«فوكسبات» تعود للأضواء.. مقاتلة روسية نادرة بحوزة أمريكا

وكالة أنباء حضرموت

في ظهور مفاجئ، يعرض المتحف الوطني للقوات الجوية الأمريكية لفترة مؤقتة مقاتلة روسية من طراز ميغ-25.

يضم المتحف الوطني للقوات الجوية الأمريكية عددًا كبيرًا من الطائرات التاريخية، بما في ذلك طائرة "بي-17" الشهيرة "ممفيس بيل"، وطائرة "بي-29 بوكسكار" التي ألقت القنبلة الذرية على ناغازاكي، وطائرة "يو-2 دراغون ليدي" الأصلية، وحتى طائرة "إف-117 نايت هوك".

وتنضم إلى هذه المجموعة ولفترة مؤقتة، طائرة استثنائية مفاجئة هي المقاتلة "ميكويان جورفيتش ميج-25" المعروفة لدى حلف شمال الأطلسي باسم "فوكسبات". وذلك وفقا لما ذكره موقع "ناشيونال إنترست" الأمريكي.

وقال الموقع إن المتحف أعلن في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي أن الطائرة روسية الصنع ستُعرض لمدة ستة أشهر، ابتداءً من 7 أكتوبر/تشرين الأول.

كان قد تم العثور على المقاتلة من طراز "ميج-25 آر بي" خارج قاعدة التقدم الجوية في العراق عام 2003 خلال الأشهر الأولى من الحرب حيث تم دفنها في الرمال في القاعدة، الواقعة غرب بغداد، وذلك، حسبما ورد، لمنع تدميرها في الوقت الذي كانت طائرات التحالف تسعى فيه لتدمير سلاح الجو العراقي على الأرض.

لكن الطائرة المقرر عرضها غير مكتملة، حيث تم إزالة أجنحتها ولم يتم العثور عليها، كما تمت إزالة مثبتاتها العمودية لنقلها إلى المتحف عام 2006 ولا تزال جهود الترميم جارية، وستكون هذه أول مرة تُعرض فيها طائرة "فوكسبات" في الولايات المتحدة.

والطائرة "ميغ-25 فوكسبات" تم إنتاجها عام 1970 حيث تم تصنيع نحو 1190 مقاتلة من هذا الطراز ويبلغ طولها 23.82 مترًا ويبلغ باع الجناح 14.01 مترًا ويصل وزنها وهي فارغة إلى 20,000 كيلو جرام في حين يبلغ وزنها القياسي 36,720 كيلو جرام.

وتعمل الطائرة بواسطة محركان من طراز "تومانسكي آر-15 بي-300" يعملان باحتراق لاحق وتصل سرعتها القصوى إلى 2.83 ماخ ومداها إلى 1730 كيلو متر والحد الأقصى للخدمة 27000 متر وبإمكانها حمل 4 صواريخ جو-جو ويتكون طاقمها من طيار واحد.

وكانت طائرة "ميكويان-جوريفيتش ميغ-25" آخر طائرة صممها مصمم الطائرات السوفيتي الأسطوري ميخائيل جوريفيتش قبل تقاعده وتم تطويرها كطائرة اعتراضية واستطلاعية تفوق سرعة الصوت.

وحتى اليوم، لا تزال المقاتلة من أسرع الطائرات العسكرية التي دخلت الخدمة، وهي أسرع طائرة مأهولة تُنتج بشكل متسلسل قيد الاستخدام العملي.

وعندما أطلق الاتحاد السوفيتي الطائرة في خضم الحرب الباردة، كان المسؤولون الأمريكيون متشككين للغاية بشأن براعتها المزعومة حيث جرى تطويرها لمواجهة الطائرة "إس آر-71 بلاكبيرد" التابعة لسلاح الجو الأمريكي، وغيرها من الطائرات عالية السرعة مثل القاذفة "إكس إف 108 رابير" التجريبية آنذاك حيث بدت "فوكسبات" متقدمة من بعيد، لكن مظهرها كان خادعًا.

وفي عام 1976 جاءت الفرصة لفهم قدرات "فوكسبات" بشكل أفضل عندما انشقّ الطيار المقاتل السوفياتي الملازم أول فيكتور بيلينكو، بطائرته "ميغ-25" إلى مطار في جزيرة هوكايدو اليابانية.

وفي البداية كان حجم الطائرة هو ما أثار دهشة المراقبين الغربيين حيث كانت ضخمة وأقصر ببضعة أقدام فقط من قاذفة "لانكستر" من حقبة الحرب العالمية الثانية وكان سبب وصولها إلى هذا الحجم هو استيعاب محركاتها النفاثة الضخمة.

ومع ذلك، لم تكن الطائرة متطورة كما توقع البعض فعلى عكس طائرة "بلاكبيرد"، التي بُنيت من التيتانيوم لتحمل الحرارة الناتجة عن الاحتكاك عند السرعات العالية، صُنعت طائرة "فوكسبات" بشكل أساسي من سبيكة النيكل والفولاذ، وجُمعت يدويًا باللحام.

كانت "فوكسبات" قادرة على الطيران بسرعات فائقة، ولكن هذا قد يُعرّض هيكلها ومحركاتها لخطر التلف ونظرًا لحجمها، كان من السهل تتبعها على الرادار.

وعندما فكك الأمريكيون الطائرة التي وصلت إلى اليابان، اكتشفوا أن التكنولوجيا المستخدمة فيها قديمة، بما في ذلك استخدام الأنابيب المفرغة بدلاً من الترانزستورات وهو ما كان يضمن استمرار مقاومتها للنبضات الكهرومغناطيسية مثل الانفجار النووي.

وتم تصدير الطائرة على نطاق واسع إلى حلفاء الاتحاد السوفياتي ودول عدم الانحياز في أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط ودخلت الخدمة لأول مرة مع القوات الجوية العراقية عام 1980، وشاركت لاحقًا في الحرب العراقية الإيرانية.

ويوجد العديد من طائرات ميغ-25 في متاحف في روسيا، بما في ذلك متحف القوات الجوية المركزية ومتحف أوليانوفسك للطائرات.

كما توجد ثلاث طائرات أخرى في متاحف في جمهوريات سوفياتية سابقة، بما في ذلك متحف الطيران في إستونيا ومتحف الطيران الحكومي الأوكراني في كييف؛ ومتحف ريغا للطيران في لاتفيا.