17 مؤشرا على عزلة إسرائيل دوليا.. وحكومة نتنياهو تزداد تشددا

وكالة أنباء حضرموت

لم تكن المقاطعة الواسعة لخطاب رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو بالأمم المتحدة هي المؤشر الوحيد على الغضب العالمي من الحرب في غزة.

فمن قرارات منع دول عديدة وزراء في الحكومة الإسرائيلية من دخول أراضيها إلى وقف تصدير السلاح إليها، مرورًا بمنع مشاركة إسرائيل في فعاليات ثقافية ورياضية واقتصادية دولية، وصولًا إلى سحب الاستثمارات من إسرائيل.

وما زالت مذكرة الاعتقال الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية ضد نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت قائمة، ما يمنعهما من زيارة عشرات الدول في العالم.

ويواجه المئات من الجنود الإسرائيليين الذين نشروا مقاطع فيديو وصورًا لأنفسهم داخل قطاع غزة خطر الاعتقال في الدول الغربية بتهمة ارتكاب جرائم حرب.

ويحذر المسؤولون في المعارضة الإسرائيلية من أن استمرار الحرب يدفع إسرائيل أكثر فأكثر لأن تكون دولة منبوذة في العالم، ومع ذلك فإن وزراء في الحكومة، بما في ذلك من حزب "الليكود" الذي يقوده نتنياهو، يدعون لتهجير السكان من قطاع غزة وإقامة المستوطنات على أراضي القطاع.

وقد حاول المندوب الإسرائيلي في الأمم المتحدة داني دانون أن يُلقي المسؤولية بمقاطعة عشرات الدول لخطاب نتنياهو على المندوبية الفلسطينية لدى الأمم المتحدة.

غير أن كلمات الغالبية من قادة العالم خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة أظهرت أن العالم قد ضاق ذرعًا باستمرار الحرب ولم يعد يقبل المبررات الإسرائيلية لاستمرارها.

وفي حين تزداد عزلة إسرائيل الدولية، فإن الحكومة الإسرائيلية تزداد تشددًا، فبعد أن أدانها العالم لاستمرار الحرب ودعوات تهجير سكان قطاع غزة والاستيطان في القطاع، فإن رموز الحكومة الإسرائيلية صعّدوا بالدعوة لضم الضفة الغربية.

وفيما يلي أبرز الخطوات التي عبّر من خلالها العالم عن رفضه لاستمرار الحرب وتدمير فرص السلام في المنطقة:

أولًا: عشرات الدول في أوروبا والعالم قررت منع وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش من دخول أراضيها وفرضت عقوبات عليهما.

ثانيًا: قررت سلوفينيا منع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من دخول أراضيها بعد أن وصفته بأنه مجرم حرب.

ثالثًا: أعلنت 11 دولة في غضون عدة أيام عن اعترافها بدولة فلسطين من أجل الحفاظ على حل الدولتين الذي ترفضه حكومة إسرائيل بإصرارها على رفض قيام دولة فلسطينية.

رابعًا: قررت العديد من الدول الغربية رفض تصدير السلاح إلى إسرائيل.

خامسًا: ألغت العديد من الدول صفقات شراء أسلحة من إسرائيل.

سادسًا: أعلنت صناديق استثمارية عملاقة، على رأسها صندوق الثروة السيادية النرويجي، عن سحب استثمارات بمئات ملايين الدولارات من إسرائيل.

سابعًا: دعت العديد من الدول الأوروبية إلى تعليق اتفاقية شراكة الاتحاد الأوروبي مع إسرائيل.

ثامنًا: فرضت العديد من الدول قيودًا على مشاركة شركات صناعات الأسلحة الإسرائيلية في معارض أسلحة دولية.

تاسعًا: كشفت تقارير أن العديد من العملاء في العالم يطلبون من الشركات الإسرائيلية إبقاء التعاقدات معهم طي الكتمان.

عاشرًا: أعلن العديد من الفنانين الدوليين عن إلغاء حفلات لهم في إسرائيل، فيما تم إلغاء مشاركة فرق فنية إسرائيلية في مهرجانات دولية.

حادي عشر: برزت ظاهرة تضامن ممثلين ومشاهير عالميين مع الفلسطينيين بما في ذلك المشاركة في فعاليات لجمع تبرعات للفلسطينيين في غزة.

ثاني عشر: تتعرض الهيئات الرياضية الدولية لضغوط من رموز رياضية بارزة لطرد إسرائيل من البطولات الدولية.

ثالث عشر: أظهرت استطلاعات رأي عام دولية، بما في ذلك في الولايات المتحدة الأمريكية، أن الشعوب تعارض الحرب وتعتبر ما يجري جريمة إبادة.

رابع عشر: انضمت العديد من الدول إلى الدعوى التي تقدمت بها جنوب أفريقيا إلى محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في غزة.

خامس عشر: تتجنب العديد من المؤسسات البحثية الدولية مشاركة إسرائيل في أبحاثها، بما في ذلك في مجال العلوم والطب.

سادس عشر: مذكرة الاعتقال الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية ضد نتنياهو وغالانت.

سابع عشر: تواصل قرارات الإدانة لإسرائيل بأغلبية ساحقة في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وقد علّق الكاتب البارز في صحيفة "معاريف" الإسرائيلية بن كسبيت على مشهد مخاطبة نتنياهو لقاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة التي بدت شبه خالية: "كان من الأفضل وضع مكبرات الصوت خارج مبنى الأمم المتحدة، ليسمعها كل من غادر القاعة عند دخول زعيمنا المنبوذ".

