سفراء اليمن الحقيقيون.. وجوه مضيئة في المنصات الدولية

وكالة أنباء حضرموت

في الوقت الذي يغيب فيه الحضور الرسمي لليمن عن كثير من المحافل الدولية، يظل أبناء اليمن الأوفياء هم "السفراء الحقيقيون" الذين يرفعون راية الوطن خارج حدوده، ليس طمعاً في منصبٍ أو امتياز، بل التزاماً بواجب وطني تجاه أرضهم الأم، وصورة مشرفة تعكس الوجه الإيجابي الواعد لليمن في المنصات الدولية.

بريكس.. منصة اقتصادية عالمية واعدة:

تُعد مجموعة بريكس واحدة من أبرز الكيانات الاقتصادية الدولية التي تتكون من تسع دول: (البرازيل، روسيا، الهند، الصين، جنوب إفريقيا، إيران، مصر، إثيوبيا، الإمارات العربية المتحدة، إندونيسيا).
وقد أُنشئت لتعزيز فرص الاستثمارات الاستراتيجية ودعم المشاريع في الدول الأعضاء والعالم النامي، عبر غرفتها التجارية وبنوكها التنموية.

مؤخراً، حظيت الهند برئاسة مجلس إدارة الغرفة التجارية لمجموعة بريكس الدولية، حيث تولى الخبير الاقتصادي هرونش شاولا هذا المنصب لخمس سنوات قادمة.
وقد أقيمت في العاصمة الهندية نيو دلهي حفلة عشاء رسمية بهذه المناسبة حضرها كبار الوزراء والمسؤولين وممثلو دول بريكس، وكان لليمن تمثيل مميز عبر حضور الأخت شبانة محمد شفي عبدالكريم بدعوة رسمية في قائمة (الشخصيات المهمة) لمناقشة آفاق التعاون والاستثمار بين بريكس واليمن.

صورة اليمن في قلب بريكس:

في الصورة الرسمية للحفل يظهر تكريم كبار الاقتصاديين، إلى جانب حضور شبانة عبدالكريم بصفتها ممثلة لليمن بشكل شخصي، في مشهد أكد أن الهوية الوطنية لا تحتاج بالضرورة إلى صفة رسمية بقدر ما تحتاج إلى صدق الانتماء وعمق الالتزام.

مجموعة بريكس اليوم تمثل نحو 27% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، و35% من الناتج العالمي بتعادل القوة الشرائية، واحتياطي أجنبي يقارب 5.2 تريليون دولار. إنها قوة اقتصادية صاعدة تنافس المؤسسات الغربية التقليدية وتفتح آفاقاً جديدة أمام الدول النامية الباحثة عن فرص التنمية، واليمن – إذا ما أحسنت قيادته التعامل – قد يكون أحد المستفيدين من هذا الانفتاح.

شبانة عبدالكريم.. نموذج وطني:

تنحدر شبانة من أسرة قانونية، فهي ابنة القاضي والمحامي المرحوم محمد شفي عبدالكريم. ورغم تجاهل كثيرين لإسهاماتها، إلا أنها اختارت طريقها بعيداً عن الاصطفافات السياسية الضيقة، مركزة على خدمة الاقتصاد الوطني.

عبر شركة شين للتجارة والتسويق، مثلت كبرى الشركات النفطية والكهربائية والإنشائية العالمية في اليمن، قبل أن تلتحق بالمؤسسة العامة شبام القابضة، ثم منظمة الإغاثة الدولية في مشروع "الغذاء للسلام" إبان الربيع العربي. واليوم، ورغم وجودها في الهند، لم يتوقف نشاطها عن تقديم صورة إيجابية لليمن، سواء من خلال تأسيس جناح السيدات في الجمعية الهندية-العربية، أو مشاركتها في المحافل الاقتصادية والثقافية الدولية.

وقد حازت عام 2022م، على شهادة تكريم من الاتحاد الأمريكي الدولي للتعليم تقديراً لجهودها في خدمة التنمية والإنسانية والسلام.

اليمن بحاجة إلى هؤلاء:

إن ما تقوم به شخصيات كهذه يفتح الباب أمام تساؤلات مشروعة:

- لماذا تغيب الجهات الرسمية عن مثل هذه المنصات الدولية؟

- هل تدرك الحكومة اليمنية قيمة كوادرها المتخصصة المنتشرة في الخارج؟

- وهل سيأتي يوم تُعطى فيه الفرصة لهؤلاء لإثبات هويتهم القومية وتوظيف جهودهم بشكل رسمي يخدم الوطن؟

اليمن – بما يعيشه من انهيار اقتصادي وتدهور في البنى التحتية – في أمسّ الحاجة اليوم إلى كوادر وطنية قادرة على خلق جسور مع المؤسسات الاقتصادية الدولية الكبرى مثل بريكس. غياب الدولة لا يعني غياب اليمن، فهناك وجوه مضيئة ما تزال تدافع عن صورة الوطن، وتثبت أن الانتماء لا يحتاج منصباً، بل إرادة صادقة وضميراً وطنياً.