الإرهاب والحوثي والحروب وأمن الحلفاء.. رسائل ترامب من الرياض

وكالة أنباء حضرموت

في خطاب حافل بالرسائل السياسية والتحولات الاستراتيجية، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي في الرياض، عن جملة مواقف مفصلية تمس قضايا إقليمية شائكة.

أبرزها فتح مسار جديد مع إيران، ورفع العقوبات عن سوريا، وتأكيده على دعم مساعي الاستقرار في الشرق الأوسط.

وخلال سلسلة تصريحات متتالية، وضع ترامب ملامح ما وصفه بـ«الفرصة الجديدة» لمنطقة طالما عانت من الحروب والفوضى، مشددًا على ضرورة الانتقال إلى مرحلة تقوم على التنمية والسلام، لا الفوضى والتدمير.

رفع العقوبات عن سوريا
في تحول لافت، أعلن ترامب رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا، مشيرًا إلى أن بلاده قررت «منح السوريين فرصة جديدة».

وقال: «سوريا شهدت الكثير من البؤس، وهناك حكومة جديدة نأمل أن تنجح في تحقيق الاستقرار».

واعتبر ترامب أن هذا القرار يعكس رغبة واشنطن في دعم أي تحولات إيجابية على الأرض، من دون أن يحدد ما إذا كان القرار يتضمن تخفيفًا تدريجيًا أم إلغاءً شاملًا للعقوبات.

حزب الله والحوثي
وفي موقف حاد تجاه وكلاء إيران في المنطقة، شن ترامب هجومًا مباشرًا على حزب الله، واصفًا إياه بأنه «نهب الدولة اللبنانية وجلب البؤس إلى لبنان».

كما انتقد بشدة قرار إدارة الرئيس السابق جو بايدن سحب تصنيف الحوثيين من قائمة الجماعات الإرهابية، معتبرًا أنه «كان خطوة خاطئة».

لكن ترامب أشار إلى تقدم في المسار اليمني، قائلاً إن «الحوثيين وافقوا قبل أيام على وقف استهداف السفن، ونحن وافقنا على وقف هجماتنا»، ما قد يشير إلى تفاهمات غير معلنة تهدف إلى تهدئة الجبهة اليمنية.

إيران.. عرض صفقة لا يستمر إلى الأبد
رغم تشديده على أن إيران «أكبر قوة مدمرة في الشرق الأوسط»، أبدى ترامب استعداده لفتح باب التفاوض معها، قائلاً: «أريد عقد صفقة مع إيران ليصبح العالم أكثر أمنًا».

وأوضح أنه إن رفضت طهران العرض، فلن يكون أمام واشنطن سوى العودة إلى سياسة «الضغط الأقصى»، بما في ذلك تصفير صادرات النفط الإيراني.

وقال ترامب: «العرض المقدم لإيران لن يستمر إلى الأبد... على إيران أن تختار».

السلام وأمن الحلفاء
وفي ملف السلام، قال ترامب: «لا أحب الحروب وأفخر باتفاقات إبراهيم التاريخية وآمل بانضمام السعودية إليها».
وأضاف: «أتمنى أن تنضم السعودية قريبًا إلى اتفاقات إبراهيم»، مشيرًا إلى أن ذلك «سيكون يومًا عظيمًا يشهده العالم».

وأضاف: «لكن المملكة ستقوم بذلك في الوقت الذي تراه مناسبًا، وسأكون مكرمًا بهذا اليوم وكل من ناضل من أجل السلام في الشرق الأوسط».

كما شدد الرئيس الأمريكي على رؤيته لمنطقة «تعتمد على الازدهار لا الفوضى»، مشيرًا إلى أن المملكة قادرة على لعب دور محوري في الاستقرار الإقليمي والتحولات السياسية والدينية.

وأضاف ترامب: «منذ تسلمي القيادة عدنا إلى القوة في الداخل والخارج ومهمتنا هي الوحدة في مواجهة الإرهاب.. نريد أن يعرف الشرق الأوسط بالتجارة وليس الفوضى وبتصدير التكنولوجيا وليس الإرهاب».

وأضاف ترامب: "لن نتورط في أي حرب وعلى القتل أن يتوقف"، مشددا على أنه "يفضل السلام دائما".

واستطرد ترامب: "نستخدم قوتنا العسكرية لإحلال السلام.. نؤمن بالسلام عن طريق القوة".

وتابع: " لن أتردد باستخدام القوة العسكرية للدفاع عن السعودية"، مؤكدا أن "من يهدد أمريكا وشركاءها سيواجه بالقوة".

لقاء مرتقب مع الشرع
وفي مفاجأة سياسية، كشف مسؤول في البيت الأبيض أن ترامب سيجتمع يوم الأربعاء مع الرئيس السوري أحمد الشرع في السعودية، في أول لقاء أمريكي-سوري رفيع بهذا المستوى منذ أكثر من عقد، ما يعكس إعادة تموضع محتملة في السياسة الأمريكية تجاه دمشق.