بين أمريكا والصين.. جيه ميونغ يرسم دبلوماسية التوازن في الملف الكوري
في محاولة لإعادة تحريك الجمود في الملف الكوري الشمالي الذي بات يهدد استقرار منطقة شمال شرق آسيا بأكملها يسعى رئيس كوريا الجنوبية لي جيه ميونغ إلى تحقيق توازن دقيق بين التحالف الأمريكي التقليدي ومساعي الانفتاح على الصين.
وخلال تصريحاته على هامش منتدى دول آسيا والمحيط الهادئ (آسيان)، شدد لي على أن الولايات المتحدة تبقى صاحبة الدور الأهم في إدارة العلاقات مع بيونغ يانغ، لكنه أشار أيضًا إلى أن الصين وروسيا تلعبان أدوارًا لا يمكن تجاهلها في معادلة الأمن الإقليمي.
وقال الرئيس الكوري الجنوبي إنه يأمل أن يواصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أداء دور "صانع السلام" في شبه الجزيرة الكورية، معتبرًا أن «تغيير السلوك العدائي لكوريا الشمالية سيتطلب جهدًا دوليًا طويل الأمد»، مؤكدًا أن السلام في المنطقة «مسؤولية عالمية لا تخص آسيا وحدها».
شي يتعهد بالدور البنّاء
وفي موازاة التصريحات الأمريكية، نقل كبير المستشارين الأمنيين الكوري الجنوبي وي سونغ لاك عن الرئيس الصيني شي جين بينغ تأكيده خلال لقائه لي جيه ميونغ أن بكين ستواصل جهودها لدعم الحلول الدبلوماسية في شبه الجزيرة الكورية.
وأوضح المستشار أن الرئيس الكوري الجنوبي دعا الصين إلى أداء دور بنّاء في استئناف الحوار مع كوريا الشمالية، مشيرًا إلى أن «الاستقرار الإقليمي لن يتحقق إلا عبر تنسيق صادق بين القوى الكبرى».
وفي الوقت الذي تؤكد إدارة ترامب التزامها بأمن كوريا الجنوبية من خلال الردع العسكري، تطرح بكين رؤيتها لحل النزاع عبر الحوار المشروط والتفاهم الاقتصادي، ما يضع سول أمام تحدي تحقيق توازن بين الحليف الأمريكي والشريك الصيني دون خسارة ثقة أي منهما.
وتراهن واشنطن على الضغوط الاقتصادية والعسكرية لاحتواء بيونغ يانغ، بينما تعوّل سول على تفعيل القنوات السياسية المشتركة لإعادة بناء الثقة، في وقت تزداد فيه حاجة المنطقة إلى مبادرة سلام حقيقية تنهي دوامة التوتر المستمر منذ عقود.