جدال أردني - عراقي يعكس تحول برامج رياضية إلى مساحة للتعصب والإساءة
تصدر اسم المحلل الرياضي الأردني محمد أبوداوود مواقع التواصل الاجتماعي في الأردن بعد مغادرته البث على الهواء مباشرة خلال لقاء مع مقدم البرامج العراقي علي نوري، الذي طالما وُجِّهت إليه اتهامات بالإساءة للأردن وشعبه، وأعاد الجدل إلى مسألة الإثارة التي يتعمدها البعض من الإعلاميين الرياضيين لجذب المشاهدات مستغلين التعصب الرياضي لدى جمهور كرة القدم.
واعتبر ناشطون على الشبكات الاجتماعية أن أبوداوود قلب الطاولة على الإعلامي العراقي علي نوري في برنامج “ليالي آسيا” على قناة “أي نيوز” العراقية، رغم أنه كانت هناك حملة مؤخرا على الشبكات الاجتماعية في الأردن تحذّر من الظهور في أي برنامج يقدّمه علي نوري، وتتوعد بالمقاطعة لأي محلل يتجاهل هذه الدعوات.
وقال أبوداوود إنه شارك دون أن يعلم بإساءات نوري، ليتعرض إلى انتقادات عبر منصات التواصل، وتعالت الأصوات المطالبة بانسحابه فورًا، وقال ناشط:
FAlmasee2@
اللاعب العراقي السابق #علي_مجبل يستفز اللاعب الأردني السابق #محمد_أبوداوود: الشعب الأردني ممتعض منك!
أبوداوود “ينفجر”: ما يحصل هو بيني وبين جمهوري لا تتدخل أنت…
سؤال للكابتن محمد أبوداوود: لماذا اخترت أن تكون في هذا الموقف؟ الجماهير والرياضيون الأردنيون قاطعوا البرنامج نتيجة تجاوزات الإعلامي #علي_نوري بحق الجماهير الأردنية، بالإضافة إلى التشكيك المستمر من خلال ما ينشره على وسائل التواصل الاجتماعي.
بالنهاية أنت من اخترت أن تكون بهذا الموقف.
وكتب آخر:
ns_su9@
الحارس الدولي السابق محمد أبوداوود يظهر مع الإعلامي علي نوري الذي سبق أن أساء للجماهير الأردنية.
للتذكير الشارع الرياضي مقاطع لأي شخص يظهر مع نوري.
وفي الحلقة الثانية من البرنامج طالب أبوداوود علي نوري بالاعتذار علنًا للجمهور الأردني، لكن الأخير رفض. وهنا جاء الرد من أبوداوود “أنا أمثل الأردن وشعبه.. ولن أقبل بأي إساءة” ثم انسحب من الأستوديو، على الهواء مباشرة، في موقف أثار موجة جدل وانقساا وردود فعل مشتعلة على مواقع التواصل بين الجمهور الرياضي العراقي ونظيره الأردني، فهناك من أبدى إعجابًا واسعًا بانسحاب أبوداوود وهناك من اعتبره تعاليا غير مقبول، وجاء في تعليق:
FAlmasee2@
الكلمات التي قالها أبوداوود والطريقة التي روى بها القصة كشفتا الحقيقة وأوضحتا موقفه بشكل جلي، كما فضحتا حقيقة المدعو #علي_نوري.
#محمد_أبو_داوود أظهر شجاعة كبيرة عندما قام بتصحيح موقفه مباشرة على الهواء… في المجمل، أبوداوود لاعب كبير وما فعله يعكس موقفًا شجاعًا ورجوليًا. الرجل استوعب الخطأ الذي ارتكبه بمشاركته في هذا البرنامج وأصلح موقفه بشجاعة تستحق الثناء.
اليوم نعبر لك عن كامل احترامنا وتقديرنا لموقفك، ولن نتخلى عنك أبدًا، فاستمر.
واعتبر آخر أن موقف الرياضي الأردني مشرف:
b_aldayyat@
الكابتن النشمي محمد أبوداوود ينسحب من برنامج #نوري بعد أن رفض الاعتذار للشعب الأردني العظيم.
موقف رجل ابن رجل والله أبوداوود.
