل واسعة ومخاوف من المستقبل" هذا مخلص المشاعر التي تسيطر على الناخبين في الغرب، فيما يتعلق بمستقبل الديمقراطية وآلياتها.

ويشعر الناخبون في جميع أنحاء العالم الغربي، بالقلق إزاء التهديدات التي تواجه الديمقراطية، وسط مخاوف من أن تؤدي الأحزاب المتطرفة والأخبار الكاذبة والفساد إلى تقويض الانتخابات.

وأظهر استطلاع رأي أجرته مؤسسة "إبسوس" بالتعاون مع مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، وشمل ما يقرب من 10 آلاف ناخب في 9 دول (7 في الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى المملكة المتحدة والولايات المتحدة)، أن نحو نصف الناخبين غير راضين عن طريقة عمل الديمقراطية.

وكشف الاستطلاع أن أغلبية واضحة من الناخبين تشعر بالقلق إزاء المخاطر التي تهدد أنظمة الحكم في بلدانهم على مدى السنوات الخمس المقبلة، وذلك باستثناء السويد، حيث يعتقدون أن السياسات الديمقراطية تعمل بشكل جيد.

وقال جدعون سكينر، المدير الأول لسياسات المملكة المتحدة في "إبسوس": "هناك قلق واسع النطاق بشأن طريقة عمل الديمقراطية، حيث يشعر الناس بعدم تمثيلهم، لا سيما من قِبل حكوماتهم الوطنية".

وأضاف: "هناك مخاوف خاصة بشأن تأثير الأخبار الكاذبة، والتضليل الإعلامي، وانعدام مساءلة السياسيين، والتطرف"، مضيفاً: "في معظم البلدان، هناك رغبة في تغيير جذري".

يأتي الاستطلاع وسط قلق متزايد من تعرّض الديمقراطية في جميع أنحاء الغرب للخطر، حيث أشار تقرير حديث لمجموعة العشرين إلى أن "عدم المساواة في الثروة حول العالم يدفع إلى دعم الأحزاب المتطرفة، ويقوّض النقاش، ويمهّد الطريق للاستبداد".

وقبل أيام، كشفت المفوضية الأوروبية عن خططها لتعزيز الديمقراطية في جميع دول الاتحاد الأوروبي، لكن البعض انتقد اقتراحها لمعالجة التدخل الأجنبي في الانتخابات الأوروبية واعتبروه "ضعيفًا للغاية".

وشمل استطلاع "إبسوس" أكثر من 9800 ناخب في المملكة المتحدة وفرنسا والولايات المتحدة وإسبانيا وإيطاليا والسويد وكرواتيا وهولندا وبولندا، وتم إجراؤه بين 12 و29 سبتمبر/أيلول الماضي.

وقال سكينر إن الباحثين وجدوا أن 45% من المشاركين في جميع الدول التسع التي شملها الاستطلاع غير راضين عن طريقة عمل الديمقراطية.

وأوضح الاستطلاع أن الناخبين الذين حدّدوا أنفسهم على أنهم ينتمون إلى أقصى اليسار أو أقصى اليمين هم الأكثر ميلاً للقول إن الديمقراطية آخذة في الفشل.

وفي فرنسا وهولندا، انخفضت مستويات الرضا خلال العام الماضي كردّ فعل للاضطرابات السياسية، بعد انهيار متكرر للحكومة، وسط أزمة مستمرة بشأن الميزانية الوطنية.

كما انهار الائتلاف الهولندي في وقت سابق من العام، مما أدى إلى إجراء انتخابات الشهر الماضي.

ووفقاً للاستطلاع، لا يعتقد غالبية الناخبين في أي من الدول التسع أن حكومتهم الوطنية "تمثل آراءهم بشكل جيد". وكان الناخبون في كرواتيا والمملكة المتحدة الأقل موافقة على تمثيل حكوماتهم بنسبة 23% فقط.

وفي جميع الدول التي شملها الاستطلاع باستثناء بولندا، التي شهدت إقبالاً كبيراً في الانتخابات الرئاسية هذا العام، قال عدد أكبر من الناخبين إن طريقة عمل الديمقراطية ساءت خلال السنوات الخمس الماضية. وفي الولايات المتحدة، رأى 61% من الناخبين أن حالة الديمقراطية ساءت منذ 2020.

وكان الناخبون في فرنسا (86%) وإسبانيا (80%) الأكثر قلقاً بشأن الديمقراطية في السنوات الخمس المقبلة. وحدّد المشاركون في الاستطلاع أكبر المخاطر التي تهدد الديمقراطية على أنها التضليل الإعلامي، والفساد، وغياب مساءلة السياسيين، وتصاعد التطرف السياسي.

وبشكل عام، أيد معظم المشاركين بقوة المبادئ الديمقراطية، مع أن أكثر من نصفهم (51%) في كرواتيا قالوا إن الحفاظ على الديمقراطية لا يستحق العناء إلا إذا وفّر حياة جيدة.

ووفقاً للاستطلاع، أيد المشاركون إجراءات حماية الديمقراطية، وخاصة تطبيق قوانين مكافحة الفساد، وحماية استقلالية المحاكم، وتحسين التربية المدنية في المدارس، ووضع لوائح لمكافحة الأخبار الكاذبة وخطاب الكراهية على وسائل التواصل الاجتماعي.