«أقوى» جيش تقليدي في أوروبا.. حلم ألماني تغذيه المخاوف
استعدادات محمومة في ألمانيا لإعادة تسليح الجيش، تغذيها المخاوف من هجوم روسي محتمل على أراضي دول الناتو، متجاوزة عقودا من «التقشف الدفاعي».
فوسط مخاوف من أن الكرملين قد يختبر تماسك الناتو بدءاً من 2029، وضعت ألمانيا جدولا زمنيا ليصبح جيشها ذو قدرة قتالية حقيقية، يمتد لثلاث سنوات فقط.
فهل تستطيع ألمانيا؟
تقول المسؤولة عن المشتريات العسكرية الألمانية السبت إنه أمام الجيش الألماني ثلاث سنوات للحصول على المعدات اللازمة للدفاع عن البلاد من هجوم روسي محتمل على أراضي دول الناتو.
وقالت رئيسة المكتب الاتحادي للمشتريات العسكرية أنيت لينيغك إمدن في حديث لصحيفة «تاغشبيغل» في برلين: «يجب الحصول على كل ما هو ضروري لنكون على أتم الجهوزية للدفاع عن البلاد بحلول عام 2028».
وقال المفتش العام للجيش الألماني كارستن بروير مؤخرا إن روسيا قد تكون قادرة اعتبارا من عام 2029، على «شن هجوم واسع على أراضي دول الناتو».
مخاوف قالت عنها لينيغك إنه على الجيش الحصول على جميع المعدات اللازمة قبل عام لأنه «لا يزال يتعين على الجنود التدرب على استخدامها».
وأعربت عن ثقتها في تحقيق ذلك بفضل تيسير معاملات شراء المعدات العسكرية والمبلغ المقدر بمئات المليارات من اليورو الذي خصصته حكومة فريدريش ميرتس الجديدة للإنفاق الدفاعي.
وأضافت أن مكتبها سيرفع مشاريع شراء المعدات العسكرية إلى مجلس النواب، بحلول نهاية العام على أن تعطى «الأولوية للمعدات الثقيلة مثل دبابات سكاي رينجر المضادة للطائرات أو النموذج الذي سيستبدل مركبة النقل المدرعة Fuchs
كما أبرمت عقودًا لإنتاج دبابات قتالية إضافية من طراز ليوبارد 2.
أولوية ألمانية
وجعل فريدريش ميرتس إعادة تسليح الجيش الألماني الذي عانى من نقص في التمويل لفترة طويلة، أولوية لائتلافه الحكومي مع الحزب الديمقراطي الاشتراكي، ليصبح «أقوى جيش تقليدي في أوروبا».
وألمانيا التي كانت مسالمة إلى حد كبير بعد فظائع النازية، أهملت لفترة طويلة قطاع الدفاع لديها واعتمدت على القوة الأمريكية داخل حلف شمال الأطلسي التي أصبحت الآن غير مؤكدة في ظل إدارة ترامب.
وبدأت عملية إعادة التسلح في عهد حكومة أولاف شولتز السابقة بعد اندلاع الحرب الروسية على أوكرانيا نهاية فبراير/شباط 2022، لكن الواقع الجيوسياسي الجديد يرغم البلاد على تسريعها. وعلى الجيش الألماني التعامل مع النقص الخطير في عديده.
وأعلن وزير الدفاع بوريس بيستوريوس الخميس أن الجيش الألماني بحاجة لما بين 50 إلى 60 ألف جندي جديد في السنوات المقبلة للاستجابة للزيادة في قدرات الدفاع التي يطلبها الحلف الأطلسي.
وعام 2024، كان عديد الجيش يزيد عن 180 ألف جندي مع هدف تخطي 203 آلاف بحلول عام 2031.