انطلاق القمة الأفريقية الثانية للمناخ بأديس أبابا.. زخم جديد لرؤية قارة خضراء

وكالة أنباء حضرموت

افتتحت اليوم الإثنين في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا، أعمال القمة الأفريقية الثانية للمناخ التي تستمر ثلاثة أيام (8-10 سبتمبر/أيلول) الجاري بمشاركة قادة أفارقة وصانعي سياسات وشركاء دوليين.

وتهدف القمة إلى رسم مسار نحو قارة أكثر خضرة ومرونة.

وتعقد القمة بالتعاون بين حكومة إثيوبيا ومفوضية الاتحاد الأفريقي، تحت شعار: "تسريع حلول المناخ العالمية والتمويل من أجل تنمية مرنة وخضراء في أفريقيا".

وخلال كلمة له بالجلسة الافتتاحية أكد، سيلوين هارت، الأمين العام المساعد للأمم المتحدة والممثل الخاص للأمين العام لشؤون المناخ، أن القارة الأفريقية تتعرض لضربة اقتصادية سنوية تلقائية: 5% من ناتجها المحلي الإجمالي وتقع نحو 9% من أعباء الميزانيات الوطنية تحت وطأة آثار التغير المناخي

وأشار إلى أن 180 مليون أفريقي إضافي معرضون لتقلبات مناخية قاسية بحلول عام 2030، محذّراً من أنه "لا يمكن تزييف هذه الحقائق ولا الاستسلام لها"، وقال في قلب الأزمة تكمن "فرصة للتحرر من الاعتماد على الوقود الأحفوري" تمهيداً لمستقبل أكثر استدامة.

فيما وصف رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد القمة بأنها "تجمع تاريخي" يُجسد تطلعات أفريقيا إلى المرونة في مواجهة التغير المناخي والازدهار المستدام، مشدداً على أن القارة تمتلك حلولاً أصيلة يمكن أن تجعلها في طليعة الجهود العالمية، وقال إن قصة أفريقيا المناخية لا تبد بنواقص التمويل والتكنولوجيا والوقت، بل بـ"ما لدينا"من إمكانيات، وأعلن ترشح إثيوبيا لاستضافة مؤتمر الأطراف COP32 عام2027 في تأكيد على طموحها لموقع قيادي في جهود مكافحة تغير المناخ.

من جانبه، أكد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي محمود علي يوسف أن القمة تمثل لحظة حاسمة للقارة، مشيرا إلى أنها تبني على زخم قمة نيروبي 2023 التي عززت الصوت الجماعي لأفريقيا في مفاوضات المناخ الدولية.

أما الرئيس الكيني ويليام روتو، فقد دعا المجتمع الدولي إلى زيادة حجم التمويل المناخي الموجه لأفريقيا، مشدداً على ضرورة إصلاح النظام المالي العالمي لجعل التمويل أكثر عدالة وتيسيرا. وأوضح أن أفريقيا، بما تملكه من شباب مبتكرين وموارد طبيعية ضخمة وأسواق نامية للطاقة المتجددة والكربون، قادرة على التحول من كونها "ضحية لأزمة المناخ" إلى شريك رئيسي في تقديم الحلول.

ختام مؤتمر «تريندز» للأمن المائي المستدام.. خارطة طريق لحل قضية وجودية
التعرض للتلوث والمشكلات البيئية.. معدلات أوروبية صادمة

ومن المتوقع أن تركز القمة على: سد فجوة تمويل المناخ في القارة، تعزيز العدالة المناخية على المستوى الدولي، تطوير حلول قائمة على الطبيعة والتكنولوجيا. توسيع الاستثمار في الطاقة المتجددة وإعادة التحريج. ومواءمة الأولويات الأفريقية قبل انعقاد مؤتمر الأطراف الثلاثين (COP30).

وتأتي القمة في وقت تواجه فيه أفريقيا تداعيات متصاعدة لتغير المناخ، من جفاف وفيضانات وانعدام أمن غذائي، رغم أن القارة لا تسهم إلا بنصيب ضئيل في الانبعاثات العالمية.

ويأمل القادة أن تسهم القمة في ترجمة طموحات أفريقيا المناخية إلى التزامات دولية ملموسة، تضمن انتقالا عادلا يوازن بين النمو الاقتصادي وحماية البيئة، ويضع القارة على طريق التنمية المستدامة.