احتجاجات إيران – خبازون في خمس محافظات يحتجون ضدّ انقطاع الكهرباء وفساد منظومة «نانينو»

احتجاجات إيران – خبازون في خمس محافظات يحتجون ضدّ انقطاع الكهرباء وفساد منظومة «نانينو»

شهدت خمس محافظات إيرانية يوم الجمعة 17 مايو 2025، موجة جديدة من الاحتجاجات الواسعة نظمها الخبازون في ظلّ انقطاعات متكرّرة للكهرباء وفشل ذريع وفساد واسع النطاق في منظومة «نانينو» الحكومية التي فُرضت على قطاع الخبز تحت شعار “التحول الرقمي”. 

احتجاجات إيران – خبازون في خمس محافظات يحتجون ضدّ انقطاع الكهرباء وفساد منظومة «نانينو»

حفظ الصورة
نظام مير محمدي
وکالة الانباء حضر موت

17 مايو 2025 –: خسائر فادحة للخبازين، وعجز حكومي يفاقم الغضب الاجتماعي 

شهدت خمس محافظات إيرانية يوم الجمعة 17 مايو 2025، موجة جديدة من الاحتجاجات الواسعة نظمها الخبازون في ظلّ انقطاعات متكرّرة للكهرباء وفشل ذريع وفساد واسع النطاق في منظومة «نانينو» الحكومية التي فُرضت على قطاع الخبز تحت شعار “التحول الرقمي”. 

تجمع عدد من الخبازين أمام نقابة الخبازين في قم، محتجين على الخسائر الفادحة التي لحقت بهم بسبب الانقطاع المفاجئ للكهرباء أثناء ساعات العمل. المشاركون أكدوا أن أطناناً من العجين تتلف يومياً، في وقتٍ يعجزون فيه عن تعويض خسائرهم أو حتى تأمين الحد الأدنى من الإنتاج. 

و في مشهد، اصطف عشرات الخبازين أمام اتحاد الخبازين، ملوحين بسجلاتهم الخاسرة وملفات فساد ناتجة عن تطبيق «نانينو». وأكدوا أن الخبز يتحول إلى علف في نهاية كل يوم بسبب غياب جدول منظم لانقطاع الكهرباء، ما يجعل استمرار المخابز شبه مستحيل. 

 

ونظّم العشرات وقفة أمام مقرّ محافظة أصفهان، مرددين هتاف: «الوعود لا تكفي… موائدنا فارغة»، وسط هتافات أخرى تطالب بمحاسبة المسؤولين عن هذا التخبط. وفي مشهد رمزي غاضب، رمى عدد من الخبازين العجين التالف أمام إدارة الكهرباء، تعبيراً عن حجم الأضرار التي تسببها هذه الانقطاعات. 

و تظاهر الخبازون في بيرجند أمام مبنى القائمقامية، مؤكدين أن التيار الكهربائي ينقطع بشكل عشوائي خلال مراحل التخمير والخبز، ما يؤدي إلى إتلاف العجين وتعطيل خطوط الإنتاج بالكامل. المشاركون طالبوا بتعويض فوري عن الخسائر وتحديد جدول زمني واضح لانقطاع الكهرباء، إذا كانت هناك أزمة طاقة حقيقية. 

و في الأهواز، عبّر المحتجون عن غضبهم من سياسات الدعم المشوّهة والرقابة الفاسدة التي تفرضها منظومة «نانينو». الخبازون قالوا إن هذا النظام حوّل مهنتهم إلى كابوس يومي، حيث لا تصل المخصصات بشكل منتظم، ويتم محاسبتهم عبر بيانات غير دقيقة، ما يفتح الباب أمام الابتزاز والفساد من جانب مفتشي النظام. 

 

الخبّازون في إيلام يحتجّون أمام مبنى المحافظة: “لا طحين يكفي، ولا سعر يُنصف، ولا دعم نراه!”
نظّم عدد من الخبّازين في مدينة إيلام وقفة احتجاجية أمام مبنى المحافظة، اعتراضاً على نقص حصص الطحين، انخفاض تسعيرة الخبز (الصَمّون)، وارتفاع فواتير الكهرباء والماء والغاز.

منظومة «نانينو»: مشروع فاشل ومصدر للفساد المؤسسي 

نظام «نانينو»، الذي كلف الحكومة 900 مليار تومان، فُرض بزعم رقمنة توزيع الطحين، لكنه بات اليوم واجهة جديدة للفساد الإداري، حسب ما أكده محمدجواد كرمي، مستشار غرفة الأصناف. 

قال كرمي:«لا البيانات موثوقة، ولا النظام فعال. أصبح أداة للعقاب العشوائي والرقابة الفاسدة، ويجب تفكيكه فوراً». وأضاف أن «الخبازين، بدلاً من التركيز على جودة الخبز، باتوا مشغولين بمطابقة تقارير مغلوطة صادرة من أجهزة غير شفافة». 

أزمة الكهرباء: الخسائر تتراكم والمخابز تنهار 

بحسب الخبازين، الانقطاعات غير المعلنة للكهرباء تُلحق أضراراً مباشرة بعملية الإنتاج: 

  • تعفن العجين بسبب توقف التبريد والتخمير
  • تعطّل الأفران وسقوط خطوط الكهرباء في منتصف الخَبز
  • فقدان مئات الكيلوغرامات من الطحين المدعوم يومياً
  • خسائر مالية لا يمكن استردادها ولا يعترف بها النظام

وقد أدى ذلك إلى إغلاق مؤقت لعشرات المخابز في مختلف المدن، وحرمان آلاف العائلات من مصدر رزقها الوحيد. 

الرسالة التي أطلقها الخبازون من مختلف المحافظات واضحة: “لا يمكن الاستمرار في ظل هذا الفشل”. نظام «نانينو» يجب إلغاؤه، والانقطاعات الكهربائية يجب تنظيمها بشفافية، وإلا فإن الانفجار الاجتماعي قادم من أفران الخبز.