النار تطوق الضفة.. مقتل فلسطينيين وإحراق مسجد
القوات الإسرائيلية تقتل فلسطينيين اثنين في الضفة الغربية ومستوطنون يشعلون النار في مسجد.
والخميس، أعلن الجيش الإسرائيلي أنّ قواته قتلت مشتبها بهما في بلدة بالضفة الغربية، في وقت اتهم مسؤولون فلسطينيون مستوطنين إسرائيليين بإشعال النار في مسجد.
وبالأسابيع الأخيرة، تصاعدت أعمال العنف في أنحاء الضفة الغربية، مما أثار تنديدا دوليا وانتقادات نادرة من داخل الجيش والحكومة الإسرائيليين.
وقال الجيش في بيان: "قبل وقت قليل، تمكّن جنود الجيش الإسرائيلي الذين كانوا يعملون بالقرب من مستوطنة كرمي تسور من القضاء على إرهابيَين كانا في طريقهما لتنفيذ هجوم إرهابي"، من دون إضافة مزيد من التفاصيل. ولم تقدّم السلطات الفلسطينية أي تفاصيل أيضا.
وفي الأثناء، أفادت وزارة الخارجية الفلسطينية بأنّ مستوطنين إسرائيليين أشعلوا النار في مسجد الحاجة حميدة قرب بلدة دير استيا شمال الضفة.
وأشارت الوزارة إلى "انتهاك صارخ لحرمة دور العبادة، وتعبير فاضح عن العنصرية العميقة التي باتت تحكم سلوك المستوطنين".
وأظهرت صور وكالة فرانس برس من المكان نسخا محترقة من القرآن وجدرانا سوداء جراء الدخان.
"خط أحمر"
يأتي إضرام النار في المسجد الخميس، غداة تعهّد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي وقف عنف المستوطنين في الضفة الغربية، في أعقاب موجة هجمات استهدفت الفلسطينيين.
وقال إيال زامير في بيان "نحن على علم بالحوادث العنيفة الأخيرة التي هاجم فيها مدنيون إسرائيليون فلسطينيين وإسرائيليين. وأنا أدينها بشدة".
وأضاف أن الجيش "لن يتسامح مع السلوك الإجرامي الذي تقوم به أقلية صغيرة تشوه سمعة الجمهور الملتزم بالقانون"، معتبرا أن "هذه الأفعال تتناقض مع قيمنا، وتتجاوز خطا أحمر، وتصرف انتباه قواتنا عن مهمتها".
وتحتل إسرائيل الضفة الغربية منذ عام 1967، ويعيش أكثر من 500 ألف إسرائيلي في مستوطنات في الأراضي الفلسطينية.
وينفذ مستوطنون أعمال عنف ضد الفلسطينيين الذين يشكون من أن القوات الإسرائيلية لا تقوم عادة بتوقيف المعتدين.
وجميع المستوطنات في الضفة الغربية غير قانونية بموجب القانون الدولي.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن شهر أكتوبر/تشرين الأول 2025 هو أكثر شهر مارس خلاله المستوطنون العنف منذ بدأ تسجيل هذه الاعتداءات عام 2006، فقد وقع 264 هجوما تسبب في سقوط ضحايا أو أضرار بالممتلكات.
وتصاعدت أعمال العنف في مختلف أنحاء الضفة الغربية منذ اندلاع الحرب بغزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وقُتل ما لا يقل عن 1003 فلسطينيين، بينهم مسلحون، في الضفة الغربية على أيدي القوات الإسرائيلية والمستوطنين منذ بدء الحرب، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
وفي الفترة نفسها، قُتل 43 إسرائيليا، بينهم جنود، في هجمات نفذها فلسطينيون في الضفة الغربية، وفق أرقام إسرائيلية رسمية.