«وداعا يا صغيري».. رسالة جريئة من مهندسة اتفاق باريس للمناخ إلى أمريكا
في لحظة رمزية تعكس تحول موازين القوة في ملف المناخ العالمي، وجهت كريستيانا فيغيريس رسالة وداع جريئة إلى الولايات المتحدة، مؤكدة أن قطار التحول الأخضر ماض دون انتظار أحد.
وبينما يتواصل الزخم الدولي لتحقيق الحياد الكربوني، تتزايد المخاوف من غياب واشنطن عن المفاوضات المناخية، وسط تساؤلات حول تأثير هذا الانسحاب على مسار القمم الأممية المقبلة وإرادة العالم الجماعية.
"وداعًا يا صغيري!"، بهذه العبارة وجهت كريستيانا فيغيريس، الأمينة التنفيذية السابقة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، رسالتها إلى الولايات المتحدة عقب انسحابها من اتفاقية باريس للمناخ.
وجاءت تصريحات فيغيريس تزامنا مع غياب الولايات المتحدة عن المفاوضات الدولية في قمة COP30 في البرازيل، إذ اختارت أكبر دولة مصدرة للانبعاثات في العالم عدم إرسال وفد رسمي للمشاركة في المحادثات الجارية.
وقالت فيغيريس خلال مؤتمر صحفي اليوم الثلاثاء إن هذا الغياب قد يكون “أمرا جيدا”، مشيرة إلى أن وجود الوفد الأمريكي كان غالبا يبطئ مسار التقدم في بعض الملفات الحساسة.
وتزايدت المخاوف من النفوذ الأمريكي غير المباشر داخل أروقة المفاوضات، خصوصا بعد الدور الذي لعبته واشنطن الشهر الماضي في عرقلة فرض رسوم كربونية على قطاع الشحن البحري خلال اجتماع دولي، حيث هددت إدارة الرئيس دونالد ترامب حينها بفرض عقوبات وقيود تأشيرات على الدول المؤيدة للاتفاق، بل ووجهت تهديدات لمسؤولين خلال فترات الاستراحة، وفقا لتقارير إعلامية.
وأشارت فيغيريس في تصريحاتها لصحيفة "الغارديان" إلى أن غياب المفاوضين الأمريكيين يعني أنهم لن يتمكنوا من ممارسة ضغط مباشر على سير المحادثات، وهو ما قد يتيح مساحة أوسع للتوافق الدولي المستقل.
وأضافت أن العالم اليوم لم يعد رهينة لأي قوة منفردة، قائلة: "بصراحة، إن إزالة الكربون من الاقتصاد العالمي أمر لا رجعة فيه. الزخم يتسارع إلى حد لا يمكن إيقافه، سواء بوجود الولايات المتحدة أو بدونها".
وختمت فيغيريس حديثها بالتأكيد على أن الدول باتت تدرك أن العمل المناخي لم يعد خيارا سياسيا بل مصلحة وطنية واقتصادية، ما يجعل المسار نحو مستقبل خال من الكربون أكثر ثباتا من أي وقت مضى.