هل يحاول ماكرون اختيار البابا؟ اتهامات إيطالية تلاحق رئيس فرنسا

وكالة أنباء حضرموت

رغم أن الدستور الفرنسي يفرض الفصل الصارم بين الدولة والدين، ويقدّم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نفسه كمدافع عن العلمانية الجمهورية، أثارت الصحافة الإيطالية المحافظة زوبعة سياسية ودينية متهمةً إياه بمحاولة التأثير على انتخاب البابا القادم.

وذكرت محطة "تي. إف. 1" الفرنسية، أنه مع اقتراب موعد انعقاد المجمع الكنسي، تتسارع المشاورات والتكهنات: من سيكون البابا القادم خلفًا للبابا فرنسيس.

وبحسب ما نقلته الصحافة الإيطالية، فإن بعض رؤساء الدول قد يسعون للتأثير على القرار، وعلى رأسهم إيمانويل ماكرون، إذ تدّعي بعض الصحف المحافظة في إيطاليا أن الرئيس الفرنسي يفضل أن يتولى الكاردينال جان-مارك أفيلين، رئيس أساقفة مرسيليا، منصب البابا الجديد، نظرًا لتقارب رؤيته مع البابا الراحل فرنسيس.

اقتحام المجمع الكنسي
وصحيفة عنونت La Verita الإيطالية في نهاية أبريل/نيسان: "ماكرون يريد حتى اختيار البابا"، بينما اعتبرت صحيفة Libero أن "ماكرون يقتحم المجمع الكنسي"، المنتظر أن يبدأ يوم الأربعاء 7 مايو في كنيسة سيستين.

أما صحيفة Il Tempo فرأت في ماكرون "رئيسًا يصطاد أصواتًا لأفيلين"، مشيرة إلى غداء جمع الرئيس الفرنسي بعدد من الكرادلة الفرنسيين.

لكن محاولة التأثير على اختيار البابا قبل انعقاد المجمع تظل مغامرة محفوفة بالمخاطر، حتى على ضوء دور البابا الراحل الذي سبق أن عيّن بنفسه معظم الكرادلة الذين سيصوتون على خليفته.

وفي تصريح لقناة "تي.إف1" قال الصحفي المختص في شؤون الفاتيكان، برنار لوكونت: "داخل سرية المجمع، سيختار الكرادلة من يرونه الأقدر على توحيد الكنيسة". وأضاف: "سيبحثون عن شخصية جامعة. وباستثناء حالات نادرة، فإن المرشح الأوفر حظًا لا يُنتخب أبدًا منذ القرن التاسع عشر".

وقد شوهد الكرادلة يوم السبت في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان، تحضيرًا لطقوس جنازة البابا فرنسيس.

جان-مارك أفيلين بين الأوفر حظًا
الكاردينال جان-مارك أفيلين مدرج ضمن قائمة الـ"بابابيلي" (papabili)، أي المرشحين المحتملين لتولي منصب الحبر الأعظم، بحسب الصحافة الإيطالية.

وإذا تم انتخابه، فسيكون أول بابا فرنسي منذ القرن الرابع عشر. ويُعدّ أفيلين من المقربين للبابا فرنسيس، وكان له دور محوري في تنظيم زيارة الأخير إلى مرسيليا في سبتمبر/أيلول 2023.

ماكرون متهم بالتدخل.. وسانت إيجيديو تدافع
قبل أيام قليلة من المجمع، بدأت الشائعات تنتشر في روما حول محاولة ماكرون التأثير على الانتخابات البابوية، وهي اتهامات صدرت عن جزء من الصحافة المحافظة في إيطاليا، لكنها قوبلت بالنفي من جانب جماعة سانت إيجيديو ومن محيط الرئيس الفرنسي.

المجمع سيبدأ يوم الأربعاء 7 مايو/أيار، وسيجتمع فيه 133 كاردينالًا ناخبًا لانتخاب خليفة البابا فرنسيس، المتوفى في 21 أبريل/نيسان. على المرشح الفائز أن يحصل على 89 صوتًا على الأقل، أي ثلثي الأصوات.

وفي ظل هذه الأجواء، تم يوم الجمعة تركيب المدخنة الشهيرة التي ستعلن عبر "الدخان الأبيض" انتخاب البابا الجديد.

لكن الصحف القريبة من رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني ترى في تحركات ماكرون "تطفلًا" ومحاولة للتأثير. هذه الاتهامات استندت إلى ما حدث بعد جنازة البابا فرنسيس في 26 أبريل/نيسان، حيث أقيم غداء في السفارة الفرنسية قرب الفاتيكان حضره ماكرون إلى جانب أربعة كرادلة فرنسيين: جان-مارك أفيلين، فرانسوا كزافييه بوستيو، كريستوف بيير، وفيليب بارباران.

الرئاسة الفرنسية ترد
ورغم أن هذا الغداء كان بروتوكوليًا بامتياز، اعتبرته بعض الصحف اليمينية الإيطالية محاولة "لوبيينغ" من قبل ماكرون.

في اليوم السابق، كان الرئيس الفرنسي قد تناول العشاء مع أندريا ريكاردي، مؤسس جماعة سانت إيجيديو، المعروفة بدورها في دعم المهاجرين والفقراء، والتي يعتبرها المحافظون مقربة من اليسار. الجماعة سارعت إلى نفي أي تدخل من الإليزيه في المجمع.

وفي نفس الاتجاه، شددت مصادر قريبة من الرئيس الفرنسي على أن "رئيس الجمهورية لا يتصرف بهذه الطريقة"، مضيفة: "الفاتيكان يستحق أفضل من هذه الاتهامات".