أكبر أحزاب المعارضة في جنوب أفريقيا يدعم سيادة المغرب على الصحراء

وكالة أنباء حضرموت

خرج حزب “رمح الأمة” عن الخط الذي تنتهجه حكومة جنوب أفريقيا والداعم للطرح الانفصالي في الصحراء المغربية، حيث أعلن الحزب الذي يترأسه الرئيس السابق جاكوب زوما عن دعمه الصريح لمبادرة الحكم الذاتي التي يقترحها المغرب كحل نهائي للنزاع المفتعل حول الصحراء، باعتباره بديلا واقعيا ووسيلة لإنهاء عدم الاستقرار في هذه المنطقة.

وإضافة إلى المعطيات القانونية والتاريخية التي تؤكد سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية أكد “رمح الأمة” أن الصحراء كانت جزءًا من المغرب قبل الاستعمار الإسباني، داعيا إلى “خارطة طريق مشتركة لتقوية العلاقات بين المغرب وجنوب أفريقيا، تقوم على التعاون الدبلوماسي، من خلال إنشاء مجال للحوار الثنائي للدفاع عن المواقف المشتركة في الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي.”

وحول رؤيته لمستقبل العلاقات مع المغرب بعنوان “شراكة إستراتيجية من أجل الوحدة الأفريقية والتحرر الاقتصادي والسلامة الترابية،” أعلن الحزب الذي يقود المعارضة في برلمان جنوب أفريقيا موقفا مخالفا تماما لموقف جوهانسبورغ الرسمي حاليا، مشددا على أنه من منطلق التزامه بمبادئ تقرير المصير والسيادة وسلامة الأراضي “يعرب عن دعمه لموقف المغرب في قضية الصحراء، استنادًا إلى الشرعية التاريخية، فالصحراء كانت جزءًا من المغرب قبل الاستعمار الإسباني، حيث سعى المغرب لاستعادة أرضه في إطار سياسته الثابتة للحفاظ على سلامته الترابية.”

وأكد رشيد لزرق، أستاذ العلوم السياسية، أن “اعتراف الحزب المعارض بالحكم الذاتي في الصحراء، يؤشر على تنامي تحول موقف النخبة السياسية بجنوب أفريقيا حول قضية الصحراء المغربية، لأن حزب زوما أصبح ثالث أكبر قوة سياسية داخل البرلمان، ما يعكس تصدعا في الإجماع السياسي الجنوب أفريقي التقليدي الذي يقوده حزب المؤتمر الأفريقي الحاكم الداعم لجبهة بوليساريو.”

وأوضح لـ”العرب” أن “التحول في خريطة الاصطفافات الجيوسياسية بعدد من الدول في الغرب وأفريقيا، وبشكل خاص الاعتراف البريطاني بخطة الحكم الذاتي المغربية في يونيو الجاري، دفع إلى تبني هذا الحزب موقفا براغماتيا يأخذ في الاعتبار المصالح الاقتصادية والجيوسياسية المتغيرة، خاصة في ظل تنامي الاعترافات الدولية بالمقترح المغربي، وهو ما يشكل ضغطا إضافيا على حكومة بريتوريا لتغيير السياسة الخارجية الجنوب أفريقية تجاه هذا الملف.”

ويأتي هذا الموقف في وقت يتسارع فيه التأييد الدولي للمبادرة المغربية، والتي أصبح ينظر إليها عالميًا حلا واقعيا وموضوعيا لتسوية هذا النزاع المفتعل، في وقت لازالت السياسة الخارجية لجنوب أفريقيا تعيد الخطاب السياسي الذي يدعو الأمم المتحدة إلى “اتخاذ إجراءات مستعجلة تضمن تنظيم استفتاء في الصحراء،” رغم أن القرارات الأممية ذات الصلة تجاوزته، وهو موقف يتم تفسيره بتخوف حكومة جنوب أفريقيا من النفوذ المتصاعد للمغرب في أفريقيا، ونجاحه في منافستها في مجالات كانت مجالا حيويا لنفوذ الحزب الحاكم في بريتوريا.

وكان جاكوب زوما رئيس حزب “رمح الأمة” قد التقى العاهل المغربي الملك محمد السادس على هامش قمة الاتحاد الأفريقي – الاتحاد الأوروبي خلال نوفمبر 2017 في أبيدجان، حيث قال زوما في تصريحات للصحافة إن “المغرب دولة أفريقية ونحتاج إلى إقامة علاقات معهم، لم تكن لدينا أبدا مشاكل معهم. هم الذين قطعوا العلاقات الدبلوماسية في عام 2004،” ردا على اعتراف بريتوريا بـ”الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية”.

واستحضر الحزب دعما لموقفه حدث المسيرة الخضراء التي نظمت عام 1975، مؤكدا أنها كانت “عملًا سلميًا قويًا للتحرر، شارك فيها أكثر من 350 ألف مغربي غير مسلح لاستعادة أراضيهم، وقد حظيت بدعم دبلوماسي أفريقي،” لافتا إلى أن “مقترح الحكم الذاتي ضمن سيادة المملكة، يوازِن بين الاستقرار والتنمية ويقدم مخرجًا واقعيًا للنزاع.”

اقرأ أيضا: نواكشوط تضيّق الخناق على بوليساريو بمنع التواجد في منطقة البريكة
وأكدت الوثيقة الصادرة عن الحزب الجنوب أفريقي، في النقطة السادسة التي خصصت بالكامل للتعبير عن موقفه المبدئي من قضية الصحراء المغربية، أنه “بناءً عليه، يدعو الحزب المجتمع الدولي للنظر في اقتراح المغرب كحل فعّال لضمان السلام والازدهار لشعب الصحراء المغربية، ضمن إطار الوحدة الترابية المغربية.”

وعلى مستوى العلاقات الثنائية اقترح الحزب “خارطة طريق مشتركة لتقوية العلاقات بين المغرب وجنوب أفريقيا، تقوم على التعاون الدبلوماسي، من خلال إنشاء مجال للحوار الثنائي للدفاع عن المواقف المشتركة في الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، والتنمية الاقتصادية عبر دعم المشاريع المشتركة في البنية التحتية والصناعة والطاقة والزراعة والسياحة والتحول الرقمي وتوقيع اتفاقية تجارة حرة.”

وركز الحزب على عمل البلدين على تحقيق السلام والأمن، عبر “التنسيق في قضايا الاستقرار الإقليمي ومكافحة الإرهاب ومنع النزاعات، والتعليم والبحث من خلال إطلاق مراكز تفكير وبرامج تبادل أكاديمي لتمكين الشباب، ثم الدبلوماسية الثقافية، عبر تنظيم مهرجانات تراثية أفريقية مشتركة، وتبادل المناهج التاريخية، ومبادرات لغوية.”

كما اعترف الحزب بدور المغرب المحوري في دعم جنوب أفريقيا خلال كفاحها من أجل التحرر، حيث كان أول دولة تقدم دعمًا ماليًا وعسكريًا عام 1962، مشددا على مبدأ الالتزام بالسيادة، وأضاف “تتماشى جهود المغرب لاستعادة سلامته الترابية الكاملة مع التزام حزب رمح الأمة بالحفاظ على سيادة ووحدة الدول الأفريقية، وهذا يتردد صداه أكثر من أي وقت مضى في جنوب أفريقيا، في ظل محاولات المساس بوحدة أراضيها، وعليه، يبقى الحزب ثابتًا في الدفاع عن السلامة الترابية لجنوب أفريقيا كمبدأ مقدس في سياسته الخارجية.”