صاحب الرؤية الرائدة وراء تأسيس Buildxact بقطاع البناء
في قطاع البناء الأسترالي، حيث تتعارض الأساليب التقليدية غالبًا مع متطلبات العصر الحديث، يبرز اسمٌ واحد من بين الجميع.
هو جون أليسون، المؤسس المشارك ورئيس مجلس إدارة شركةBuildxact، الذي أمضى أكثر من ثلاثة عقود في ابتكار وتشكيل أسلوب عمل البنائين اليومي.
وتُظهر رحلته من خريج هندسة إلى رائد أعمال في مجال التكنولوجيا فهمه العميق للقطاع الذي يحتاج إلى تحديث رقمي.
وتُقدر قيمة قطاع البناء في أستراليا وحدها بـ 350 مليار دولار، لكن لسنوات، ظل عالقًا في أسلوب العمل التقليدي.
وبينما كانت الصناعات الأخرى تنمو بفضل التكنولوجيا، كان البنائون لا يزالون يستخدمون القلم والورقة، ويفصلون جداول البيانات ويجرون المكالمات الهاتفية لإدارة مشاريع بملايين الدولارات، وهنا مثّل أليسون الفرصة التي أحدثت النقلة النوعية المطلوبة في هذا القطاع نحو المستقبل.
من الدراسة إلى قطاع الأعمال
تبدأ قصة أليسون كغيره من رواد الأعمال الناجحين، بخلفية تعليمية وخبرة واسعة، حيث تخرج من جامعة موناش حاصلًا على بكالوريوس الآداب في الهندسة.
ولكن بدلًا من التوجه مباشرةً إلى قطاع البناء، اتخذ منعطفًا أثبت أهميته البالغة في مسيرته المهنية.
وقبل تأسيس شركة Buildxact، كان أليسون الرئيس التنفيذي لشركة Trinity Business Solutions Ltd.
وكانت هذه شركة استشارية تُساعد الشركات في إدارة المشاريع وتطوير تكنولوجيا المعلومات أيضًا، وقد علّمه هذا المنصب دروسًا قيّمة حول كيفية مساهمة التكنولوجيا في حل مشكلات الأعمال الحقيقية.
وقال أليسون في أحد مؤتمراته في مجال البناء، "أفضل الحلول التكنولوجية تأتي من فهم نقاط الضعف أولًا".
وقد أتاحت له سنوات عمله كرئيس لشركة Trinity فرصةً للاطلاع على الصعوبات التي تواجهها مختلف الصناعات في إدارة المشاريع، ورأى ما ينجح وما لا ينجح.
وخلال هذه الفترة، كان أليسون أيضًا عضوًا في مجلس أستراليا لما وراء البحار، وتُدرّب هذه المنظمة غير الربحية التي ضمت القادة في آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط بهذا القطاع.
وتعلّم أليسون من خلال العمل مع هذه المنظمة إدارة المشاريع في مختلف البلدان والثقافات، وتطوير مهارات تُمكّنه من توسيع نطاق Buildxact عالميًا.
ومنحه الجمع بين الاستشارات الفنية وخبرته في مجالس إدارة المؤسسات غير الربحية منظورًا فريدًا، فقد فهم الجوانب التقنية للبرمجيات والجانب الإنساني لإدارة الفرق والمشاريع.
جون أليسون
نشأة Buildxact
وفي عام ٢٠١١، صادف أليسون ما يُطلق عليه رواد الأعمال "لحظة إلهام".
حينها كان يتحدث إلى مُنشئ منازل مُخصص، فأطلعه على كيفية إدارته للمشاريع، كانت العملية مُعقدة للغاية، حيث كان يستخدم جداول بيانات متعددة، ويقضي ساعات كل ليلة مُحاولًا فهم مسار كل مشروع.
وأوضح أليسون في مقابلة عام ٢٠١٩، "أدركتُ أننا لم نكن نُواجه مُجرد مُشكلة برمجية، بل كنا نُواجه أزمة إنتاجية".
وعلى عكس شركات البناء الكبرى، لم يكن لدى مُنشئي المنازل المُخصصة إمكانية الوصول إلى أدوات برمجية بسيطة.
لهذا السبب كانوا يُعانون بين العملاء المُتطلبين والموردين الذين كانوا يتوقعون تواصلًا أفضل.
