وكالة رويترز العالمية
من اوائل الطلاب في التخصص والمجال اختاروا مجال نزع الألغام فأماتهم اللغم.
تقول وكالة رويترز العالمية ان الحرب في اليمن حصدت مئات الالاف من الضحايا بين فئتي الشباب والأطفال خلال سبع سنوات.
حيث رجحت المنظمة العالمية للسلام بأن معظم الضحايا قتلوا بهدوء على سلاح نائم بين التراب الذي يسمى (اللغم)، موضحة ان الألغام حصدت ارواح بشرية كثيرة زرعها الحوثيون في مناطق سيطرتهم، ما ان هزمت تلك المليشيات لجئت لزراعة الألغام التي خلفت ورائها ثلاثة الآف معاق بين اطفال وشباب فقدوا اطرافهم العلوية والسفلية وكثير منهم سرعان ما فارق الحياة. تروي الصحافة اليمنية في جنوب اليمن ان ثلاثة كوادر متخصصين،
تربوا وترعرعوا في منطقة نائية وعرة ثم اندرجوا في السلك التعليمي بشكل جماعي حتى تخصصوا في دراسة الهندسة العسكرية بعدن في ثمانينات القرن الماضي، ما ان مكثوا تلك السنين بين العلم والمعرفة لينالوا شرف العمل والتطبيق على أرض الميدان ضمن نشر السلام والحفاظ عن الأرواح من ما تخلفه الحروب والصراعات الدائرة. يقول صحفيون في جنوب اليمن ان السنوات الماضية القليلة كانت كفيلة بتلخيص الكارثة التي يتعرض لها الإنسان بشكل غير قانوني فكثير من الناس صاروا يرون ان الألغام كابوس في حياتهم لم ينته، مما ترجم الصحفي المتمرس في شؤون الحرب هويد الكلدي تلك الازمة التي يعيشها المقاتل في جبهات القتال
قائلا، ان اللغم سلاح مزروع للكل وليس لفئة محددة فالجندي اولا وثانيا المهندس المتخصص بنزعه وثالثا الإعلاميين المصورين حتى الوصول إلى الأبرياء من الأسر والأطفال، فاحيانا قد ينجو الجندي من ذلك الفخ وسرعان ما يستهدف المتخصص، فهناك عدد من المتخصصين انفجرت فيهم المفخخات والالغام منهم من توفى ومنهم من ما زال على قيد الحياة معاقا،ولهذا انه خطر محدق ويعتبر سلاح محرم. وارجح الكلدي، ان ذلك السلاح هو آخر سلاح يستخدم من قبل أي طرف فالمليشيات الحوثية عندما تجد نفسها عاجزة على البقاء في مكان ماء ترى انه من المناسب زرعه بالالغام لتحصد عدد كبير من قتل الجنود والمقاومين اي من تراهم خصمائها بالمعركة وهذا ما قد يطبق بالنظرية او المقولة الشهيرة ( عليا وعلى أعدائي).
ضمن نخبة من شهداء الواجب في السلك العسكري ارتقى الشهيد العقيد مهندس إسكندر ثابت محسن الجبيري العمري إلى مثواه الاخير شهيدا إثر قيامه بتفكيك لغم مزروع بإحدى مساحات محافظة شبوة ما ان نفجر به ليسقط حينها.
وقالت المصادر ان الشهيد إسكندر قد فارق الحياة بحمهورية مصر العربية عقب اسابيع من العلاج لكن إصابته لم تمكثه بالتعافي بل كانت قد أخذت حياته بسبب إصابته البليغة. انه إسكندر العمري خمسيني العمر عقيد التخصص العلمي بالكلية الحربية مجال هندسة عسكرية بنزع الألغام خريج سنة 1988 جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية. قضى طيلة فترته المزمنة علما وخدمة حتى اندلاع الحرب مؤخرا ضد مليشيات الحوثي ليهب جنديا ومتخصصا في نزع الألغام ضمن القوات الجنوبية ( العمالقة).
يقال ان مسقط رأسه تسمى (العمري) بيهر يافع قد زفت مئات الشهداء خلال سبع سنوات ماضية في أنحاء اليمن، حيث تتركز التضحية في كوادر سلاح المهندسين فإن لاسكندر ثلاثة من زملاء دراسته ودفعة التخصص بالكلية العسكرية قد سبقوه شهداء في فترات سابقة، في أحداث مشابهة للعملية التي قتل على اثرها أثناء قيامهم بتفكيك عبوات ناسفة من الألغام. فالشهيد العقيد مهندس عبد اللطيف ثابت سيف بن بعوه العمري قد سقط شهيدا مبكرا عام 2012 بردفان الحبيلين أثناء المعارك في القطاع الشرقي ضد الجيش اليمني من قبل المقاومة الجنوبية،
ويذكر ان بعوه سقط في الوقت الذي كان يقوم بعملية نزع لغم مزروع على تبة بذلك القطاع. هو الثاني الذي كان ضمن المركز الأول خلال دراسته التعليمية الشهيد العقيد مهندس منير محمد محسن حلبوب العمري فارق الحياة خلال أحداث المعركة ضد جماعة داعش تنظيم القاعدة بابين، حيث ذكرت المعلومات ان حلبوب قد قتل بلغم مزروع حين كان يقوم بنزع كميات كبيرة من الطريق.
ويذكر ان العميد مهندس قائد هيثم حلبوب العمري قائد سلاح المهندسين بعدن ومدير المركز الوطني لنزع الألغام تعرض لاستهداف مباشر بصاروخ حراري من قبل المليشيات بمنطقة ذباب في الوقت الذي كان يمهد بدخول مناطق المخاء لحظة اشرافه على نزع الألغام مع فريقه المتخصص في يناير 2017م .