جبايات الباعة الجائلين.. «الحوثي» يصادر أرزاق فقراء اليمن
يشكو سامي راجح وهو بائع متجول للآيس كريم في أحد شوارع صنعاء من الجبايات المنهكة التي يفرضها الحوثيون والتي تعد مصادرة منهجية لأرزاق الفقراء.
يقول راجح لـ"العين الإخبارية"، إنه ونتيجة الجبايات التي يفرضها الحوثيون على الباعة الجائلين بالكاد يكسب 2000 ريال يمني (8.24 دولار)، طيلة 10 ساعات من العمل خلال النهار.
وتفرض مليشيات الحوثي جبايات على الباعة الجائلين تترواح من 200 ريال يمني (0.82 دولار) إلى 1000 ريال يمني (4.12 دولار) كإتاوات يومية ويشمل ذلك أيضا "البسطات" في الأسواق بصنعاء مثل سوق شميلة.
ويأتي فرض هذه الإتاوات تحت ذريعة "تنظيم الأسواق، أو تابعة لصندوق النظافة" أو غيرها من مسميات ابتكرها الحوثيون لنهب أرزاق الفقراء.
جبايات واحتكار الأماكن العامة
في الحدائق العامة والمتنزهات، منعت مليشيات الحوثي الباعة الجائلين أمثال باعة الآيس كريم على الدراجات الهوائية وفرضت عليهم جبايات تصل لـ3000 ألف ريال (12.36 دولار) كرسوم مقابل الدخول.
كما تفرض المليشيات على الباعة الجائلين في الحدائق والمتنزهات العامة، ضرورة استخراج تصريح مقابل 35 ألف ريال يمني لمدة 10 أيام في جبايات ممنهجة يفرضها الحوثيون تحت يافطة "رسوم صندوق النظافة".
الحوثي يكرس «دولة الجبايات» في اليمن.. طرقات تُفتح لنهب المواطنين
وترتفع هذه الجبايات خلال المناسبات والأعياد التي تخرج فيها الناس وأطفالهم للأماكن العامة، إذ تفرض المليشيات جبايات تصل لأكثر من 40 ألف ريال يمني (164.83 دولار).
وأقرت مليشيات الحوثي على لسان مدير صندوق النظافة محمد شرف في تصريحات إعلامية أنها استحدثت لائحة لنهب الأموال منها جبايات تصل لـ200 ريال يمني (0.82 دولار) مقابل مواقف السيارات فقط.
وأوضح أن المليشيات جمعت نحو 6 ملاين ريال (24724.53 دولار) يمني كرسوم من الباعة الجائلين فقط بموجب اللائحة المستحدثة وذلك خلال ثلاثة أيام من عيد الأضحى، خلافا عن ملايين الريالات (آلاف الدولارات) كجبايات على أصحاب المتاجر في الأماكن العامة التي يحتكرها الحوثيون.
ووصلت جبايات مليشيات الحوثي حد فرض إتاوات على دخول دورات المياه في الأماكن العامة كحديقة السبعين بصنعاء والذي يزورها خلال الأعياد أكثر من 100 ألف شخص، وتصل هذه الجبايات لـ100 ريال يمني (0.41 دولار) ونحو 500 ريال (2.06 دولار) للمواقف في محطات المركبات.
قمع واسع
ومؤخراً، شنت مليشيا الحوثي في العاصمة المختطَفة صنعاء حملة قمعية واسعة طالت الأسواق والمتاجر وعربات الباعة المتجولين، بحُجة إزالة العشوائيات والمخالفات، ما أثار موجة استياء واسعة في أوساط المواطنين، وسط تزايد الشكاوى من فرض إتاوات تعسفية طالت مصادر رزق الفقراء.
كهرباء اليمن.. توجيهات حكومية للارتقاء بمستوى الخدمة
وأكدت مصادر محلية، أن العشرات من عناصر المليشيا الحوثية نفذوا حملات اقتحام لأسواق ومرافق عامة في عدة أحياء بصنعاء، مستخدمين 17 آلية عسكرية وعشرات الدوريات، تحت إشراف مباشر من قيادات حوثية بارزة.
ولم تقتصر الحملة على مصادرة الممتلكات وتخريب العربات التجارية، بل شملت اعتداءات جسدية وتهديدات مباشرة للتجار والباعة المتجولين لإجبارهم على دفع إتاوات شهرية مقابل السماح لهم بمزاولة أعمالهم، وفقا للمصادر.
وتأتي الحملة الحوثية في ظل ظروف معيشية خانقة يعانيها السكان في مناطق سيطرة مليشيات الحوثي، حيث تفاقمت معدلات البطالة، وانقطعت الرواتب، وتراجعت القدرة الشرائية، في وقت تواصل فيه المليشيات فرض المزيد من الجبايات لتمويل أنشطتها العسكرية وإثراء قياداتها.