وكانت عشرات الوفود الدبلوماسية لعشرات الدول قد غادرت قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة في مشهد احتجاج على نتنياهو.

نتنياهو كان قد أوعز إلى الجيش الإسرائيلي بوضع مكبرات صوت في قطاع غزة بداعي توجيه رسالة إلى الرهائن الإسرائيليين من خلالها.

ولكن في نهاية الأمر وجد نتنياهو نفسه متحدثًا لعدد قليل من الحضور، فيما لقيت خطوته بالحديث إلى الرهائن الاستهزاء في إسرائيل.

ومستخدمًا صورة أظهرت نتنياهو يتحدث إلى قاعة فارغة، كتب بن كسبيت على منصة "إكس": "خطاب نتنياهو المعتاد. بليغ، مقنع (للمقتنعين)، ومنطقي. لن يغير وضعنا قيد أنملة. باختصار، كان من الأفضل وضع مكبرات الصوت خارج مبنى الأمم المتحدة، ليسمعها كل من غادر القاعة عند دخول زعيمنا المنبوذ".

وأضاف: "بدلاً من ذلك، اضطر الجيش الإسرائيلي إلى وضع مكبرات صوت ضخمة في غزة، تبث بصوت عالٍ (بعضها تعطل) خطابًا لم يستمع إليه أحد من سكان الأنقاض المحيطة. نهاية العالم".

وأبرزت وسائل الإعلام الإسرائيلية مقاطعة عشرات الوفود الدبلوماسية لكلمة نتنياهو، مع عكس تفاقم الشرخ بين حكومة إسرائيل والعالم بسبب استمرار الحرب على غزة.

وقال المحلل السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت" إيتمار أيخنر: "قوبل الخطاب، الذي استمر 41 دقيقة، بانسحاب عشرات المندوبين وتصفيق من أنصار نتنياهو المدعوين في القاعة".

ومن جهتها قالت المعلقة السياسية بالقناة الإخبارية 12 الإسرائيلية دانا فايس: "نحن نعرف حقيقة أن نتنياهو يعرف كيف يتحدث باللغة الإنجليزية، ونعرف أيضًا حقيقة أن لديه مخزونًا غير محدود من الحيل، لكن في النهاية، جاء نتنياهو إلى الأمم المتحدة لمحاولة شرح سبب استمرار إسرائيل في الحرب، في حين أن أعظم أصدقائنا وقفوا أمامه في اليوم على منصة الأمم المتحدة وقالوا: "كفى مع الحرب"، وأنهم لا يفهمون ما نفعله وهذا يؤلمنا. في هذا، أعتقد أن نتنياهو لم ينجح في خطابه".

كما قالت المعلقة في ذات القناة دافنا ليئيل: "إذا نظرت إلى الأمر من منظور سياسي داخلي، فإن العديد من حيل الخطاب تتوافق مع كل من الجمهور الإسرائيلي وناخبي الليكود. لقد كان خطابًا له صدى في الآذان الإسرائيلية، وكانت الرسائل دقيقة. عليك أن تتذكر أن نتنياهو في بداية عام الانتخابات، وهذا يمكن أن يحدث بشكل أسرع مما كان متوقعًا. سيعود الكنيست من العطلة بعد شهر تقريبًا".

وأضافت، في تعليق للقناة: "من المهم أن نتذكر أن نهاية الحرب وحل غزة ليست مسألة للعالم فحسب، بل هي أولًا وقبل كل شيء قضية لنا نحن الإسرائيليين والجنود والمختطفين. هناك الكثير من الناس الذين يريدون أن يعرفوا إلى أين يتجه هذا وكيف تنوي إسرائيل تحقيق أهدافها".

أما مراسل القناة في واشنطن باراك رافيد فقال معلقًا في القناة: "الشيء الرئيسي الذي وجدته في خطاب نتنياهو في الأمم المتحدة هو عدم رغبة نتنياهو في المضي قدمًا في خطة ترامب لإنهاء الحرب. لم نسمع كلمة واحدة عن ذلك، وهذا هو الشيء المهم حقًا – بالضبط ما لم يقله نتنياهو".

وكان قد غاب عن خطاب نتنياهو إعلان واضح بوقف الحرب على غزة أو على الأقل طرح مبادرة سلام تنهي الحرب وتؤدي إلى اتفاق مع الفلسطينيين.

غير أن نتنياهو مد يد السلام لسوريا ولبنان والدول العربية، في وقت خصص فيه جزءًا كبيرًا من خطابه لمهاجمة الفلسطينيين، مدعيًا أن 90% منهم يؤيدون هجوم 7 أكتوبر وأنهم لا يستحقون دولة، وأن هذه الدولة لن تُقام.

وقال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد على منصة "إكس": "شهد العالم اليوم رئيس وزراء إسرائيلي منهكًا ومتذمرًا، في خطابٍ مليءٍ بالخدع".

وأضاف: "لم يُقدّم نتنياهو خطته لإعادة المخطوفين، ولم يُقدّم حلًا لإنهاء الحرب، ولم يُفسر لماذا لم تُهزم حماس بعد عامين".

وتابع لابيد: "بدلًا من وقف التسونامي السياسي، زاد نتنياهو اليوم من تدهور وضع دولة إسرائيل".