إحباط تهريب شحنة كبيرة من الأسلحة للحوثيين عبر البحر

وكالة أنباء حضرموت

أظهر إحباط تهريب كمية كبيرة من الأسلحة الإيرانية كانت في طريقها بحرا باتجاه مناطق جماعة الحوثي المسيطرة على أجزاء واسعة من اليمن مواصلة طهران إمداد الجماعة الموالية لها بالسلاح، وذلك في نطاق حرصها على أن توفّر لها وسائل المواجهة التي تخوضها بالوكالة عنها باعتبارها الذراع الأقوى المتبقية لها في المنطقة بعد الضربات الإسرائيلية القاصمة التي تلقاها حزب الله اللبناني وأضعفته إلى حدّ بعيد، وجعلته غير قادر على لعب الدور ذاته الذي لعبه في السابق لحساب الإيرانيين.

ويضطلع الحوثيون في الوقت الحالي بدور حيوي لحساب إيران متمثّل في تخفيف الضغوط عنها عبر دخولهم في مواجهة مفتوحة مع إسرائيل وإثارتهم الاضطرابات والقلاقل في باب المندب والبحر الأحمر حيث الممر المائي الحيوي للتجارة الدولية. وأعلن طارق صالح نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني وقائد المقاومة الوطنية، الأربعاء، عن ضبط شحنة أسلحة إيرانية ضخمة كانت في طريقها إلى ميليشيات الحوثي.

وذكر صالح في منشور عبر حسابه في منصة إكس أن بحرية المقاومة الوطنية، وبمتابعة دقيقة من شعبة الاستخبارات، تمكنت من السيطرة على شحنة تحتوي على 750 طنا من الأسلحة المتنوعة تشمل منظومات صاروخية بحرية وجوية ومنظومة دفاع جوي ورادارات حديثة وطائرات مسيّرة وأجهزة تنصت وصواريخ مضادة للدروع ومدفعية بي عشرة وعدسات تتبُّع وقناصات وذخائر إلى جانب معدات حربية أخرى.

◙ الحوثيون يضطلعون بدور حيوي لحساب إيران لتخفيف الضغوط عنها عبر دخولهم في مواجهة مع إسرائيل وإثارتهم الاضطرابات في باب المندب والبحر الأحمر

وأظهر هذا الإنجاز الاستخباراتي والأمني مجدّدا الدور الحيوي والفاعل الذي تقوم المقاومة الوطنية في الحدّ من تحركات الحوثيين والتقليل من حرية تدفق السلاح إليهم عبر المنطقة الحساسة التي تمثّل مركز النشاط الأساسي للمقاومة على الساحل الغربي لليمن.

وقال صالح إنّ عملية إحباط شحنة الأسلحة جاءت ضمن جهود متواصلة للتصدي لمحاولات تسليح الميليشيات الحوثية التي "تسعى لمصادرة إرادة الشعب اليمني وتقويض مؤسسات الدولة." وجاءت عملية ضبط السلاح المهرّب التي تم توثيقها بمقطع مصور تداولته مواقع إلكترونية موالية للمقاومة أياما قليلة بعد عملية مماثلة تمت قبل نحو أسبوع وتم من خلالها إحباط تهريب شحنة أسلحة متوسطة في عرض البحر الأحمر.

ويستخدم الحوثيون السلاح في مواجهة السلطة الشرعية اليمنية التي تعتبر المقاومة الوطنية جزءا من معسكرها، وهي مواجهة هادئة إلى حدّ بعيد في الوقت الحالي الذي تنصرف فيه الجماعة إلى مواجهة مع إسرائيل تخوضها تحت عنوان دعم الفلسطينيين في قطاع غزّة، بينما يذهب أغلب المحللين إلى كون دافعها الأصلي الحسابات الإيرانية التي تقوم على استدامة التوتّر في المنطقة باستخدام الأذرع المحلية ومن أهمها الجماعة الحوثية.

وتتيح الأسلحة الإيرانية المهربة وكذلك التقنيات والخبرات العسكرية المسرّبة إلى الحوثيين للجماعة قدرا من القوّة التي تشجعهم على الدخول في صراعات مجزية لهم من الناحية الدعائية لكنّها مدمّرة بشكل كبير لليمن وبناه التحتية ومقدراته الاقتصادية الضعيفة أصلا.

ويتجاوز تهريب الأسلحة للحوثيين كونه مجرّد شأن محلي أو إقليمي ليغدو أيضا مشغلا دوليا بالنظر إلى ما يمثله وجود السلاح وخصوصا منه النوعي والمتطور بيد الجماعة من خطر على استقرار المنطقة الحيوية لاقتصاد العالم بما يتدفّق منها من نفط وما يمر عبرها من تجارة دولية. وتستخدم قوى دولية على رأسها الولايات المتحدة جزءا من مقدراتها الأمنية والعسكرية وكذلك أدواتها القانونية لمحاصرة ظاهرة التهريب تلك والحدّ منها.

وفي هذا السياق فرضت واشنطن عقوبات جديدة على زيد الوشلي المعيّن من قبل الحوثيين رئيسا لإدارة موانئ الحديدة غربي البلاد، وفقا لم أعلنته السفارة الأميركية لدى اليمن في منشور على منصة إكس قالت فيه إنّ الوشلي يضطلع بدور محوري في تنسيق عمليات شراء وتهريب الأسلحة للحوثيين بما في ذلك مكونات ذات استخدام مزدوج تدخل في تصنيع الطائرات المسيرة، وإنّه يؤدي دورا في التنسيق مع القيادات السياسية للجماعة لدعم موقفها التفاوضي مع شركات الشحن الدولية.