استراتيجية «الإغراق».. تحذيرات من نشاط روسي وإيراني داخل بريطانيا

وكالة أنباء حضرموت

حذّر جوناثان هول، مستشار الأمن القومي البريطاني، من مستوى "متقدم" من التهديدات تشكله روسيا وإيران على أراضي بلاده.

وأكد هول في تصريحات لصحيفة "نيويورك تايمز" أن "هاتين الدولتين تستخدمان مجرمين محليين لتنفيذ أعمال تجسس وعنف وترهيب، مستغلتين الانقسامات السياسية في الغرب لتجنيد عملاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي".

وأشار هول إلى أن القضاء البريطاني ينظر عدداً من القضايا الجنائية، منها الهجوم بقنابل حارقة استهدف شركة شحن معدات إلى أوكرانيا، ومخططات لإلحاق الأذى بصحفيين إيرانيين في بريطانيا، بالإضافة إلى شبكة تجسس روسية تعمل من بيت ضيافة على الساحل الشرقي لإنجلترا.

هذه الوقائع تعكس نشاطاً متزايداً لعمليات التجسس الأجنبية في بريطانيا، حيث تستغل روسيا وإيران الانقسامات في الغرب لتجنيد عملاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وأوضح هول أن استراتيجية هذه الدول تعتمد على الكثافة في التجنيد، حيث لا تهمها جودة العملاء بقدر الكم، مما يزيد من صعوبة مكافحتها. كما كشف عن استخدام روسيا وإيران الإنترنت لاستهداف الأشخاص الساخطين سياسياً في بريطانيا والولايات المتحدة، مستغلين خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي لتعزيز تأثيرهم وتجنيدهم.

وفي ظل هذه التهديدات، تواجه بريطانيا مخاطر أمنية متزايدة، تشمل محاولات اغتيال، وحوادث تجسس، وعمليات تخريب، بعضها مرتبط بمستويات عليا، كما في التحقيقات التي تربط حرائق بممتلكات رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بتورط روسي محتمل.

وقد أدت هذه التهديدات إلى سن قوانين جديدة تخص الأمن القومي في عام 2023 لتعزيز مكافحة التجسس والتخريب والتأثير الأجنبي، مستندة إلى أحداث سابقة مثل محاولة تسميم العميل الروسي السابق سيرغي سكريبال بغاز الأعصاب عام 2018.

تأتي هذه التحذيرات في وقت تستعد فيه بريطانيا لمواجهة ما تقول إنه "تهديدات عسكرية وأمنية متزايدة من روسيا"، التي لوحت بشن هجمات مباشرة على الأراضي البريطانية رداً على دعم لندن لأوكرانيا، مما دفع الحكومة إلى مراجعة شاملة لاستراتيجيتها الدفاعية.

وتشمل خطط الطوارئ الجديدة التي وضعتها الحكومة البريطانية، إنشاء مخابئ لحماية القيادات، وتعزيز الدفاعات ضد الهجمات الصاروخية والسيبرانية، مع التركيز على حماية البنية التحتية الحيوية مثل محطات الغاز والطاقة النووية.