فيديوهات السودان المفبركة.. الحقيقة بالأدلة
معركة السودان تمتد من الأرض إلى العقول، هناك حيث يقف وعي الناس الفيصل بين الحقيقة والزيف في مئات الفيديوهات المنتشرة يوميا.
ووسط فوضى الحرب، تنهمر الصور والمقاطع على منصات التواصل الاجتماعي، فيتابعها الناس ويتعاطفون ويشكلون مواقفهم الشخصية والانطباعية استنادا لما تضمنته.
يفعلون ذلك -أو على الأقل السواد الأعظم منهم- وهم لا يدركون أنه في زمن الذكاء الاصطناعي بات من اليسير تشكيل تلك الصور والمقاطع بحسب طلب أصحابها وأيضا أجنداتهم.
مقاطع صدمت البعض لبشاعة ما ورد فيها من يوميات الحرب، وأثارت التعاطف، لكنها أيضا حرضت ضد أطراف مختلفة، مع أنها في الواقع ليست سوى فبركة متقنة صنعتها أدوات الذكاء الاصطناعي.
أما هدفها فهو تغيير الروايات وتضليل الحقائق وتقديم قصة مزيفة لصورة حقيقية، لتكون النتيجة واقعا مشوها أخرج من سياقه وجرد من حقيقته ليصبح مادة تتلاعب بها الأيادي في الخفاء.
وفي ذلك الزحام، قد لا يتفطن الجميع لهذا التلاعب، لكن المتمعن في التفاصيل سيكتشف الأدلة بنفسه، أو على الأقل سيجد دليلا قادرا على فضح الخيط الرفيع الكامن بين الصورة الحقيقية والرواية المفبركة.