الاحترار الشديد والطاقة.. إجراء تونسي استباقي بشأن الكهرباء

وكالة أنباء حضرموت

يعيش التونسيون على وقع انقطاعات متكررة في التيار الكهربائي، تزامنت مع موجة حرّ قياسية تشهدها البلاد منذ يوم الإثنين.

وتواجه شركة الكهرباء تحدّيات الاستجابة للطلب المتزايد على الطاقة وضمان استمرارية خدمة الربط في أوقات الذروة، بسبب الاستعمال المتزايد لآلات التبريد وأجهزة تكييف الهواء، نتيجة ارتفاع قياسي في درجات الحرارة.

هذه الأسباب دفعتها للجوء إلى القطع الدوري للتيار الكهربائي بنظام الحصص على أغلب مناطق بالبلاد، بغرض تخفيف الأحمال على الشبكة وتفادي تسجيل انقطاعات كبرى.

وأوضحت الشركة التونسية للكهرباء والغاز، في بيان صحفي، أنّ الانقطاع المُسجّل في التيار الكهربائي "لا يندرج ضمن نطاق الأعطال الجهوية"، بل هو "إجراء استباقي تمّ اتّخاذه على الصعيد الوطني لتفادي خطر الانهيار الكامل للشبكة الكهربائية، وذلك نتيجة "تسجيل ذروة استهلاك غير مسبوقة شملت أغلب محافظات البلاد".

ودعت الشركة المواطنين إلى "تفهم هذا الظرف الطارئ والتعاون بالحفاظ على ترشيد استهلاك الكهرباء خلال فترات الذروة".

من جهته ،قال البرلماني التونسي محمد علي فنيرة إن إنتاج تونس من الكهرباء يعد ضعيفا مقارنة بالاستهلاك ما تسبب في الانقطاعات التي شهدتها عدة مناطق في البلاد منذ يوم الإثنين الماضي.

وأكد لـ"العين الإخبارية" أن الاستهلاك في حدود 5000 ميغاواط في حين الإنتاج لا يتعدى 4200 ميغاواط.

وأوضح أن “هناك نقص كبير في الكهرباء، ولم يتم استيراد كميات من الجزائر لأن لديها نفس الإشكال بالنظر إلى النقص الحاصل".

وأفاد بأن الكهرباء في تونس تعتمد على الغاز الجزائري بنسبة تقدر بحوالي 100%، داعيا إلى ضرورة تعميم الطاقة الفولتوضوئية (تحويل ضوء الشمس إلى طاقة).

وأفاد بأن الأشغال ستنطلق الشهر المقبل بالنسبة لمشروع الربط الكهربائي بين تونس وإيطاليا “آلماد“، حيث سيكون هناك تبادل للكهرباء، مبينا أن لدى تونس فوائض في الطاقة طيلة 8 أشهر من أكتوبر/تشرين الأول إلى يونيو/حزيران، حيث سيتم تصديرها إلى إيطاليا وعند زيادة الحاجة للطاقة يتم استيراد النواقص من إيطاليا.

وتهدف الحكومة التونسية إلى رفع حصة الطاقة الشمسية في مزيج الكهرباء، بتوليد 3.8 ميغاواط من الطاقة الشمسية المركبة بحلول عام 2030، بما يرفع حصة الطاقة المتجددة من 3% حاليًا، إلى 30% بحلول العام نفسه، وذلك بهدف التقليص من فاتورة توريد المواد البترولية والانصهار في السياق العالمي المشجع على الطاقات المتجددة.

ويُعد مناخ تونس معتدلاً إلى حار، بينما تقدر ساعات سطوع الشمس بالآلاف على مدى العام بأكمله، ما يجعلها تتمكن من تلبية احتياجاتها الخاصة.

وقال المعهد الوطني للرصد الجوي في تونس إن درجات الحرارة في البلاد تجاوزت هذا الأسبوع المعدلات الاعتيادية بما بين 7 و11 درجة، في سياق موجة حر شديدة تجاوزت 43 درجة في أغلب مناطق البلاد، ومن المتوقع أن تستمر حتى الجمعة.

وأكد المعهد أن أغلب المحافظات سجلت درجات حرارة أعلى من 43 درجة، ووصلت أقصاها إلى 48 درجة في القيروان وسط تونس، بينما تجاوزت في الجنوب 45 درجة.

وطالبت وزارة الصحة التونسيين بتجنب الخروج إلى الشوارع بين الساعة 11 صباحاً والـ4 ظهراً، وأكدت في بيان لها أن الحرارة تمثل خطرا حقيقيا خلال هذه الفترة"، ودعت إلى اتباع القواعد الصحية للوقاية من ضربات الشمس والجفاف من المياه.

وتوقع المعهد أن تنخفض الحرارة بداية من يوم السبت لتكون قريبة من المعدلات العادية في نهاية الأسبوع.

وقال خبراء الرصد الجوي إن البلاد تتأثر حاليا بكتل هوائية ساخنة قادمة من الجنوب، ومحمّلة بحرارة مرتفعة وجفاف، ما يتسبّب في تجاوز المعدلات الموسمية.

وتعد تونس من بين أكثر الدول تأثرا بالتغيرات المناخية في حوض البحر الأبيض المتوسط، إذ ارتفع متوسط درجة الحرارة بشكل ملحوظ، كما مرت بفترة جفاف قاسية منذ عام 2019.