سجينات سياسيات في سجن إيفين بطهران تتظاهر بشعار: قسماً بدماء الرفاق، صامدون حتى النهاية
سجينات سياسيات في سجن إيفين بطهران تتظاهر بشعار: قسماً بدماء الرفاق، صامدون حتى النهاية
27 مايو/أيار 2025 – في خطوة تجسد شجاعة نادرة وتحدياً مباشراً لآلة القمع، صدحت حناجر السجينات السياسيات في عنبر النساء بسجن إيفين سيئ السمعة بشعارات قوية ومباشرة، معلنات دعمهن وتضامنهن مع الحملة الشعبية “ثلاثاء لا للإعدام” في أسبوعها السبعين

27 مايو/أيار 2025 – في خطوة تجسد شجاعة نادرة وتحدياً مباشراً لآلة القمع، صدحت حناجر السجينات السياسيات في عنبر النساء بسجن إيفين سيئ السمعة بشعارات قوية ومباشرة، معلنات دعمهن وتضامنهن مع الحملة الشعبية “ثلاثاء لا للإعدام” في أسبوعها السبعين. وبحسب مركز حقوق الإنسان في إيران، قامت هؤلاء النساء الباسلات، اليوم الثلاثاء، بالهتاف بأسماء السجناء السياسيين المحكوم عليهم بالإعدام في باحة السجن، ونقلن بصيحاتهن المدوية نداء التضامن والاحتجاج من قلب زنازين الظلم إلى عموم المجتمع الإيراني.
شعارات تهز جدران الصمت
لم تكن الشعارات التي رفعتها سجينات إيفين مجرد كلمات، بل كانت إعلاناً صريحاً عن إرادة الحياة ورفض الاستسلام لثقافة الموت التي يروجها النظام. ومن بين الهتافات التي هزت جدران السجن ما يلي:
- “عنبر النساء في إيفين، بصوت واحد وعلى عهد واحد، صامدات حتى إلغاء حكم الإعدام!”
- “هذه هي الرسالة الأخيرة، إذا أعدمتم، ستقوم القيامة!”
- “الموت للديكتاتور!”
- “قسماً بدماء الرفاق، صامدون حتى النهاية!”
- “قسماً بالسربداران (شهداء طريق الحرية الذين أعدمهم النظام وعلقت رؤوسهم على المشانق)، صامدون حتى النهاية!”
- ” القمع، الإعدام، التهديد، لم يعد يجدي نفعاً!”
- “حكومة الإعدامات لن تنعم بنوم هانئ!”
- “اعتقلوا، اسجنوا، اقتلوا، إنكم تحفرون قبوركم بأيديكم!”
- “حكومة الإعدامات يجب أن تزول!”
- “السجين السياسي يجب أن يُحرر!”
- “الرأس قد يذهب، الروح قد تذهب، لكن الحرية لن تذهب أبداً!”
شجاعة في وجه الجلادين وتكتيكات إرهاب ترتد عكسياً
إن هذا التحرك الرمزي الذي قامت به سجينات إيفين، في عقر دار أحد أبشع معتقلات النظام وتحت أعين الجلادين، يمثل دليلاً ساطعاً على أن سياسة الترهيب عبر الإعدامات التي ينتهجها النظام قد بدأت تعطي نتائج عكسية تماماً. فبدلاً من إخماد صوت الشعب، أدت هذه الممارسات الوحشية إلى تأجيج الغضب وتوسيع دائرة المقاومة لتشمل حتى أروقة السجون. إن إصرار هؤلاء النساء على رفع أصواتهن، رغم ما قد يتعرضن له من انتقام، يبعث برسالة قوية مفادها أن الخوف لم يعد قادراً على شل إرادة التغيير.
ويأتي هذا التحرك الشجاع في إيفين بالتزامن مع الاحتجاجات التي نظمتها عائلات المحكومين بالإعدام اليوم أمام الهيئات القضائية في عموم البلاد، وفي ظل اتساع حملة “ثلاثاءات لا للإعدام” بدعم شعبي لافت لتشمل الإضراب عن الطعام في 45 سجناً.
إن هذا التزامن بين الحراك داخل السجون وخارجها، والدعم الشعبي المتزايد، يؤكد أن المقاومة ضد دورة الموت التي يديرها النظام ليست مجرد أفعال معزولة، بل هي تيار جارف آخذ في الاتساع، ومؤشر على أن النضال من أجل الحياة والحرية يتجاوز كل الحواجز التي يحاول النظام فرضها.