مشاركة الشرع بالقمة العربية في بغداد.. تردد سوري وإصرار عراقي
قال مصدر رفيع بوزارة الخارجية العراقية لـ"العين الإخبارية" إن الرئيس السوري أحمد الشرع لم يحسم بعد قرار مشاركته بالقمة العربية ببغداد.
وأوضح المصدر الذي فضّل عدم الكشف عن هويته لحساسية الملف، في حديثه لـ"العين الإخبارية" أن "السفارة السورية في دمشق أبلغتنا بأن الشرع متردد في الحضور إلى القمة العربية في بغداد، رغم الدعوة التي تلقاها بشكل رسمي من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني".
وبحسب المصدر، فإن "السفير السوري في بغداد، صطام الدندح، أبلغ كبار المسؤولين في العراق أن قرار الشرع حتى الآن هو عدم الحضور المباشر، وذلك لتجنب إحراج حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، في ظل تصاعد التهديدات والضغوط من قوى وأحزاب شيعية بارزة تعارض مشاركته".
وأضاف المصدر أن "السفير السوري أكد أن وزير خارجية بلاده، أحمد الشيباني، يُعد أحد الخيارات المطروحة لتمثيل دمشق في القمة العربية في بغداد".
المصدر العراقي مضى قائلاً إن "السوداني يصر على مشاركة الشرع في القمة العربية، ولهذا أوفد اليوم رئيس جهاز المخابرات، حميد الشطري، إلى العاصمة السورية دمشق".
وفد في دمشق
وصل وفد عراقي برئاسة حميد الشطري، اليوم الجمعة، إلى دمشق للقاء الرئيس السوري بتوجيه من رئيس الحكومة العراقية، حسبما أفاد مكتبه في بيان.
وأشار البيان إلى أن الوفد "الرسمي الحكومي العراقي"، الذي يترأسه الشطري، سيلتقي الشرع وعدداً من المسؤولين الحكوميين.
كما سيبحث الوفد العراقي مع الجانب السوري "التعاون في مجال مكافحة الإرهاب، وتعزيز الترتيبات المتعلقة بتأمين الشريط الحدودي المشترك وتقويتها ضد أي خروقات أو تهديدات محتملة".
وهذه هي الزيارة الثانية التي يقوم بها رئيس جهاز المخابرات العراقي إلى دمشق منذ سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024.
"حلحلة مأمولة"
بدوره، أكد الدبلوماسي العراقي السابق، غازي فيصل، لـ"العين الإخبارية"، أن زيارة رئيس جهاز المخابرات العراقي، حميد الشطري، إلى سوريا اليوم، ستُسهم بشكل كبير في حل العديد من القضايا الأمنية بين البلدين.
وأضاف: "رافق رئيس جهاز المخابرات العراقي إلى دمشق عدد من المسؤولين لمناقشة سبل تعزيز العلاقات الثنائية، وتطوير التعاون بين العراق وسوريا بما يتماشى مع الاتفاقيات والمعاهدات الموقعة بين البلدين".
وفيما يتعلق بحضور رئيس سوريا، أحمد الشرع، في القمة العربية المقررة الشهر المقبل في بغداد، أشار فيصل إلى أنه "لا يوجد ما يمنع حضوره"، مشيراً إلى أن جميع رؤساء الدول وأمرائها يتمتعون بحصانة دبلوماسية، وحماية من الحكومة العراقية.
وأكد أن الحكومة العراقية مطالبة بمواجهة أي تهديدات قد تطال المسؤولين السوريين، بما في ذلك التهديدات بالاغتيال أو الاعتقال أو إغلاق الطرق التي تؤثر على تنقل الوفود إلى مكان انعقاد القمة العربية في بغداد.
وفي هذا السياق، اعتبر فيصل أن التهديدات التي تواجه زيارة الشرع إلى العراق "ظاهرة غريبة لا تتناسب مع تاريخ العراق الحافل بالعلاقات الدبلوماسية، حيث لم تُسجّل تهديدات مماثلة ضد المسؤولين الزائرين من قبل".
وفي الأيام الأخيرة، هددت فصائل شيعية مسلحة مدعومة من إيران، وكتل سياسية وأحزاب ونواب، باعتقال الشرع أو تصفيته في حال مشاركته في القمة.
فيما طرحت بعض الأحزاب خيار الاعتصام قرب مطار بغداد الدولي، وإغلاق الطرق المؤدية إلى مكان انعقاد القمة في القصر الحكومي بالمنطقة الخضراء بالعاصمة.
والرئيس السوري السابق بشار الأسد محسوب على ما يسمى "محور الممانعة" في المنطقة، ونهاية حكمه كانت واحدة من الضربات المؤلمة لإيران ومليشياتها في الشرق الأوسط.