رئيس كازاخستان يدعو إلى حوار عالمي للسلام في افتتاح المؤتمر الثامن لزعماء الديانات العالمية والتقليدية

عبدالحميد حميد الكبي
وكالة أنباء حضرموت

في كلمة ملهمة ومؤثرة، افتتح الرئيس الكازاخستاني قاسم جومارت توكاييف المؤتمر الثامن لزعماء الديانات العالمية والتقليدية في أستانا، داعيًا إلى تعزيز الحوار البنّاء والتسامح في مواجهة التوترات العالمية المتزايدة. وأكد الرئيس على دور القادة الدينيين كـ"رسل للسلام"، مشددًا على أهمية الوحدة في ظل التحديات الجيوسياسية والبيئية والتكنولوجية التي تهدد البشرية.
يُمكن وصفكم برسل السلام، تعملون تحت راية الإنسانية. إذ تجمعكم المصالح المشتركة، تسعون جاهدين لتوجيه البشرية نحو تحقيق أهداف نبيلة.

حيث استهل الرئيس توكاييف كلمته بالترحيب بالزعماء الروحيين والمشاركين، مشيرًا إلى الدور الاستثنائي للمؤتمر كمنصة فريدة لمناقشة التحديات العالمية. وأشار إلى أن الوضع الراهن يتسم بتصاعد النزاعات وتدهور الأجندة العالمية، داعيًا إلى تعلم الدروس من الماضي والسعي لحوار منفتح. وأكد أن المؤتمر يمثل أداة حيوية لتعزيز السلام والتعايش البنّاء، مع الإعلان عن خطة تطوير المؤتمر حتى عام 2033، التي تهدف إلى إرساء مبادئ أخلاقية عالمية.
وسلط الرئيس توكاييف الضوء على التاريخ الغني لكازاخستان كملتقى للثقافات والأديان، حيث تعايشت الديانات العالمية بسلام على أراضيها. وأوضح أن النموذج الكازاخستاني للتسامح العرقي والديني، المبني على مبدأ "الوحدة في التنوع"، يتجلى في أنشطة جمعية شعب كازاخستان وفي السياسة الخارجية السلمية للبلاد. وأشار إلى حماية المواقع الدينية مثل ضريح خوجة أحمد ياساوي ومسجد بيكيت آتا، مؤكدًا أن هذه المعالم تمثل رموزًا للسلام والتنوع الثقافي.
حذر  الرئيس توكاييف من اتجاهات سلبية مثل تصاعد القومية المتطرفة وصراع الأيديولوجيات، داعيًا إلى سياسة تقوم على التسامح والاحترام المتبادل. وأكد أن كازاخستان ستقمع أي محاولات لتقويض هذا النهج وفقًا لمبدأ "القانون والنظام". كما استعرض الإصلاحات السياسية والاقتصادية في البلاد، بما في ذلك الإصلاح الدستوري لعام 2022، ومبادرة إنشاء برلمان أحادي المجلس، وتحديث الاقتصاد عبر الذكاء الاصطناعي مع التركيز على المعايير الأخلاقية.
اقترح الرئيس مبادرات طموحة، مثل إنشاء "حركة السلام" تحت مظلة المؤتمر، ووثيقة مشتركة لدور القادة الدينيين في مكافحة تغير المناخ، ولجنة بين الأديان لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي. وأكد أن هذه المبادرات تهدف إلى تعزيز الوحدة الدولية ومواجهة التحديات البيئية والتكنولوجية. وختم كلمته بدعوة للشباب لتبني قيم الاحترام والتسامح، قائلاً: **"فلنتحرك معًا نحو تحقيق الأهداف الطيبة"**.
يبرز المؤتمر الثامن لزعماء الديانات العالمية والتقليدية كمنصة حيوية لتعزيز السلام والحوار في عالم مضطرب. ومن خلال رؤية الرئيس توكاييف، تؤكد كازاخستان دورها كجسر بين الثقافات، داعية إلى وحدة عالمية تستند إلى القيم الإنسانية المشتركة.