استراتيجية الإطار التنسيقي في الانتخابات العراقية تنطلق من طهران
أوفد الإطار التنسيقي، المكون من القوى السياسية الشيعية العراقية المقربة من إيران، وفدا رفيع المستوى إلى طهران، في أول زيارة قبيل الانتخابات النيابية الحاسمة، وذلك في تحرك لافت يهدف إلى تنسيق المواقف وترتيب الأوراق قبل هذا الاستحقاق الانتخابي الذي يعول عليه الإطار لتعزيز سيطرته على البرلمان المقبل وتشكيل الحكومة القادمة.
وتأتي هذه الزيارة لتسليط الضوء على الدور المحوري الذي تلعبه طهران في رسم استراتيجيات حلفائها العراقيين، خاصة في المراحل التي تسبق الاستحقاقات الانتخابية الهامة.
وكشف مصدر في الإطار التنسيقي، اليوم الخميس، أن "الوفد يمثل مكونات الإطار كافة، وأعضاءه مخولون بالتفاهم مع طهران حول بعض القضايا ذات الاهتمام المشترك لا سيما وأن طهران تحاول الحفاظ على مصالحها في العراق الذي يُعد العصب الحيوي لاقتصادها".
وأوضح المصدر لوكالة "شفق نيوز" الكردية العراقية أن الزيارة ستستغرق يومين، يتخللها لقاءات مع مسؤولين إيرانيين معنيين بالملف العراقي، مؤكدا على الأهمية التي يوليها الإطار للانتخابات القادمة ونتائجها، وتجنب التفرد بالقرار السياسي.
من المتوقع أن يتم خلال هذه الزيارة بحث تفاصيل الاستراتيجيات الانتخابية للإطار التنسيقي، بما في ذلك تحديد القوائم الانتخابية والتحالفات المحتملة بعد الانتخابات.
ويهدف الإطار من خلال هذه التنسيقات إلى تحقيق أكبر عدد من المقاعد في البرلمان المقبل، وتشكيل حكومة قادرة على خدمة مصالح حلفاء إيران في العراق.
وتمثل هذه الزيارة التي تأتي في لحظة مفصلية تحركا استراتيجيا يحمل دلالات عميقة حول طبيعة العلاقات العراقية الإيرانية، والدور المحوري الذي تلعبه طهران في توجيه استراتيجيات حلفائها السياسيين في العراق، خاصة في المراحل التي تسبق الانتخابات الحاسمة.
وتسعى طهران من خلال هذه الزيارة إلى تعزيز نفوذها في العراق، وتوحيد الصف الشيعي، وتنسيق الاستراتيجيات الانتخابية للإطار التنسيقي، بهدف ضمان بقاء حلفائها في السلطة وتأمين مصالحها الاستراتيجية في البلاد.
وتتزامن هذه الزيارة مع تغيرات إقليمية ودولية تؤثر على دور إيران في العراق. ففي ظل الضغوط الأميركية المتزايدة، والأزمات الداخلية التي تواجهها طهران، بالإضافة إلى المتغيرات الإقليمية مثل ضعف حزب الله في لبنان وتغيرات المشهد في سوريا، تسعى إيران للحفاظ على نفوذها في العراق عبر دعم القوى الشيعية الموالية لها. وتؤكد هذه الزيارة على استمرار هذا الدور، رغم تراجع مظاهر التدخل الإيراني المباشر في التحالفات الانتخابية الأخيرة.
ويعكس توقيت الزيارة وحجم الوفد المشارك الأهمية التي توليها إيران للانتخابات العراقية المقبلة، حيث تسعى لضمان بقاء حلفائها في السلطة وتأمين مصالحها الاقتصادية والأمنية في العراق.
وتشير هذه الزيارة إلى أن إيران لا تزال تعتبر العراق ساحة نفوذ حيوية، وأنها ستواصل دعم القوى الشيعية الموالية لها، وستسعى للتأثير على نتائج الانتخابات، رغم التحديات التي تواجهها.
على الجانب العراقي، تكشف الزيارة عن استمرار اعتماد الإطار التنسيقي على الدعم الإيراني في تحقيق أهدافه السياسية. ويعكس ذلك ضعف الاستقلالية السياسية لبعض القوى الشيعية العراقية، وتأثير النفوذ الإيراني على المشهد السياسي العراقي.
والأسبوع الماضي، كشفت مصادر سياسية مطلعة لوكالة "شفق نيوز" عن تلقي قادة الإطار رسالة إيرانية تؤكد على "ضرورة الإبقاء على وحدة كتل وأحزاب الإطار ما بعد الانتخابات"، وحثهم على السعي لإقناع مقتدى الصدر بالمشاركة في الانتخابات، بهدف استثمار قاعدته الشعبية لتعويض غيابه عن المنافسة.
وأواخر الشهر الماضي، كشف مصدر مطلع، عن استمرار الحراك الانتخابي داخل الإطار لتحديد القوائم الانتخابية التي ستشارك في الانتخابات القادمة"، لافتا إلى أن التنسيقي سيشارك في الانتخابات القادمة بأكثر من قائمة من بينها قائمة (تيار الفراتين) بزعامة السوداني، وتضم كتلة السند بزعامة وزير العمل والشؤون الاجتماعية أحمد الأسدي، وحركة عطاء بزعامة رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض.
بينما تضم قائمة ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي، كلا من حزب الدعوة بزعامة الأخير، وحركة البشائر بزعامة ياسر المالكي، والنهج الوطني، فيما ستضم قائمة تحالف النصر، كلا من تيار الحكمة بزعامة عمار الحكيم، وائتلاف النصر بزعامة حيدر العبادي، إلى جانب بعض القوى الصغيرة المستقلة، في حين ستشارك عصائب اهل الحق بقائمة منفردة قد تلتحق بها بعض القوى الأخرى.
ويعتقد قادة الإطار، أن المشاركة بقوائم منفردة ستؤدي إلى تحقيق أكبر عدد من المقاعد الى جانب معرفة كل حركة أو حزب حجمه الانتخابي ووزنه السياسي.
وتزامنا مع استعداد القوى الشيعية للانتخابات، تزايدت الضغوط على الفصائل المسلحة للاندماج في هيكل الحشد الشعبي، تمهيدا لما تصفه بعض المصادر بـ"الانتقال إلى العمل السياسي الكامل"، وسط تحذيرات أميركية بفرض عقوبات إضافية على شخصيات وفصائل مرتبطة بإيران، ومطالبة الحكومة العراقية بحصر السلاح بيد الدولة.