مؤسسات إعلامية عالمية تضغط للسماح بالتغطية الإعلامية في غزة

وكالة أنباء حضرموت

جددت وسائل إعلام دولية كبرى دعوتها إسرائيل إلى رفع الحظر المفروض على دخول الصحافيين والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، وسط مخاوف متزايدة بشأن تفاقم أزمة الجوع في القطاع.

وقال فيليب بان، المحرر الدولي لصحيفة التايمز، في بيان الأحد “إنّ التغطية الإعلامية من أي منطقة نزاع هي مسعى محفوف بالمخاطر وجريء، ويؤدي في نهاية المطاف خدمة عامة عالمية.” وذكر أن “إضافة خطر الحرمان من الغذاء، بل وحتى المجاعة، إلى هذه المخاطر أمرٌ مقلق جدا.”

ويعاني الصحافيون الفلسطينيون المحليون، الذين يواصلون عملهم بلا كلل منذ تصاعد الصراع قبل 21 شهرًا، من نقص حاد في الغذاء. وأشار بان إلى أن مراسلي صحيفة التايمز في غزة “يواجهون صعوبة في الحصول على الطعام وضمان حرية تنقل آمنة لأداء عملهم.”

وفي الأسبوع الماضي أصدرت وكالات فرانس برس ورويترز وأسوشيتد برس وبي.بي.سي بيانًا مشتركًا حذّرت فيه من أن صحافييها في غزة معرضون لخطر المجاعة. وحثّ البيان إسرائيل على السماح للصحافيين بدخول القطاع والخروج منه بحرية، وضمان إيصال إمدادات غذائية كافية.

وأضاف البيان “لأشهر عديدة، كان هؤلاء الصحافيون المستقلون بمثابة عيون وآذان العالم على أرض غزة،” وتابع “إنهم يواجهون الآن نفس الظروف الصعبة التي يواجهها أولئك الذين يغطونهم.”

الحصار المفروض على الصحافة المستقلة يبدو كجهد مدروس لمنع تدفق المعلومات وإعاقة توثيق جرائم الحرب

وفي خطوة مماثلة أصدر العشرات من أعضاء المعهد الدولي لسلامة الأخبار، وهو منظمة غير ربحية تُعنى بحرية الصحافة، بيانًا الجمعة يدعو إسرائيل إلى السماح للصحافيين المعرضين للخطر في غزة بمغادرة القطاع، والسماح للصحافيين الدوليين بالدخول. ومن بين الموقعين على البيان صحف واشنطن بوست وفاينانشال تايمز والغارديان.

وجاء في البيان “يجب على إسرائيل السماح للصحافيين الآخرين بدخول غزة. فبعد قرابة عامين من الحرب، لم يُسمح لأي وسيلة إعلام دولية بدخول القطاع بشكل مستقل. وبينما يُقتل الصحافيون المحليون، أو يواجهون خطر المجاعة، أو يحاولون الفرار، سيُعزل العالم بشكل ممنهج عن مشاهدة ما يحدث. لا يمكن السماح بحدوث هذا.”

ومنذ بدء حملتها العسكرية على غزة، فرضت إسرائيل قيودا صارمة على وصول الصحافة، وهو ما شكل ما وصفته المنظمات الإعلامية بأنه “عبء هائل” على المراسلين المحليين الذين يعملون وسط نقص مزمن في الكهرباء والإنترنت والغذاء والإمدادات الطبية.

ودأبت السلطات الإسرائيلية على التذرع بالمخاوف الأمنية لتبرير الحظر، بحجة أن فتح المعابر قد يعرض الصحافيين للخطر أو يعطل العمليات العسكرية. وبينما سُمح لعدد محدود من الصحافيين الأجانب بدخول غزة تحت حراسة الجيش الإسرائيلي، يجادل المدافعون عن حقوق الصحافة بأن مثل هذه الزيارات لا توفر سوى تغطية إعلامية مُحكمة ومنحازة.

وحذرت جماعات حقوق الإنسان وحرية الصحافة من أن الحصار المفروض على الصحافة المستقلة يبدو كجهد مدروس لمنع تدفق المعلومات وإعاقة توثيق جرائم الحرب التي يمكن استخدامها ضد إسرائيل في الإجراءات القانونية الدولية.

ووثّقت منظمات، منها لجنة حماية الصحافيين ومنظمة العفو الدولية، حالاتٍ عديدةً لاستهدافٍ مباشرٍ للصحافيين الفلسطينيين. وتقول هذه المنظمات إن هذه الحالات قد ترقى إلى جرائم حربٍ بموجب القانون الدولي.

واتهمت منظمتا حقوق الإنسان الإسرائيليتان “بتسيلم” و”أطباء لحقوق الإنسان”، الاثنين، الحكومة بارتكاب إبادة جماعية في غزة، مشيرتين إلى الهجمات المتكررة على المدنيين استنادا إلى هويتهم الفلسطينية فقط.