"رؤوس حربية".. ما أهمية التهديدات الحوثية الجديدة ضد إسرائيل؟

وكالة أنباء حضرموت

أبرزت وسائل إعلام تابعة للحوثيين في اليمن تصريحات، السبت، نُسبت إلى مصدر في وزارة الدفاع التابعة للميليشيا، حذّر من خلالها "المستثمرين والشركات الأجنبية العاملة في  سرعة المغادرة، كون البيئة لن تكون آمنة بعد الآن، ومن الأفضل المسارعة في القيام بذلك طالما وأن الفرصة مازالت مواتية".

المصدر الذي لم تسمه وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" في نسختها الصادرة عن الحوثيين، أشار إلى أن، لديهم صواريخ مصممة بعدة رؤوس حربية، وإنها في حال اعتراضها، تنقسم لتصيب أهدافا أكثر، -حد قوله-، متابعا "بما يجعل من منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية، بلا فائدة".

وقال المصدر الحوثي: "على كل (إسرائيلي) تحسس رأسه تحسبا لسقوطها"، مؤكدا على أن صواريخهم لن تتوقف عن استهداف العمق الإسرائيلي، إلا بوقف العدوان ورفع الحصار عن أهالي قطاع غزة.

تتوالى أسبوعيا الضربات الحوثية باتجاه أهداف في العمق الإسرائيلي وذلك منذ شهر أكتوبر/تشرين الأول من العام 2023، حيث أعلن وقتها الحوثيون مساندة غزة والقضية الفلسطينية، بهذه الهجمات المنفذة سواء عبر الطائرات المُسيرة أو الصواريخ الباليستية والمجنحة.

ووصلت تلك الضربات المتفرقة في عددها إلى المئات، إلا أنها لم تُحدث أي أضرار تذكر على مستوى الخسائر البشرية والمادية، إما أن يتم اعتراضها من قبل منظومات الدفاع الجوية الإسرائيلية، أو تنجح في اختراقها وتجاوزها، إلا أن دويها لا يزيد على إحداث تأثيرات محدودة للغاية، لا تكاد تذكر.

في المقابل، ترد إسرائيل على ضربات الحوثيين، من خلال استهداف البُنية التحتية والمنشآت الخدمية وتدمير مقدرات اليمنيين الاقتصادية والتجارية والحيوية.

وشكّك اليمنيون، في امتلاك الحوثيين هذه النوعية من الصواريخ والتي تحمل رؤوسا متعددة تنجح في تحقيق هدفها، حتى إذا ما تم اعتراضها، متساءلين بما أنها تمتلك هذه الصواريخ، ما الذي يمنعها من استخدامها وإرسالها فورا دون استباق ذلك بالتصريحات والتهديدات الإعلامية.

"ما الذي ينتظرون؟، وما الذي يؤخرهم في إرسالها؟"، بهذين السؤالين اكتفى المحلل العسكري والخبير الاستراتيجي العميد محمد الكميم بالرد على "إرم نيوز"، للتعليق حول تصريحات المصدر الحوثي، آنفة الذكر.

ومن جانبه، قال الخبير في الشؤون الاستراتيجية والعسكرية العميد ثابت حسين: "ليس لدي معلومات مؤكدة عن أن الحوثيين يمتلكون صواريخ كالتي تحدثوا عنها، وأنهم فعلًا قادرين على تنفيذ ما توعدوا به ضد إسرائيل".

وأضاف لـ"إرم نيوز": "لكن كل ما أعرفه أنه من بين مئات الصواريخ التي أعلن الحوثيون عن إطلاقها لاستهداف إسرائيل، لم يصل منها إلى غير صاروخين أحدهما سقط على ملعب وجرح إسرائيليًا واحدًا، والآخر أحدث حفرة في حديقة بالقرب من مطار بن غوريون".

وأشار حسين إلى أنه "قد يكون لدى الحوثيين مخزون غير معروف من الصواريخ القادرة على الوصول إلى إسرائيل، لكن الحديث عن قدراتها في إلحاق خسائر بشرية أو مادية مؤثرة على إسرائيل، مجرد فرقعات اعلامية وحرب نفسية".

ولفت إلى أن: "الإعلام الإسرائيلي والغربي، ساعد الحوثيين وساهم معهم في تضليل أنصارهم بحجم القدرات العسكرية والصاروخية التي يمتلكونها لديهم".

تصاعد حدة التهديدات الحوثية، والتي لم تُنسب إلى مسؤول أو قيادي عسكري حوثي بعينه، تأتي في ظل ارتفاع مؤشرات التوصل إلى تفاهمات لوقف الحرب في غزة، وبصدد الإعلان عنها في أي لحظة.

يقول الصحفي المتخصص في الشؤون الأمنية والعسكرية أحمد شبح: "التهديدات الحوثية، يمكن اعتبارها دعائية أكثر منها واقعية"، لافتًا إلى أن: "الحوثي يدرك أن الحرب في غزة تقترب من التوقف، وبالتالي يصعد خطابيا ويطلق صواريخ بهدف استغلال وقف الحرب حين تقف، ليصور ذلك كما لو أنه انتصار حوثي إيراني، ويستغل هذا المنجز داخليا وإقليميا".

وأضاف شبح، في حديثه لـ"إرم نيوز": "صحيح، أن الحوثيين وجدوا فسحة في توقف الهجمات الأمريكية وتوقف عملياتهم البحرية، لتوجه العمليات باتجاه اسرائيل، واستمرارهم بإطلاق صواريخ نحو إسرائيل، يشير إلى احتفاظ الجماعة ببعض قدراتها النوعية ومخزوناتها الاستراتيجية".

وتابع: "الضربات الأمريكية لم تحقق أهدافها بالشكل الذي حاولت واشنطن ترويجه إبان توقف الضربات، لكن أيضا الجماعة تحرص دائما على أن تظهر أنها ما زالت قادرة وما زال بيدها قوة وقدرة في لعب دور لصالح طهران يعزز موقفها التفاوضي مع أمريكا، كما تهدف إلى توجيه إشارات قوة لليمنيين في الداخل ودول الجوار".

وذكر شبح: "بالنظر إلى أن إطلاق الحوثيين صواريخهم إلى اسرائيل يمنح الكيان مبررات لاستمرار حربه الوحشية في فلسطين، ويستدعي إسرائيل لضرب بقية البنية التحتية ومصالح اليمنيين في مناطق سيطرتهم، لكن الجماعة لا يهمها الإضرار بالشعب اليمني ومصالحه".

وأكد شبح على أنه: "يُمكن القول، أن الحوثيين لا يستطيعون فعل أكثر مما قد فعلوه، وأن تصعيدهم وتهديداتهم الخطابية، دعاية، تتشابه مع تهديدات الكيان بضرب زعيم الجماعة وكبار قادتها".

أشرف خليفة