منتدى القارة بيافع يحتفي بمسيرة الأستاذ حسين شيخ الحافلة بالعطاء التربوي
وُلد الأستاذ حسين علي عبدالرب شيخ تاريخ 1957/1/12م في قلعة القارة (عاصمة يافع التاريخية) مديرية رصد محافظة أبين.
التحق في مطلع الستينيات من القرن الماضي بالكتّاب لتحفيظ القرآن الكريم، وتعلّم على يد الفقيه الحريري حتى أجاد القراءة والكتابة، وحفظ عدداً من سور القرآن الكريم.
التحق بالتعليم النظامي بعد الاستقلال الوطني في نوفمبر 1967م، وكان من ضمن أوائل الدفعات في مدرسة 14 مايو في القارة هو ومجموعة من أبناء جيله منهم: الأستاذ أحمد عوض علي، ومحمد أحمد الحاج، ومحمود حسن الحاج، ومحمد حسين عوض، وآخرين. حيث تم استخدام أحد المنازل للتدريس، وتمّ ترتيبه في الصف الثاني الابتدائي مباشرة.
كانت مدرسة القارة أول مدرسة تفتح أبوابها للتعليم بعد الاستقلال، وفي نفس الفترة كانت أول عملية تطعيم طبية في الوحدة الصحية المتواضعة للعم حسن بن الحاج وأخيه بعد أن كانت وسائل العلاج المتوفرة قبل الاستقلال في يافع تقتصر على الحروز (التمائم) والكي بالنار.
لم تسبق مدرسة القارة في التأسيس إلا مدرسة سرار التي أسستها حكومة الاتحاد قبل الاستقلال، وكان الدور الريادي في تأسيس مدرسة القارة للأستاذ الشهيد حسين محمد حسين اليزيدي ثم أتى بعده الأستاذ عبدالله أحمد الحشاش من أبناء المعلا بعدن، والأستاذ فضل نصر ناجي.
كان الأستاذ حسين علي ودفعته شعلة من النشاط ليس في المجال الدراسي فقط بل وفي المسابقات الفكرية والرياضية حيث شهد ميدان القارة مجموعة من الأنشطة والمسابقات الرياضية التي كان يقوم بها هؤلاء الطلاب.
استمر بهذه المدرسة حتى أكمل الصف الخامس الابتدائي لينتقل بعدها إلى مدرسة الثورة في مدينة جعار لإكمال المرحلة الابتدائية (نظام ست سنوات) هو وزملاؤه بسبب نقص المعلمين وعدم وجود مبنى مدرسي، وتمّ ترتيب السكن والغذاء لهم في القسم الداخلي التابع لمدرسة الثورة في جعار التي أكمل فيها المرحلة الابتدائية للصف السادس بالامتحان الوزاري للعام الدراسي 1972/1971م، وبعدها انتقل لمواصلة الدراسة في مدرسة جعار الإعدادية (تعليم مختلط للبنين والبنات) حتى أكمل الدراسة الإعدادية في العام الدراسي 1975/1974م.
كان الأستاذ حسين مصمماً على مواصلة الدراسة الثانوية، فالتحق بالصف الأول الثانوي، وكان طالباً ذكياً ومواظباً ومتفوقاً في دراسته، وكان يحل مسائل الرياضيات بطرق سهلة ابتكرها بنفسه تؤدي إلى نتائج صحيحة أذهلت معلميه وزملاءه.
حالت الظروف المعيشية القاسية من عدم إكماله للمرحلة الثانوية رغم شغفه بالدراسة.
الالتحاق بالوظيفة العامة ومسيرة العطاء
التحق الأستاذ حسين علي بالسلك التربوي والتعليمي في 1976/7/1م، وكانت محطة عمله الأولى معلماً في مدرسة الشهيد راجح سيف الشعب (السعدي)، وكان مدير المدرسة آنذاك الأستاذ ناصر علي محمد، وكانت المدرسة تتكون من ستة صفوف دراسية للمرحلة الابتدائية والصف السابع للمرحلة الإعدادية، وعدد طلابها 341 طالباً و 169طالبة، وعدد المعلمين 15 معلماً من بينهم 12 معلماً دون مستوى الثانوية.
التحق الأستاذ حسين خلال العطلة الصيفية بأول دورة تدريبية لمناهج السلم التعليمي الجديد للمدرسة الموحدة ذات الصفوف الثمانية تخصص لغة إنجليزية وعلوم وبوليتكنيك ورسم لمواد الصف السادس، وكان أول لقاء وتعارف بيننا (كاتب هذه السيرة) وبين الأستاذ حسين في هذه الدورة التدريبية والتخصصية في زنجبار أبين.
ومن الجدير بالذكر أنه كان يقوم بتغطية تدريس مادة اللغة الإنجليزية في ثلاث مدارس: الشعب، والقارة، والعدنة، لأكثر من عامين دراسيين، متنقلاً سيراً على الأقدام نظراً لشحّة وانعدام المواصلات التي لو وجدت لكانت عكس اتجاه حركته فكانت همته كبيرة وإرادته أقوى من الجبل الذي يصعده وينزله كل يوم، وكان يتحمل برد الشتاء وحرارة الصيف، ولا يبالي بالصعاب، وكل خطوة كانت موجهة نحو هدفه المنشود وهو العمل.
