النحت يجاور التصوير.. معرضان لإبراهيم فيليب وعرفة شاكر بالقاهرة
شهد أتيليه العرب للثقافة والفنون برئاسة الناقد التشكيلي هشام قنديل، مساء يوم الأحد الماضي، بغاليري ضي بالزمالك، افتتاح معرضين شخصيين، الأول متخصص في التصوير للفنان إبراهيم فيليب، والنحت للدكتور عرفة شاكر الأستاذ بكلية الفنون الجميلة، ليستمرا بعد افتتاحهما في نفس القاعة لثلاثة أسابيع، تتجاور خلالها تجربتين مهتمين في الفن التشكيلي الأولى في النحت والثانية في التصوير.
يقدم إبراهيم فيليب في المعرض الذي عنونه “هي وأخواتها”، آخر تجاربه في بحثه في الميثولوجيا المصرية والتراث الشعبي والبيئة بأسلوبه التعبيري الذي يتميز به، وببساطة شديدة دون تصنع أو حذلقة في الأداء، ويشارك بخمسين لوحة تمثل آخر إنتاجه، للمرأة حضور طاغ فيها.
والفنان إبراهيم فيليب هو أحد الفنانين المصريين المهمشين في الحركة التشكيلية المصرية، رغم أنه صاحب تجربة أصيلة ويمتلك من المهارات والفكر ما يؤهله لذلك، وهو من مواليد عام 1956 بمدينة طنطا، عضو بنقابة الفنانين التشكيليين، ونقابة المعلمين، وموجه أول بالتربية والتعليم سابقا.
حصل على دراسات تكميلية تخصص زخرفة وإعلام، وشارك في معارض عديدة، منها المعرض العام في أكثر من دورة، ومعارض بنقابة الصحفيين، ورامتان وأتيليه القاهرة وأقام عدة معارض شخصية.
ويُعتبر فيليب من أبرز الفنانين الذين يمزجون بين التعبير الفني والبعد الاجتماعي في أعمالهم. ينتمي إلى المدرسة التعبيرية، حيث يستخدم الألوان غير التقليدية والتقنيات المبتكرة للتعبير عن القضايا الإنسانية والاجتماعية. تُظهر أعماله اهتمامًا خاصًا بالمرأة المصرية، خاصة في بيئاتها اليومية.
ومن أبرز معارضه السابقة، معرض “قصص قصيرة” الذي أٌقامه عام 2023 في غاليري قرطبة، حيث ضم 25 لوحة زيتية كبيرة الحجم استلهمها من “سوق الحمام.” ركز فيليب في هذا المعرض على تسليط الضوء على حياة السيدات في هذا السوق، مُبرزًا قصصهن الإنسانية والتحديات التي يواجهنها.
وسبق أن شارك بمعرض “ثنائية الإنسان والمكان” عام 2021، بغاليري ضي بالمهندسين، حيث قدم تجربته الفنية جنبًا إلى جنب مع الفنانة مريام واصف. تناول المعرض العلاقة بين الإنسان وبيئته، مُظهرًا تفاعلاتهما وتأثير كل منهما على الآخر.
أما المعرض الثاني المجاور لمعرض إبراهيم فيليب فأطلق عليه الفنان الدكتور عرفة شاكر عنوان “الفن والحياة”، ويواصل الفنان فيه التنويع في استخدام الخامات بين البرونز والخشب والحجر والبوليستر، مركزا على إظهار جماليات الشكل عبر تناغم اللون والكتلة والفراغ وانسياب الضوء على جسد المنحوتة تؤكد التزامه بالمزج بين المدارس الكلاسيكية القديمة للنحت وبين مواكبته الأساليب الحديثة.
ط
في "الفن والحياة" يواصل عرفة شاكر التنويع في الخامات بين البرونز والخشب وغيرهما مركزا على جماليات الشكل
والفنان عرفة شاكر من مواليد مايو 1963 ويتميز بتجربته الفنية الفريدة التي تجمع بين الأصالة والتجديد، ويعتبر أحد أبرز النحاتين المصريين، خصوصا في التعامل مع الخامات الصعبة، مثل الجرانيت والرخام، إضافة إلى أعماله البرونزية.
عن تجربته يقول الفنان الدكتور خالد سرور رئيس قطاع الفنون التشكيلية الأسبق: إن “الفنان الدكتور عرفه شاكر يحمل رؤية خاصة، يُستشف منها شغفه بالتجريب، وممارسة العديد من التحديات التشكيلية أمام النحات من إنسان لحيوان لنبات، ويتواصل هذا الشغف إلى الخامة التي بدورها تنوعت، واختلفت من حيث النوع والطبيعة وطريقة التعاطي معها، وتبرز مقدرة الفنان في هذه الانسيابية الملحوظة في أعماله، وموسيقى الشكل، ليأتي المُنتج الفني في النهاية قطعة إبداعية جمالية، قادرة على جذب المُتلقي للتحاور بصريًّا وفنيًّا، زادها تشويقًا تنوع الخامات واختلاف الملمس من عمل لآخر”.
ويُقدم الفنان في معرضه مجموعة منتقاة من أعماله النحتية التي تتعدد موضوعاتها، وتتنوع خاماتها، ويهدف شاكر من خلال هذا المعرض – كما جاء على لسانه – إلى البحث عن الجديد في عالم الخامات النبيلة مثل الأحجار والأخشاب، والبرونز، بجانب الخامات التقليدية كالبوليستر لإيجاد استمرارية، وشخصية قصد الانفراد بها في أعماله التي تتسم بالحركة والنعومة والفراغ، والتعامل مع جميع المذاهب الفنية والأساليب والعوامل النفسية، إلى أن يوجد فرصة للاندماج، تحت عامل اللحظة الفنية، واستغلال جميع الوسائل المساعدة بالنسبة للنحات في التعامل مع الخامات.
وعرفة شاكر حسن حاصل على بكالوريوس الفنون الجميلة بالقاهرة عام 1991، وماجستير الفنون الجميلة عام 2000، والدكتوراه في الفنون الجميلة عام 2006، وشارك في العديد من المعارض المحلية والدولية، وحصل على العديد من الجوائز بصالون الشباب.
تُظهر أعماله تفاعلا ديناميكيا بين الشكل والفراغ، وتأثرًا واضحا بالمدرسة السريالية، خاصة أعمال الفنان سلفادور دالي. تُركز موضوعاته على قضايا إنسانية واجتماعية، مثل حرية المرأة، التعبير عن القوة الداخلية، والتحدي.