سلسلة اتصالات انتهت بإذن أمريكي.. كيف استهدفت إسرائيل ناشطا بالنصيرات؟
غارة إسرائيلية في وسط قطاع غزة استهدفت ناشطا في "الجهاد"، كانت أول تطبيق لآلية التنسيق الأمريكية بغزة في شقها العسكري.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن أمس أنه نفذ غارة "بشكل موجه" في منطقة النصيرات، استهدفت "عنصرا إرهابيا من الجهاد خطط لتنفيذ مخطط ضد قوات الجيش على المدى الزمني الوشيك".
وأضاف "تواصل قوات الجيش من القيادة الجنوبية انتشارها وفق صيغة اتفاق وقف إطلاق النار وستواصل العمل لإزالة أي تهديد فوري".
وكشف موقع "واي نت" العبري ان سلسلة من الاتصالات جرت بين عسكريين إسرائيليين وأمريكيين قبل تنفيذ تلك الغارة، وانتهت بإذن من القيادة المركزية الأمريكية "سنتكوم" بها.
وقال الموقع "المعلومات، قبل الهجوم، وصلت إلى جميع المستويات، وإلى آلية التنسيق الأمريكية وقائد القيادة المركزية الأمريكية"، لافتا إلى أن الناشط المستهدف "أُصيب لكن لم يُقضَ عليه".
ورغم أن الموقع أن العملية لم تنفذ قبل الموافقة الأمريكية، إلا أن مصدرا أمنيا قال "الأمر لم يكن طلبا لموافقة أمريكية، بل مسألة تنسيق".
تفاصيل الاتصالات
وأضاف الموقع العبري "الهجوم نُفذ إثر ورود معلومات استخباراتية تفيد بأن الإرهابي كان ينوي تنفيذ هجوم ضد قوة تابعة للجيش الإسرائيلي في المنطقة، ونُقلت المعلومات إلى جميع مستويات القيادة الجنوبية، وصولاً إلى اللواء يانيف آسور".
وتابع "من هناك، نُقلت المعلومات إلى شعبة العمليات برئاسة اللواء إيتسيك كوهين، ثم إلى رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، اللواء شلومي بيندر، ومن ثم إلى رئيس الأركان إيال زامير، ثم نُقل الأمر إلى القيادة السياسية للموافقة عليه، ثم إلى آلية التنسيق الأمريكية، وصولاً إلى قائد القيادة المركزية الأمريكية".
وأكد أن الهجوم "لم يُنفذ إلا بعد الحصول على موافقة الآلية".
وأشار مصدر عسكري إسرائيلي رفيع المستوى إلى أن المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف أُبلغ أيضًا بالهجوم، فور وقوعه وقبل نشره، موضحا أن "هذه هي المرة الأولى التي تُستخدم فيها آلية إزالة التهديد".
تصريح نتنياهو
ومثل هذا الهجوم كان يُنفذ سابقا على مستوى قائد فرقة، وأحيانا على مستوى أدنى، أما الآن، فيشرف الأمريكيون على مثل هذه العمليات، للحفاظ على وقف إطلاق النار والقواعد التي وضعوها.
وكان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تحدث في بداية اجتماع الحكومة عن هجوم النصيرات. وقال "نحن لا نطلب موافقة أحد على هذا. نحن نتحكم بأمننا"، وفقا لـ"واي نت".
قواعد الاشتباك
وافتتحت القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم)، قبل أيام في جنوب إسرائيل، مركزا للتنسيق المدني العسكري يدعم تنفيذ خطة الرئيس للسلام المؤلفة من 20 نقطة لقطاع غزة.
وعُين اللفتنانت جنرال في الجيش الأمريكي باتريك فرانك قائدا عسكريا للمركز، والسفير الأمريكي لدى اليمن ستيفن فاغين قائدا مدنيا له.
ويستضيف المركز نحو 200 جندي أمريكي، وزاره الأسبوع الماضي وزير الخارجية ماركو روبيو.
وأوضح موقع "واي نت" أن الأمريكيين وضعوا قواعد لإطلاق النار من قبل القوات الإسرائيلية في غزة بالتشاور مع كبار مسؤولي هيئة الأركان العامة.
وقُسم القطاع إلى منطقتين "خضراء" الواقعة شرق (الخط الأصفر) الذي انسحب إليه الجيش الإسرائيلي، وفيها يُسمح بإطلاق النار، و"حمراء" تتطلب العمليات في نطاقها إذنا مسبقا من الأمريكيين.