وكان التوقيت مثاليًا لأليسون، فكانت الحوسبة السحابية في ازدياد، والهواتف الذكية تُستخدم من قِبل الجميع، لكن قطاع البناء لم يُواكب هذا التطور.
في ذلك الوقت، كان لايزال مُعظم المُنشئين يستخدمون أجهزة الفاكس للحصول على عروض الأسعار، ويحتفظون بملاحظات المشاريع في ملفات ورقية.
ورأى أليسون هذه الفجوة الهائلة، وقرر إيجاد حل، حيث أراد إنشاء برنامج مفيد وقوي بما يكفي للتعامل مع مشاريع البناء المعقدة، مع إبقاء كل شيء بسيطًا بما يكفي ليتمكن أي بنّاء من استخدامه، وهكذا وُلدت فكرة Builxact.
وانطلقت Buildxact بمهمة واضحة، مساعدة البنّائين على التواصل بشكل أفضل مع مورديهم وعملائهم.
وبدلاً من استخدام الأنظمة التقليدية، أصبح بإمكان البنّائين إدارة تقديرات التكاليف والجداول الزمنية والتواصل، كل ذلك من مكان واحد.
حيث مكّنهم النظام السحابي الذي اعتمدت عليه الشركة، من الوصول إلى مشاريعهم من مكاتبهم، أو موقع العمل، أو من منازلهم براحة تامة.
بناء إمبراطورية
وتحت قيادة أليسون، نمت شركة Buildxact من شركة أسترالية ناشئة صغيرة إلى شركة عالمية، لكن هذا النمو لم يكن سهلاً أو عفوياً؛ بل كان مُخططاً له ومدروساً بعناية، وكان نهج أليسون مختلفاً عن شركات التكنولوجيا الأخرى.
بدلاً من إضافة ميزات براقة للتطبيق الذي يدير البيانات تحت اشراف شركته، ركز أليسون أكثر على حل المشكلات.
على سبيل المثال، صُممت أداة التقدير، ضمن ادوات التطبيق الالكتروني لشركة Buildxact ، بناءً على كيفية تفكير شركات البناء في المشاريع، حيث يبدأون بفئات كبيرة، ثم يُقسّمونها إلى مهام محددة مثل المواد أو تكاليف العمالة.
وقال أليسون خلال مؤتمر تمويل: "لم نكن نريد رقمنة الطريقة القديمة في إدارة الأعمال، بل أردنا إعادة تصور شكل إدارة مشاريع البناء"، وقد وجه هذا التفكير كل قرار يتعلق بالبرنامج.
وقد نجحت استراتيجيته، وسرعان ما اكتسبت Buildxact شعبية بين شركات البناء الأسترالية من خلال التوصيات الشفهية.
وأخبر العملاء الراضون عن أداء الشركة أصدقاءهم، وزادت قاعدة المستخدمين، وكان البرنامج يحل مشاكل واقعية، ويخفف عن البنائين ضغوطهم، ويساعدهم على تحقيق المزيد من الأرباح.
ثم جاء التوسع نحو الأسواق العالمية، حيث واجهت الشركة في كندا والولايات المتحدة تحديات جديدة نظرًا لاختلاف قوانين البناء، وعمليات التصاريح، وممارسات العمل.
لكن المشاكل الأساسية كانت واحدة، والهدف نفسه من وجودها في هذه البلدان كان متكررا، ضعف التواصل، وسوء إدارة المشاريع، وضعف إدارة التكاليف.
وصرح أليسون خلال ندوة إلكترونية عام ٢٠٢٠، "لقد علمنا التوسع الدولي أن البناء عالمي ومحلي في آن واحد، كان من الضروري أن يكون برنامجنا مرنًا بما يكفي للتكيف مع الأسواق المختلفة مع الحفاظ على سهولة الاستخدام".
وفي النهاية، وبفضل التخطيط السليم، نجح التوسع الدولي. اكتسبت بيلكساكت حصة سوقية في أمريكا الشمالية في غضون بضع سنوات.
وساعد النمو السريع للشركة في اكتساب التقدير، حيث دخلت قائمة "أسرع ١٠٠" الصادرة عن مجلة "أستراليان فاينانشال ريفيو" عام ٢٠٢١، و تشمل هذه القائمة الشركات سريعة النمو في أستراليا.