لبنان يتمسك ببقاء اليونيفيل في الجنوب دون وضع حد لما تواجهه من استفزازات

وكالة أنباء حضرموت

أبدى أركان العهد في لبنان تمسكا باستمرار عمل القوة المؤقتة للأمم المتحدة (اليونيفيل) في جنوب لبنان، في الوقت الذي أبدت فيه القوة استياءها حيال ما تتعرض له من استفزازات متكررة من قبل أنصار حزب الله، وهو ما يعيق عملها، فيما لا تحرك السلطة ساكنا.

وشكلت الاستهدافات المتكررة لقوة اليونيفيل إحراجا كبيرا للسلطة السياسية في لبنان، حيث أن ما يجري يضرب مصداقيتها أمام المجتمع الدولي، ويصب في صالح المواقف التي تدعو إلى إنهاء عمل القوة.

وأكد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، الأربعاء، خلال استقباله وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام جان بيير لاكروا، تمسك لبنان بالشرعية الدولية من خلال استمرار قوة اليونيفيل في عملها جنوبي البلاد.

واستقبل بري في مقر رئاسة مجلس النواب بعين التينة جان بيير لاكروا والوفد المرافق، بحضور قائد قوة اليونيفيل العاملة في جنوب لبنان اللواء آرولدو لاثارو، ومستشار رئيس المجلس النيابي علي حمدان “حيث تناول اللقاء تطورات الأوضاع العامة في لبنان ومهام قوات اليونيفيل والتمديد لها لولاية جديدة.”

واشنطن وتل أبيب تؤكدان أن القوة لا تؤدي الغرض المطلوب منها في وضع حد لتجاوزات حزب الله في المنطقة

وأكد بري على “أهمية دور اليونيفيل في مستقبل لبنان وأمنه واستقراره واستقرار المنطقة، ودور هذه القوات في رعاية اتفاق الإطار المتصل بالحدود البحرية كما اتفاق وقف النار الأخير الذي تواصل إسرائيل خرقه يوميا وتستمر باحتلالها لأجزاء من الأراضي اللبنانية في الجنوب.”

وشدد على أن “لبنان متمسك بأن يبادر المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى التمديد لهذه القوات لولاية جديدة.”

وكان رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون، أبلغ في وقت سابق الأربعاء مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لإدارة عمليات السلام تمسك لبنان ببقاء قوة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان. وأكد لاكروا أن اليونيفيل مستمرة في أداء مهامها رغم الظروف الصعبة.

وواجهت اليونيفيل خلال الفترة الأخيرة عراقيل عديدة خلال أداء مهامها الرقابية والتفتيشية في جنوب لبنان، لاسيما من قبل أنصار حزب الله الذين عمدوا إلى اعتراض العديد من دوريات القوة المؤقتة، بداعي أنها تتحرك بشكل انفرادي ودون مشاركة أو تنسيق مع الجيش.

وتقول القوة إنها ليست مضطرة للإعلام عن تحركاتها مسبقا وإن ما تقوم به في صلب صلاحياتها التي نص عليها القرار الأممي رقم 1701.

وخلال لقائه بعدد عددًا من الصحافيين من قضاءي حاصبيا ومرجعيون في قاعدة “ميغال دي سيرفانتس” في بلدة إبل السقي، قال قائد القطاع الشرقي الجديد في اليونيفيل، الجنرال الإسباني ريكاردو إستيبان كابريجوس، إنهم ملتزمون بالوقوف إلى جانب الجيش اللبناني في مهمته لحفظ الأمن والاستقرار في الجنوب.

وتطرق كابريجوس إلى الإشكالات التي تواجهها دوريات اليونيفيل عند دخول بعض القرى من دون مرافقة الجيش، موضحًا أن القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن الدولي يضمن حرية تنقل القوات الدولية حتى من دون مرافقة الجيش. وأضاف أن الجيش اللبناني يكون دائمًا على علم مسبق بحركة الدوريات، وغالبًا ما تكون التحركات مشتركة.

ووجه الجنرال دعوة إلى الأهالي لتفهّم طبيعة عمل اليونيفيل، مشددًا على أن وجودها يشكل عنصرًا أساسيًا في دعم الاستقرار وتنفيذ قرار مجلس الأمن. وأشار إلى سلسلة لقاءات أجراها مع السلطات اللبنانية، مؤكدًا أن البلاد تمر بفترة حساسة، لكن الجيش اللبناني يحقق تقدمًا في تطوير قدراته العملياتية.

اليونيفيل تواجه عراقيل عديدة خلال أداء مهامها الرقابية والتفتيشية في جنوب لبنان لاسيما من قبل أنصار حزب الله

وحول احتمال عدم التجديد لليونيفيل عبّر كابريجوس عن ثقته بأن التجديد سيحصل بشروط أفضل ممّا هي عليه الآن.

وأنشئت اليونيفيل بموجب قراري مجلس الأمن 425 و426 الصادرين في 19 مارس 1978 وذلك لتأكيد الانسحاب الإسرائيلي من لبنان، واستعادة السلام والأمن الدوليين، ولمساعدة الحكومة اللبنانية على استعادة سلطتها الفعلية في المنطقة.

وعقب حرب تموز 2006، قام مجلس الأمن، وبموجب القرار 1701، بتعزيز اليونيفيل وأناط بها مهام إضافية من خلال العمل بتنسيق وثيق مع القوات المسلحة اللبنانية في جنوب لبنان.

ويتم تمديد مهام اليونيفيل سنويا في مجلس الأمن الدولي، وتطالب الولايات المتحدة وإسرائيل بتوسيع مهامها خلال جلسة التجديد المقبلة المقررة في أغسطس، أو حلها، وترى واشنطن وتل أبيب أن القوة لا تؤدي الغرض المطلوب منها في وضع حد لتجاوزات حزب الله في المنطقة.