برنار أرنو يفاجئ باريس.. أغنى رجل في أوروبا يدعم اتفاق ترامب الجمركي

وكالة أنباء حضرموت

في خضم سيل من الانتقادات التي طالت الاتفاق الجمركي المثير للجدل بين واشنطن وبروكسل، خرج صوت غير متوقّع في فرنسا ليكسر إجماع المعارضين.

إنه برنار أرنو، أغنى رجل في أوروبا ورئيس مجموعة LVMH، الذي رأى في الاتفاق مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطوة "عقلانية" لا بد منها لتجنّب الأسوأ في ظل واقع دولي معقّد.

وأُبرم الاتفاق بين دونالد ترامب وأورسولا فون دير لاين يوم الأحد، وينص على فرض رسوم جمركية بنسبة 15% على السلع الأوروبية المصدّرة إلى الولايات المتحدة.

ورغم موجة الانتقادات العارمة، وجد الاتفاق أخيرًا من يدافع عنه داخل فرنسا. ففي مقال رأي نُشر في صحيفة "ليزيكو" الفرنسية، أعرب برنار أرنو، رئيس مجموعة LVMH، عن تأييده لهذا النص، واصفًا إياه بأنه "ليس مثاليًا"، لكنه "ضروري" في "الظروف الراهنة».

وقال أرنو: "الاتفاق الذي تم التوصل إليه يوم الأحد بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة أثار العديد من الانتقادات، لكنني، كرئيس لمجموعة أوروبية، أودّ أن أذكّر بأننا كنا بحاجة لتفادي الطريق المسدود". وأضاف: "في السياق الحالي، يُعتبر هذا الاتفاق جيدًا".

وأكد أرنو أن "الاتحاد الأوروبي لم يكن هو من بادر بطلب هذا الاتفاق"، إلا أنه رأى أن التعامل مع «شريك قادر على تجاوز القواعد المعمول بها يستوجب الحذر، مع ضرورة "الثبات دون الذهاب إلى المواجهة". وأشار إلى أن الاتفاق هو محاولة لتجنّب التصعيد، لا سيّما مع شريك مثل ترامب الذي لا يتردد في خرق الأعراف التجارية.

ورغم دعمه العام، أعرب أرنو عن أسفه لعدم إدراج بعض القطاعات الحيوية في الاتفاق، قائلًا: "من المؤسف أن المنتجات مثل النبيذ والمشروبات الروحية، التي تُصدَّر بكثافة من فرنسا والاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة، لم تُدرج ضمن بنوده".

وأوضح أن مجموعة LVMH حققت نحو 7% من إيراداتها من قطاع النبيذ والمشروبات الروحية خلال النصف الأول من عام 2025، بفضل علامات شهيرة مثل Moët & Chandon وHennessy.

وصف أرنو الاتفاق بأنه «دليل على الذكاء»، مشيدًا بما اعتبره «قدرة أوروبا على الدفاع عن قطاعاتها الاستراتيجية»، في وقت تواجه فيه ضغوطًا جيوسياسية وتجارية متزايدة.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين قد أعلنا يوم الأحد في اسكتلندا عن اتفاق جمركي يقضي بفرض رسوم بنسبة 15% على المنتجات الأوروبية المصدّرة إلى الولايات المتحدة، مقابل التزام أوروبي بشراء طاقة بقيمة 750 مليار دولار – بهدف استبدال الغاز الروسي – بالإضافة إلى 600 مليار دولار من الاستثمارات الإضافية في الولايات المتحدة.

ولم يصدر أي تعليق رسمي عن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بينما وصف رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو يوم الإثنين الاتفاق بأنه "يوم قاتم" لأوروبا، معتبراً أنه يكرس الخضوع" الأوروبي.

يُذكر أن أنطوان أرنو، نجل برنار أرنو، كان قد علق في يونيو الماضي بسخرية على علاقة والده القديمة بدونالد ترامب قائلاً: "ربما لاحظتم أنه، بالإضافة إلى أدواره المتعددة، أصبح مؤخرًا دبلوماسيًا أيضًا"