غضب شعبي من الانقسام الليبي.. وحراك 28 نوفمبر يقرع جرس الانتخابات
وسط غضب شعبي من حالة الجمود السياسي الحالية في ليبيا واستمرار انقسام المؤسسات، انطلقت دعوات للحشد في مختلف المدن؛ استعدادا لتنظيم مظاهرة مليونية يوم 28 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، للمطالبة بإجراء انتخابات رئاسية.
دعوة قادها حراك الوطن الليبي، الذي تشكل مؤخرا، بهدف إنهاء حالة الجمود السياسي التي فشلت في تجاوزها المبادرات المحلية والدولية المتتالية.
دعوات للاحتجاج السلمي
ودعا الحراك جميع الليبيين إلى النزول السلمي للشوارع في مختلف المدن، مؤكدًا أن البلاد تعيش حالة من عدم الاستقرار نتيجة غياب رئيس منتخب يقود البلاد نحو وحدة المؤسسات وتحسين الخدمات العامة.
حراك الوطن الليبي
وشدد في سلسلة اجتماعات عقدها خلال الأيام الماضية في مدن طبرق والبيضاء وبنغازي وإجدابيا وسرت، على ضرورة أن تقف البعثة الأممية إلى جانب إرادة الشعب الليبي في تحديد مصيره عبر صناديق الاقتراع.
وانتشر الحراك بصورة سريعة ولافتة، وانضم إليه اتحادات طلابية وفعاليات أكاديمية واجتماعية وشخصيات عامة، وسط تأييد شعبي واسع لفكرة أن الانتخابات تمثل المخرج الوحيد من الأزمة السياسية والاقتصادية الراهنة.
حراك شامل
من جانبه، قال اللواء صالح رجب المسماري، رئيس المجلس الأعلى لقبائل الأشراف والمرابطين ووزير الداخلية الأسبق، في حديث لـ«العين الإخبارية»، إن الليبيين يعانون من حرمان شديد من الموارد رغم الثروة النفطية، مؤكدًا أن أموال الليبيين تُوجَّه إلى خزائن المليشيات في العاصمة طرابلس التي تسيطر على المال العام، فيما يعاني المواطنون من انقطاع الكهرباء والغاز وشح السيولة.
حراك الوطن الليبي
وأكد المسماري، أن الحراك ليس فئوياً أو جهوياً، بل دعوة وطنية جامعة لكل الليبيين بمن فيهم المقيمون في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات للمطالبة السلمية بوحدة البلاد وإعادة سيادتها.
وشدد على أن التصعيد الشعبي سيكون سلميًا بالكامل، وأن الهدف الأساسي هو العودة إلى دولة المؤسسات المنتخبة عبر انتخابات رئاسية حرة تعيد لليبيا استقرارها ودورها التاريخي.
ترقب شعبي
وتتجه الأنظار إلى يوم 28 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، حيث يتوقع مراقبون أن يشهد أكبر تحرك شعبي في البلاد منذ سنوات، في ظل تصاعد الغضب من استمرار الانقسام السياسي وتردي الأوضاع المعيشية.
حراك الوطن الليبي
ورغم إعلان البعثة الأممية في 12 أغسطس/آب الماضي عن خطة لتوحيد السلطة التنفيذية والتمهيد لإجراء الانتخابات، إلا أن التقدم على الأرض ما زال محدودًا، وسط خلافات عميقة بين الأجسام السياسية ومؤسسات الدولة المنقسمة بين الشرق والغرب.
الانتخابات.. مطلب وطني
يرى مراقبون أن دعوة حراك الوطن تمثل مؤشرًا على تحول المزاج الشعبي نحو الحسم عبر صناديق الاقتراع، بعد سنوات من المراوحة السياسية.
ويؤكد مؤيدو الحراك، أن الانتخابات الرئاسية هي الطريق الوحيد لإنقاذ ليبيا من الانقسام وإعادة بناء مؤسسات الدولة على أسس شرعية بما يضمن توحيد القرار السياسي والاقتصادي وإنهاء هيمنة الميليشيات على مقدرات البلاد.