ارتفاع حصيلة ضحايا فيضانات تكساس إلى 78 وفقدان فتيات من مخيم صيفي

وكالة أنباء حضرموت

وسط مشاهد مروعة لدمار خلفته الفيضانات، ارتفعت حصيلة القتلى في وسط ولاية تكساس إلى 78 شخصًا، في واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية التي شهدتها الولاية منذ سنوات.

وبينما تتسابق فرق الإنقاذ مع الزمن لانتشال الجثث والعثور على مفقودين، تتزايد المخاوف من عواصف رعدية جديدة تهدد بتفاقم المأساة.

ووفقاً لسلطات مقاطعة كير، التي تحملت العبء الأكبر من الكارثة، فقد لقي 68 شخصًا مصرعهم هناك وحدها، بينهم 28 طفلًا.

فيما أشار حاكم الولاية، غريغ أبوت، إلى تسجيل عشر وفيات إضافية في مقاطعات مجاورة، ليصل العدد الإجمالي إلى 78 ضحية حتى مساء الأحد.

أحد أكثر المشاهد مأساوية تمثلت في فقدان 11 فتاة ومرشد من مخيم “كامب ميستيك” للفتيات المسيحيات، بعد أن جرفتهم مياه نهر غوادالوبي الذي فاض بشكل مفاجئ نتيجة أمطار غزيرة اجتاحت المنطقة، بالتزامن مع عطلة عيد الاستقلال. وكان المخيم يضم في حينه نحو 700 فتاة.

وفي تصريح مؤثر، قال الحاكم أبوت، الذي تفقد المناطق المنكوبة: “ما مر به هؤلاء الأطفال مروع… لن نتوقف عن البحث حتى نعيد الجميع”.

فرق الإنقاذ لا تزال تواصل عمليات تمشيط مكثفة على امتداد النهر، باستخدام المروحيات والزوارق البرمائية، في محاولة للعثور على ناجين أو جثث قد تكون جرفتها المياه لمسافات بعيدة.

وأكد رئيس إدارة الطوارئ في تكساس، نيم كيد، أن الجهود مستمرة دون توقف، مضيفاً: “لن نغادر حتى نُغلق ملف كل مفقود”.

الهيئة الوطنية للأرصاد الجوية أطلقت تحذيرات عاجلة من استمرار خطر العواصف الرعدية، مشيرة إلى احتمال حدوث فيضانات مفاجئة جديدة، خصوصًا أن الأرض ما تزال مشبعة بالمياه، ما يزيد من خطورة الوضع.

وشهدت المنطقة، خلال ساعات قليلة يوم الجمعة، هطول كميات غير مسبوقة من الأمطار، مما أدى إلى تدفق سيول جارفة اجتثت السيارات من الطرقات، وهدمت منازل، وشرّدت مئات العائلات.

وتم العثور على جثث في مناطق بعيدة عن مركز الفيضانات، مما يعكس شدة القوة التي تدفقت بها المياه.

ويُرجع الخبراء تصاعد وتيرة هذه الظواهر إلى التغير المناخي، مؤكدين أن موجات الفيضانات، إلى جانب الجفاف والحر، أصبحت أكثر تطرفًا بسبب النشاط البشري.

وفي خطوة تهدف إلى تسريع الدعم الفيدرالي، وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من نادي الغولف الذي يتواجد فيه في ولاية نيوجيرزي، إعلان “كارثة كبرى” لتكساس، ما يتيح تدفق المساعدات والموارد بشكل عاجل للولاية.

كارثة تكساس لا تزال فصولها مفتوحة، بين البحث عن مفقودين، والتحذيرات من موجة جديدة، والقلق الذي يخيم على عائلات تنتظر أنباءً عن أحبّائها، فيما تستمر الولاية في اختبار قاسٍ لقوة صمودها وقدرة أجهزتها على إدارة واحدة من أعنف الأزمات المناخية في تاريخها.