غزة تنزف جغرافيا.. 18% فقط خارج «جحيم الإخلاء»

وكالة أنباء حضرموت

مع كل إنذار إخلاء إسرائيلي تضيق الأرض على سكان قطاع غزة بحيث لم يعد يتبقى لهم الآن سوى أقل من 18% من مساحة القطاع.

والمساحة الكلية لقطاع غزة هي 360 كيلومترا مربعا كان يعيش فيها جميع سكان القطاع البالغ عددهم أكثر من مليوني نسمة قبل الحرب.

لكن مع اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 فإن هذه المساحة تقلصت شيئا فشيئا ومعها ضاقت الأرض على السكان.

نازحون فلسطينيون يسيرون على طريق لتسلم مساعدات إنسانية من مؤسسة تدعمها أمريكا

غير أن هذا التقلص لا يتوقف، فكان آخره اليوم السبت حينما وجه الجيش الإسرائيلي إنذارا لسكان حي عبد الرحمن في شمال غرب مدينة غزة وفي حي النهضة في معسكر جباليا بشمال غزة بالإخلاء.

وطلب الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي عبر منصة "إكس" السكان بالإخلاء جنوبا بعد اعتبار المنطقة التي يعيشون فيها «منطقة قتال خطيرة».

أين يعيش سكان غزة؟
وبنظرة سريعة على الخرائط التي ينشرها أدرعي، بشكل يومي تقريبا، يمكن ملاحظة أن "مناطق القتال الخطيرة" تتوسع يوما بعد الآخر.

وتعني عبارة «منطقة قتال خطيرة» أنه لا يمكن للسكان العيش فيها وهو ما يضطرهم مع كل إنذار لمغادرة منازلهم وفي معظم الأحيان حتى دون حمل أي شيء من مقتنياتهم.

ولأن هناك نقصا حادا بالبنزين والسولار فإن السكان ينزحون، تحت وطأة الإنذارات، إما سيرا على الأقدام أو على عربات يجرها حمير.

نازحون فلسطينيون يسيرون على طريق لتسلم مساعدات إنسانية من مؤسسة تدعمها أمريكا

والإنذار الصادر يوم أمس يغلق منطقة كاملة بشكل طولي من حدود غزة مع إسرائيل إلى البحر ضمن ما يعرف بـ«ممر نتساريم» الذي هو في حقيقة الأمر حاجز يفصل شمال قطاع غزة عن باقي القطاع.

ويمكن من خلال الخارطة التي نشرها أدرعي ملاحظة أنه لم يتبق لسكان قطاع غزة سوى مساحة صغيرة في شمال القطاع غزة لم تطالها إنذارات الاخلال او ما تعرفه إسرائيل بـ«المنطقة العازلة».

والإنذار هو الثاني في غضون أقل من 24 ساعة وشمل بالأمس مناطق قريبة.

ولا يبدو الوضع أفضل حالا في الجنوب؛ إذ تظهر الخرائط، التي نشرها الجيش الإسرائيلي، أن جميع منطقة رفح وجنوب وشرق خان يونس تقع تحت قرارات الإنذار بالإخلاء.

وعلى ذلك، فإن تجمع الغالبية من سكان قطاع غزة بات يتركز الآن في أجزاء من خان يونس ودير البلح والنصيرات.

أرقام أممية
يقول مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في تقرير تلقته "العين الإخبارية": "نزح أكثر من 640,000 فلسطيني في غزة بين 18 مارس/آذار و3 يونيو/حزيران".

وأضاف: "تشرّد أكثر من 202,000 منهم منذ منتصف مايو/أيار، منهم 54% في المحافظتين الشماليتين". ويوم 18 مارس/آذار هو اليوم الذي انهار فيه اتفاق وقف إطلاق النار بعد انسحاب إسرائيل منه.

نازحون فلسطينيون يسيرون على طريق لتسلم مساعدات إنسانية من مؤسسة تدعمها أمريكا

وأشار إلى أنه "نظرًا لعدم وجود مكان آمن، لجأ الكثيرون إلى ملاجئ مؤقتة ومواقع نزوح مكتظة".

وقال: "حُصر الناس في مساحات تتقلص باستمرار، حيث أصبحت 82% من مساحة قطاع غزة الآن ضمن المناطق العسكرية الإسرائيلية أو تخضع لأوامر نزوح منذ 18 مارس/آذار". وبذلك فإنه لم يتبق للسكان سوى 18% من مساحة قطاع غزة.

نازحون فلسطينيون يسيرون على طريق لتسلم مساعدات إنسانية من مؤسسة تدعمها أمريكا

ومع تقلص المساحات الجغرافية تزداد أعداد الضحايا. فقد أشارت مصادر طبية فلسطينية، إلى أن 56 مواطنا قتلوا منذ فجر اليوم، إثر عمليات قصف إسرائيلية على عدة مناطق في غزة.

وبذلك فقد ارتفعت حصيلة القتلى في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 54,772، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، والإصابات إلى 125,834.