في العام الدراسي 1979/1978م، انتقل إلى مدرسة القارة ليشغل وظيفة مديراً لها ومعلماً في آن واحد، وكانت الصفوف الدراسية فيها كما يلي: الصف الثاني، والصف الخامس، والصف السادس، ويبلغ عدد الطلاب فيها 37 طالباً و31 طالبة، واستمر عمله فيها أربعة أعوام دراسية.
استمرار في الالتحاق بالتدريب على مناهج السلم التعليمي الجديد للصف السابع بنفس التخصص السابق.
في العام الدراسي 1981/1980م تحديداً كانت تدرس في تلك المدرسة الصفوف الدراسية التالية: الصف الثاني، والصف الرابع، والصف السابع، والصف الثامن. وهو العام الوحيد الذي اكتملت فيه مدرسة القارة كمرحلة موحدة ذات الصفوف الثمانية حيث جلس للامتحان الوزاري في ذلك العام 11 طالباً و4 طالبات، وكان عدد المعلمين 4 معلمين ومعلمتين.
في العام الدراسي 1983/1982م انتقل بعمله إلى مدرسة العدنة المحطة الثالثة بعد مدرسة القارة أثناء إدارة المدرسة من قبل الأستاذ صالح محمد أحمد المقفعي (رحمه الله)، وكانت وضعية المدرسة تتكون من الصف الأول إلى الصف الثامن، بعدد طلاب 417 طالباً و 25 طالبة، وعدد المعلمين 16 معلماً من بينهم 11 معلماً دون مستوى الثانوية، وشغل وكيلاً للمدرسة لعدد من السنوات الدراسية.
كان الأستاذ حسين نشيطاً، ومواظباً، ومهتماً بعمله سواء في مجال التدريس أو في الإدارة المدرسية في كل المدارس التي عمل فيها، وكان له دور كبير في تنفيذ الأنشطة اللاصفية، وكان له حضور مستمر وإشراف مباشر على الطوابير الصباحية.
التكريمات
حصل الأستاذ حسين علي على العديد من رسائل الشكر وشهادات التقدير من المدارس ومكتب الإشراف في رصد.
كانت للأستاذ حسين العديد من الملاحظات على المناهج الدراسية من خلال تدريسه ومتابعته لعمل المعلمين أثناء تطبيق المناهج التعليمية.
ظروف معيشية صعبة وإرادة فولاذية أقوى
مر الأستاذ حسين بظروف صعبة بسبب كثرة الأطفال وضآلة الراتب، وكان يبذل جهوداً استثنائية في العمل العضلي بعد الدوام لتغطية احتياجات أولاده. فكر الأستاذ حسين في بناء غرفة ومطبخ وحمام في رصد منطقة الحُقيل، فكان هو النقاش والباني والعامل لكنه وجد صعوبة في توصيل مواد البناء إلى أرضيته في الحُقيل من أحجار وأتربة وماء، ففكر بشق طريق للعربات ذات الدفع الرباعي (الفركسن) والسيارات الصغيرة من منطقة دقة عبدان حتى أرضيته في رصد، ونفذ مخططه فعلاً، فكان ينزل بعد الدوام الدراسي من القارة تحت وهج شمس الظهيرة، ويبدأ في شق الطريق بوسائل بدائية كالخنزرة الحجنة والمطرقة الصبرة وغيرها، وتحدى الصعوبات ونحت في الصخر، ونجح في إيصال الطريق إلى قمة الحُقيل حيث موقع أرضيته. واتهمه بعض الناس بالجنون لكنهم كانوا أول المستفيدين من هذا الطريق.
انطباعات يمكن ابرازها
· إن الأعوام الدراسية التي عمل فيها الأستاذ حسين معلماً كانت من أفضل الأعوام نتيجة لارتباطه المباشر مع التلاميذ.
· إن العمل الإداري الجيد هو الذي يسبقه عمل تدريسي، والأفضل أن تظل الإدارة المدرسية مرتبطة بالتدريس ولو بحصة دراسية واحدة في اليوم.
. ساهم بفعالية في الأعمال التطوعية والمبادرات والحراسات الليلية، وتدريس صفوف محو الأمية للنساء والرجال خاصة أثناء العطل الصيفية.
إحالة إلى المعاش التقاعدي
أحيل الأستاذ حسين علي إلى المعاش التقاعدي مطلع العام 2011م بعد خدمة طويلة بلغت 35 عاماً قضاها في مجال العمل في سلك التربية والتعليم متنقلاً بين مدارس الشعب والقارة والعدنة، ومواكباً المناهج التعليمية للمراحل الدراسية الابتدائية والأساسية والإعدادية، وحُرِم مثل غيره من المتقاعدين من التسويات واستراتيجية الأجور والعلاوات السنوية.
وختاماً نسأل الله له الصحة والعافية وطول العمر.
تحية وتقدير للأستاذ أحمد عوض علي على تزويدنا ببعض المعلومات الخاصة عن الأستاذ حسين، وتحية تقدير للأستاذ حسين علي، ونتمنى له موفور الصحة والعافية.