هل تقترب سوريا وإسرائيل من إبرام اتفاق أمني؟
سوريا تعمل مع الولايات المتحدة على التوصل لتفاهمات أمنية مع اسرائيل، فيما ذكرت مصادر أن دمشق وتل أبيب تقتربان من التوصل إلى اتفاق أمني.
والثلاثاء، أعلنت الخارجية السورية أن دمشق تعمل مع واشنطن على التوصل لتفاهمات أمنية مع اسرائيل حول جنوب سوريا، في إطار خارطة طريق اعتمدتها سوريا بدعم من الولايات المتحدة والأردن حول محافظة السويداء.
وقالت الخارجية في بيان إن من بين الخطوات التي تنصّ عليها الخريطة هي أن "تعمل الولايات المتحدة، وبالتشاور مع الحكومة السورية، على التوصل لتفاهمات أمنية مع إسرائيل حول الجنوب السوري تعالج الشواغل الأمنية المشروعة لكل من سوريا وإسرائيل، مع التأكيد على سيادة سوريا وسلامة أراضيها".
اتفاق أمني؟
من جانبها، ذكرت مصادر مطلعة أن سوريا تسرع المحادثات مع إسرائيل، تحت ضغط أمريكي، للتوصل إلى اتفاق أمني تأمل في أن يؤدي إلى استعادة الأراضي التي استولت عليها إسرائيل في الآونة الأخيرة لكنه لن يرقى إلى مستوى معاهدة سلام شاملة.
وقالت أربعة مصادر لرويترز إن واشنطن تضغط من أجل إحراز تقدم كافٍ بحلول الوقت الذي يجتمع فيه زعماء العالم في نيويورك نهاية الشهر الجاري لحضور جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة وهو ما سيتيح للرئيس الأمريكي دونالد ترامب الإعلان عن تحقيق انفراجة.
وأضافت المصادر أن التوصل إلى اتفاق متواضع سيكون في حد ذاته إنجازا، مشيرة إلى موقف إسرائيل المتشدد في المحادثات التي استمرت شهورا وموقف سوريا بعد أعمال العنف الطائفية في الجنوب والتي أثارت دعوات لتقسيم البلاد.
وتحدثت رويترز إلى تسعة مصادر مطلعة على المحادثات وعلى عمليات إسرائيل في جنوب سوريا، وتضم المصادر مسؤولين عسكريين وسياسيين سوريين ومصدرين من المخابرات ومسؤولا إسرائيليا.
وأردفت المصادر تقول إن المقترح السوري يهدف إلى انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي التي استولت عليها في الأشهر القليلة الماضية، وإعادة المنطقة العازلة المتفق عليها في هدنة عام 1974 كما كانت منزوعة السلاح، ووقف ما تقوم به إسرائيل من غارات جوية وتوغلات برية في سوريا.
الجولان خارج المحادثات
ذكرت المصادر أن المحادثات لم تتناول وضع هضبة الجولان التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967، وقال مصدر سوري مطلع على موقف دمشق إن هذه المسألة ستُترك "للمستقبل".
والبلدان في حالة حرب من الناحية الفعلية منذ قيام إسرائيل في عام 1948 وإن كانت هناك فترات من الهدوء بين الحين والآخر.
وبعد التوغل داخل المنطقة منزوعة السلاح على مدى شهور، تخلت إسرائيل عن هدنة عام 1974 في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وهو اليوم الذي أطاحت فيه المعارضة السورية بالرئيس بشار الأسد.
وقصفت إسرائيل أصولا عسكرية سورية وأصبحت قواتها على مسافة 20 كيلومترا من دمشق.
وأضافت المصادر أن إسرائيل أظهرت خلال المحادثات المغلقة ترددا في التخلي عن هذه المكاسب.
وقال مصدر أمني إسرائيلي "الولايات المتحدة تضغط على سوريا لتسريع عملية التوصل إلى اتفاق أمني. ويعتبر ترامب هذا أمرا شخصيا".
وذكر المصدر أن الرئيس الأمريكي يريد أن يقدم نفسه باعتباره مهندس نجاح كبير للدبلوماسية في الشرق الأوسط.
لكن المصدر استطرد يقول إن "إسرائيل لا تقدم الكثير".
ولم يرد مكتبا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أو وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، الذي يقود المفاوضات، على أسئلة رويترز.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية إن واشنطن "تواصل دعم أي جهود من شأنها تحقيق الاستقرار والسلام الدائمين بين إسرائيل وسوريا وجيرانها".
ولم يرد المسؤول على أسئلة عما إذا كانت الولايات المتحدة تريد الإعلان عن انفراجة خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة