مفاوضات تحت الضغط.. إسرائيل «تدهس» غزة و«حماس» تُطلق صواريخها
تنتهج إسرائيل وحركة حماس سياسة الضغط مع وصول المفاوضات إلى مرحلة حاسمة، لفرض اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.
وفي حين صعد الجيش الإسرائيلي من عمليات القصف على المباني والاستيلاء على الأراضي في قطاع غزة، فإن حركة حماس تحاول إبراز وجودها عبر إطلاق الصواريخ.
لكن في حين تحصد هجمات إسرائيل الجوية والمدفعية حياة مئات الفلسطينيين، فإن صواريخ حماس تؤدي في أفضل الأحوال إلى إطلاق صفارات الإنذار دون وقوع إصابات بشرية أو حتى مادية.
وتجري في الدوحة مفاوضات مكثفة في محاولة للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الأحد رصد إطلاق قذيفتين من غزة اعترض إحداهما وسقطت الأخرى في منطقة مفتوحة.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان: "في أعقاب الإنذارات التي تم تفعيلها في كيسوفيم، تم رصد إطلاق قذيفتين من وسط قطاع غزة باتجاه أراضي الدولة".
وأضاف: "تم اعتراض إحداهما، بينما سقطت الأخرى في منطقة مفتوحة دون وقوع إصابات".
وإطلاق بضعة صواريخ في أوقات متفاوتة هو آخر ما لدى "حماس" لإثبات وجودها.
ولكن في الجانب الأخر فإن آلة الضغط الإسرائيلية أشد قوة وفتكا، فقد أفادت مصادر طبية فلسطينية بمقتل 120 فلسطينيا في هجمات جوية منذ الساعات الأولى من اليوم الأحد.
وطال القصف الإسرائيلي معظم أرجاء قطاع غزة وأدى أيضا إلى إصابة مئات الفلسطينيين.
عملية برية واسعة
وفي هذا الصدد، قال الجيش الإسرائيلي: "خلال اليوم الأخير بدأت قوات الجيش في الخدمة النظامية والاحتياط عملية برية واسعة في أنحاء شمال وجنوب قطاع غزة ضمن افتتاح عملية عربات جدعون".
وأضاف: "يواصل سلاح الجو دعمه المتواصل للقوات البرية العاملة في قطاع غزة".
وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيا زامير، خلال جولة اليوم في شمال قطاع غزة: "أطلقنا في نهاية الأسبوع الماضي عملية "عربات جدعون"؛ وسنواصل حتى نُحطّم القدرة القتالية للعدو، وحتى ندحره في كل مكان نعمل فيه".
وأضاف: "لا يمكننا العودة إلى السابع من أكتوبر. ونضع نصب أعيننا هدفين رئيسيين: استعادة المخطوفين ودحر حماس".
تحذير من عائلات الرهائن
لكن توسيع الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية لا يقلق المؤسسات الدولية فقط وإنما أيضا عائلات الرهائن الإسرائيليين، حيث يطالب كليهما بوقف الحرب من أساسها.
وقالت عائلات الرهائن في بيان: " في أعقاب توسع النشاط العسكري وعملية "عربات جدعون"، والتي قد تؤدي إلى مقتل المختطفين الأحياء والقضاء على فرصة استعادة القتلى، نشر البروفيسور حجاي ليفين، رئيس قسم الصحة في مقر عائلات المختطفين، وتامير باردو، الرئيس السابق للموساد، ورقة موقف مهنية اليوم تحذر من مخاطر جسيمة ناجمة عن استمرار القتال".
وأضافت: "تصف الوثيقة الضرر الجسدي المباشر باعتباره تهديدا مباشرا لحياة الرهائن نتيجة للغارات الجوية. إضافة إلى الحالة النفسية غير المستقرة للخاطفين، مما يشكل خطراً مباشراً على حياة المخطوفين.
وأوضحت أنه "حسب شهادات الناجين من الأسر، فإنه كلما اقتربت المعارك من المناطق التي يحتجز فيها الرهائن، يزداد الشعور بالتهديد لدى الخاطفين وتزداد ردود أفعالهم الاندفاعية وغير العقلانية".
وتابعت: "كما حذرت ورقة الموقف من فقدان الرهائن القتلى والخوف من أن يصبحوا في عداد المفقودين بسبب صعوبة تحديد أماكنهم وتحديد هوياتهم، وانهيار الأنفاق، وتغيرات التضاريس، وتفكك سلسلة القيادة، وعدم وجود معلومات استخباراتية محدثة".
وقال البروفيسور هاجاي ليفين، رئيس قسم الصحة في مقر عائلات المختطفين: "كل قنبلة، وكل تأخير، يزيدان من الخطر. المختطفون الأحياء في خطر داهم بالموت، وقد يختفي الموتى إلى الأبد. يجب أن نعيدهم جميعًا - الأحياء لإعادة تأهيلهم، والأموات للدفن. بإمكان إسرائيل الآن أن تختار الحياة وتُعيد جميع المختطفين، وقد حان الوقت للاختيار بين إنقاذ الأرواح أو التخلي عنها".
بدوره، قال فيليب لازاريني، المفوض العام للأونروا، على منصة "إكس": "خلال هذه الحرب، فإن من أكثر الأخبار المروعة التي أتلقاها بانتظام عدد القتلى في صفوف موظفي الأونروا".
وأضاف: "اليوم، تجاوز عدد القتلى حاجز الـ 300 قتيل".
وأشار إلى أنه "قُتلت الغالبية العظمى من الموظفين على يد الجيش الإسرائيلي مع أطفالهم وأحبائهم. عائلات بأكملها أبيدت، وقد قُتل العديد منهم أثناء تأدية واجبهم في خدمة مجتمعاتهم، وكان معظم القتلى من العاملين الصحيين والمعلمين التابعين للأمم المتحدة، الذين يدعمون مجتمعاتهم".
وقال: "لا شيء يُبرر هذه الجرائم. إن الإفلات من العقاب سيؤدي إلى المزيد من القتل، ويجب محاسبة المسؤولين".