وأججت الحادثة التعصب الرياضي بين جمهور البلدين الذي اعتبر أن الإساءة جاءت من الطرفين وأن الضيف لم يحترم مضيفه “الكريم” الذي أشاد به:
GhrahamA52481@
انسحاب أبوداوود من برنامج علي نوري كان تصرفًا مفاجئًا، خصوصًا وأن الاستقبال الذي حظي به من قبل علي نوري كان في غاية الكرم والاحترام. فقد رحّب به في أكثر من منشور، بل وصفه بـ”رجل بألف رجل” ونعته بـ”الباشا”، وهذا وحده كفيل بأن يُقدّر ويُحترم.
لكن للأسف، الضيف قابل هذا الكرم بالعجرفة، ورضخ لضغوط جمهور بلده، دون أن يسأل نفسه: ماذا قال جمهورهم عن العراق والعراقيين؟ وهل كانت منشوراتهم بريئة حتى يغضب من منشور ساخر مثل “منّا آدم وحواء، ومنكم قوم لوط؟!” لكل فعل رد فعل.
وأحسنت يا علي نوري لأنك لم تعتذر، فأنت لم تخطئ، وما فعلته كان ضمن حدود الرد الطبيعي.
وتشكل الحادثة مثالا على الضجة التي تتعمد البرامج الرياضية إثارتها في سبيل جذب المشاهدات باستغلال التعصب الرياضي ومشاعر الغضب لدى الجمهور، والتي تعتبر وقودا يشعل به البعض من مقدمي البرامج الرياضية الجدل لتصدر ترند.
وتستغل الكثير من البرامج الرياضية تصاعد التوترات الطائفية التي ظهرت في لحظات الانفعال الجماهيري كما حدث في مباراة فلسطين والعراق التي أقيمت في عمان في مارس الماضي، ضمن تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026، على ملعب عمّان الدولي، والتي باتت الشغل الشاغل للمتصيدين على مواقع التواصل الاجتماعي والمحللين الرياضيين في وسائل الإعلام.
وقدم الاتحاد العراقي لكرة القدم شكوى بعد مباراته مع المنتخب الفلسطيني، وأرجع السبب، في بيان، إلى “هتافات بألفاظ عدائية وعنصرية وسياسية بذيئة، أدت إلى خلق بيئة عدائية داخل أرضِ الملعب، وأثرت سلبا على روح اللعب النظيف، والاحترام المتبادل بين اللاعبين والجُمهور.”
مشاعر الغضب لدى الجمهور باتت وقودا يشعل به البعض من مقدمي البرامج الرياضية الجدل لتصدر ترند وجذب المشاهدات
واتهم الاتحاد العراقي مسؤولي الملعب بفتح أبواب الدخول إلى المباراة أمام الجماهير الأخرى بعد انطلاق المباراة بدقائق، لتصدر بعدها الهتافات السياسية والعنصرية، إضافة إلى ما قال إنه تهديدات تعرّض لها منتخب العراق ومشجعوه من قبل الجمهور الحاضر.
وعلى إثر ذلك أكد الأردن أن مقطع الفيديو الذي تضمن هتافات مسيئة للعراق خلال مباراته مع فلسطين على أرض المملكة “مفبرك وكاذب”، مشددا على أن العلاقات التاريخية بين البلدين أقوى من الفتن.
وحذر وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي من هذا الفيديو الذي اعتبره مفبركا، وتطرق مع نظيره العراقي فؤاد حسين إلى “المحاولات البائسة والمضلّلة من قِبَل بعض الأشخاص أو الجهات للإساءة لعلاقات الأردن والعراق الأخوية، وبثّ الكراهية بين الشعبين الشقيقين من خلال إنتاج وترويج فيديوهات مفبركة حول مباراة العراق وفلسطين في عمّان بتاريخ 25 مارس.”
وأكد الصفدي أن “التحقيقات والمتابعات الفنية للفيديو المنشور أثبتت بشكل قاطع لا يقبل الشك أنه فيديو مفبرك وكاذب، وأن التحقيقات مستمرة لمعرفة من كان وراء بث هذه الأكاذيب والإساءات واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقهم.”