ظهور متهم هارب من العدالة السودانية على شاشة الجزيرة يثير جدلاً حول الإفلات من العقاب

أثار الصحافي السوداني إيهاب محمد مادبو جدلاً واسعاً بعد كشفه عن ظهور المتهم الهارب من العدالة يونس محمود، أحد أبرز قيادات النظام السابق في السودان، على شاشة قناة الجزيرة بصفته "خبيراً استراتيجياً"، رغم كونه مطلوباً في عدة قضايا جنائية، من بينها بلاغ مدبري انقلاب الثلاثين من يونيو، وعدد من البلاغات التي لا يسمح القانون السوداني بالإفراج فيها بالضمان.

وقال مادبو، في تصريحات نشرها عبر منصاته الإعلامية، إن هذا الظهور يعد نموذجاً حياً لظاهرة الإفلات من العقاب، حيث يعكس شعور المتهم بالأمان الكامل وعدم الخوف من الملاحقة القانونية، وهو ما يتعارض مع نصوص القانون الجنائي السوداني التي تعتبره هارباً.

وأضاف أن هذه الواقعة تؤكد توجه السلطة الانقلابية الحالية نحو الإفراج عن متهمي النظام السابق، في خطوة مشابهة لما حدث مع شخصيات بارزة مثل عبد الرحيم محمد حسين وبكري حسن صالح، الأمر الذي يثير مخاوف من تطبيق هذه السياسة على جميع الفارين من العدالة من منسوبي حزب المؤتمر الوطني المحلول.

وأشار الصحافي السوداني إلى أن هناك مؤشرات على وجود تلاعب بالقوانين وتعديلات غير معلنة على المادة (38) من قانون الإجراءات الجنائية لسنة 1991، بما يتيح إطلاق سراح المتهمين في القضايا الخطيرة المرتبطة بالنظام السابق.

وختم مادبو بالتأكيد على أن ما يحدث يعكس تدهوراً خطيراً في مسار العدالة في السودان، وأن رموز النظام السابق قد يظنون أن الإفلات من المحاسبة ممكن، لكنه شدد على أن العدالة ستطالهم مهما طال الزمن.