الجمعية الوطنية.. ودعت د. سريع صاحب القلب الرحيم

ببالغ الحزن والأسى تلقيت نبأ وفاة الاكاديمي والاداري الوالد د. سالم ناصر طالب سريع عضو الجمعية الوطنية ونائب مدير عام الوحدة التنفيذيه لشؤون النازحين بالعاصمة عدن.
والدكتور سريع رحمه الله كان استاذا بجامعة شبوة...
الرحمة ليست كلمات تقال ... بل افعال تمارس... فالرحمة هي جسر التواصل بين البشر ... وكم من اناس ماتوا وهم على قيد الحياه لأن الرحمة انتزعت من قلوبهم...
كان أول لقاء جمعني بد. سالم سريع بالجمعيه الوطنية قبل عام وحينها دار بيننا نقاشا محوريا حول جملة من القضايا استمع اليها باهتمام استفدنا من بعضنا البعض....ومن خلال حديثي معه لاحظت طيبة الرجل صاحب القلب الرحيم والمصداقية...
احد الايام ذهبت لمقابلة فادي باعوم بالخارجية ولكن للاسف يومها اخبرني الحارس انه غير موجود وانه ذهب للجمعية الوطنية...
وبالقرب من الجمعية الوطنية التقيت بد. سالم سريع واردت الدخول للجمعية الوطنية للتأكد هل الد. فادي باعوم متواجدا فيها أو لا...
في البدء لم يسمح لنا بدخول الجمعية من قبل الحراسة لأنه لا يوجد موعد لدخول الجمعية الوطنية مع اني حظيت برعاية الرئيس السابق للجمعية اللواء بن بريك والرئيس الحالي د.علي الكثيري في المرات القليلة التي راجعت فيها الجمعية لكن الحراسة قالت ان هذه هي الأوامر ...
ومع ذلك لم يقصر وبالفعل دخلنا وتأكدنا بعدم وجوده ... وتبين لنا أن عسكري الخارجية لم يكن صادقا وعمل على تضليلي....
بعد ذلك أخذني الد. سالم بسيارته الى الخارجية ولكن للاسف كان الوقت قد تأخر وعلمنا ان د. فادي باعوم قد غادر الخارجية قبل وصولنا بقليل...
وقبل مغادرتي كان الد. سالم سريع يصر عليه ان اذهب معه لتناول الغداء ببيته ولكنني اعتذرت بطول الطريق ...
وبعد عودتي الى البيت اخبرت فادي باعوم بما حصل وأنني منعت من مقابلته وتم تضليلي من الحراسه وفي هذا الموقف قال ليس لأحد الحق بمنعك ونحن فتحنا مكاتبنا لاستقبال الناس وليس لطردهم...
كلمات د.سريع الرنانه ذات الصدى مازالت بأذني وهو يقول لي يا ابني لي الفخر ان اقف معك...وسأكون عونا لك كل ما احتجتني ولا تتردد بالتواصل معي فانتم تستحقوا كل خير ... انتم ابناؤنا وانتم جيل المستقبل وانتم معدلاتكم الجامعية ومستواكم يغني عن التعريف بكم ومن حقكم علينا ان نكون عونا لكم ...
يا ابني لا تيأس من الحياه سيأتي زمان أحسن من هذا الزمان ونعول عليكم فأنتم أساس المستقبل وأنتم صناع الحياه بكم ترتقى المجتمعات...
يا ابني اي وقت اتواصل بي اذا جئت الى عدن وسأكون معك...
وظل على تواصل بي ومن مدة قال لي نحاول نرتب موعد للقاء الرئيس عيدروس ولكن برنامجه مزحوم ...
أنا لست ناسيكم وانتم على بالي... هذه آخر الكلمات التي خطتها لي يده فشعرت عندما علمت برحيله انها كانت تكتب بحبر من ذهب لصدقه ومواقفه الجادة ونبل أخلاقه لقد كان خبر وفاته صادما لي فقد شعرت أنني فقدت ابا حنونا ومعلما فاضلا وسندا بعد الله يشد على يدي ويقوي عزيمتي بنصائحه ومواقفه المخلصة والصادقة التي كان يبتغي بها وجه الله...
مساء الثلاثاء تفاجأت بخبر موته وانه رحل الجمعة من دنيا البشر الفانية الى لقاء الملك الكريم ذهب العبد الرحيم الى الرب الرحيم سريعا تاركا الذكرى الطيبة...
حزنت يااستاذي كثيرا عليك وحزن كل محبيك ولكنه أمر الله
عندما علمت ان موتك كان بيوم الجمعه تذكرت قول النبي صلى الله عليه وسلم من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما مِنْ مسلِمٍ يموتُ يومَ الجمعةِ أوْ ليلَةَ الجمعةِ إلَّا وقَاهُ اللهُ تعالى فتنةَ القبرِ).
فهنئيا لك الخير الذي قدمت لكل من صادفت لتلقى به ربك فقد أخرج الطبراني في كتابه المعجم الأوسط؛ عن أم المؤمنين أم سلمة -رضي الله عنها-، أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (صَنَائِعُ الْمَعْرُوفِ تَقِي مَصَارِعَ السَّوْءِ، وَالصَّدَقَةُ خَفِيًّا تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ، وَصِلَةُ الرَّحِمِ زِيَادَةٌ فِي الْعُمُرِ، وَكُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ، وَأَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِي الدُّنْيَا أَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِي الْآخِرَةِ، وَأَهْلُ الْمُنْكَرِ فِي الدُّنْيَا أَهْلُ الْمُنْكَرِ فِي الْآخِرَةِ، وَأَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ أَهْلُ الْمَعْرُوفِ)فصنائع المعروف تقي موته السوء
رحمك الله يا دكتورنا العزيز رحمة واسعة ولن انساك ... وأسال الله ان يتغمدك بواسع رحمته وان يبعثك مع الصديقين وحسن أولئك رفيقا... ويلهم أهلك وذويك وكل محبيك الصبر والسلوان
وإنا لله وإنا اليه راجعون